باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
افتتاح المقر الجديد بـ"جواب يسري أبو القاسم".. ويحتتم العام بـ"رب السعادة" لأبو عيشة
مهزوز نشأت المصري يثير الجدل.. وعزة عز
الدين تفتتح مشوارها الأدبي بـ"علبة الأحلام"
قدم ملتقى السرد العربي بالقاهرة برئاسة
الناقد الدكتور حسام عقل العديد من النشاطات والندوات الناجحة على مدار عام 2019،
بحضور العديد من الكتاب والنقاد ومحبي الأدب ومتذوقيه، كما شهد الملتقى إطلاق
جائزته للرواية العربية برعاية الدكتورة زينب أبو سنة وفي السطور التالية نسلط
الضوء عليها.
ملتقى السرد العربي يفتتح مقره الجديد.. ويقرأ
"جواب" يسري أبو القاسم
في شهر مايو افتتح ملتقى السرد العربي مقره الجديد 76 تقاطع شارع عبد المنعم رياض شارع الفالوجة بالعجوزة ، وواصل ندواته الأسبوعية بمناقشة رواية
الشيخ جواب للكاتب الصحفي والروائي يسري أبو القاسم.
وتلا
الافتتاح مناقشة رواية الشيخ جواب للروائي يسري أبو القاسم، من قِبَل عدد من
الكتاب والنقاد، على رأسهم الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية
جامعة عين شمس، والناقد والقاص زكريا صبح، والإذاعية نهى الرميسي.
في حين قدم زكريا صبح القاص والناقد الأدبي ورقة نقدية عن الرواية قال فيها إن الرواية قامت على الحلم، وفي الحلم تستطيع أن تغزل ما شئت دون أن نحاسبك على مقياس الواقع" ففي الحلم يخاطب الحي الميت والجديد يستدعي القديم، موضحا أن يسري أبو القاسم في روايته أخذ على عاتقه أن يفض ما يتعلق بالصوفية من مشكلات التي علقت بها، ليقول لقارئه إن عالم الصوفية ليس بهذا السوء الذي نعتقده، واختتم صبح أن استخدام ضمير الراوي العليم جاء مناسبا جدا للعمل خصوصا في كشف دواخل الشخصيات وإنارة باطنهم.
على مدار أربع ساعات متصلة وساخنة
أثارت رواية المهزوز للكاتب نشأت المصري الجدل في ملتقى السرد العربي الدائم
بالقاهرة، حيث هناك من نَزَع عن العمل فنيته الروائية، واعتبره نوعا من الكتابة
يصلح للأطفال أو ربات البيوت، وهناك من اعتبره عملا روائيا جيدا، في حين رآه آخرون
رواية عادية ومتوسطة القيمة.
وشهدت الندوة مداخلات وصلت إلى 11
مداخلة احتدم الخلاف فيها حول الرواية، ومنها مداخلة الشاعر سلطان إبراهيم الذي
اختلف مع الدكتور حسام عقل في النهاية ورأى أن ختام الرواية بمشهد موت
"نرمين" جاء مناسبا جدا، وكأن الكاتب يريد أن يقول لنا إن نهاية
الاهتزاز هو الموت والفقد، كما أكد أن لغة الرواية في مواضع منها جاءت شاعرية.
وأضاف ضيف أن الرواية تصنف على أنها
رواية اجتماعية كشفت الكثير من أمراض المجتمع، مثل الفساد والرشوة ومحاربة العربي
للعربي، واعتمد فيها الكاتب على السرد المباشر والمونولوج وعنصر المفاجأة وكان الموت هو بطل المفاجأة في هذه الرواية.
فيما رحب الكاتب نشأت المصري بجميع
القراءات التي جاءت في الندوة، مؤكدا أنه دون جميع الملاحظات التي أبداها الحضور
حتى يستفيد منها، لكنه اعتبر بعض القراءات متجنية على العمل، ومنها قراءة
الإعلامية نهى الرميسي، لكنه اختتم بأن شكرها على قراءتها العمل.
احتفاء بالدكتور عبدالمحسن القحطاني
ثلاثة كيانات ثقافية ممثلة في ملتقى السرد العربي برئاسة الناقد
الدكتور حسام عقل، ومنتدى الناي برئاسة الشاعرة ليلى حسن، وصالون غادة صلاح الدين،
عقدت الخميس الماضي ندوة احتفائية بالناقد الدكتور عبد المحسن القحطاني وجهوده
الفكرية في ليلة مصرية سعودية، تحت عنوان "الدكتور عبد المحسن القحطاني.. فكر
ومسيرة" بمقر نقابة التجاريين برمسيس، بحضور عدد من الكتاب والمبدعين.
وقدم عدد من
النقاد قراءات نقدية وشهادات حول مسيرة حياة الدكتور القحطاني ومنجزاته الفكرية
والنقدية، على رأسهم الناقد الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية
بجامعة عين شمس، الذي قدم مقاربة نقدية حول نصوص القحطاني وجماليات تجربته الأدبية
من خلال مؤلفاته "الاختلاف والازدواجية" و"بين منزلتين"
بجزئيه الأول والثاني، فيما قدم الدكتور عزوز علي إسماعيل، قراءة في كتاب
"شعراء جيل"، وتخلل الأمسية فقرات فنية وموسيقية وإنشادية.
يذكر أن الدكتور عبد المحسن فراج القحطاني، أستاذ النقد والأدب العربي
بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الملك عبد العزيز، حصل على دكتوراه في
الأدب والنقد من جامعة الأزهر عام 1979م، وتقلد العديد من الأعمال الإدارية في
جامعة الملك عبد العزيز بجدة، منها رئيس قسم اللغة العربية، وكيل كلية الآداب
والعلوم الإنسانية، عميد شؤون الطلاب، عميد القبول والتسجيل.
وصدر للقحطاني عدد من الكتب: منصور بن إسماعيل الفقيه، بين معيارية العروض وإيقاعية الشعر، القوافي للإربلي، وشعراء جيل «سرحان ـ عرب ـ مدنى»، إلى جانب العديد من الأبحاث في كثير من المجلات المتخصصة، وأسبوعيته ومركز الثقافة اللذان يحملان اسمه تصدر عنهما دورية مطبوعة تضم العديد من الدراسات والأبحاث والمحاضرات الثقافية المتنوعة.
عزة عز الدين تفتتح مشروعها الأدبي بعلبة الأحلام
افتتحت الكاتبة عزة عز الدين مشوارها الكتابي من ملتقى السرد العربي برئاسة الناقد الدكتور حسام عقل، بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين الثقافي، حيث أقام الملتقى لمناقشة مجموعتها القصصية "علبة الأحلام"، بحضور لفيف من المبدعين والنقاد للاحتفاء بمنجزها الأول.
افتتحت غادة صلاح الدين الندوة معربة عن سعادتها بخروج العمل الأول للكاتبة التي نجحت في تحويل الحلم إلى حقيقة عبر مجموعتها "علبة الأحلام" والتي أكدت فيها على تأنيها في اختيار ما يصلح للنشر.
فيما أعربت عزة عز الدين عن سعادتها بهذا الاحتفاء بملتقى السرد وقالت، إن المجموعة في مجملها تتحدث عن العلاقات الإنسانية ما بين الأم وأبنائها، الحبيب والحبيبة ، الأصدقاء، وكل العلاقات الإنسانية في جو رومانتيكي يعيد للجميع إنسانيتهم التائهة في خضم الحروب والأزمات.
وأضافت عز الدين أن مجموعة علبة الأحلام "علبة الأحلام" كتبتها في "فيس بوك" وعندما وجدت تشجيعًا كبيرًا من القراء على الاستمرار على هذا النسق الكتابي، وكانت بداية المجموعة بدأت بقصة "في رحاب القمر" إلى أن اكتملت المجموعة وهي بصدد كتابة مجموعة جديدة".
بعد ذلك أكد الناقد الكبير الدكتور عزوز إسماعيل أن عزة عز الدين تمتلك أدواتها القيمة في إفراز أدب جيد وإن استمرت على هذا عبر تطوير أدواتها ستفرز ما هو أجمل من "علبة الأحلام" المحتوية على 14 قصة تعبر فيها عن مشاعر النفس الإنسانية راصدةً المجتمع بواقعية مبدعة، مستخدمةً المضاف والمضاف إليه في عناوين القصص كما فعل "توفيق الحكيم" في "عودة الروح" و"يوسف السباعي" في "أرض النفاق"، مؤكدة بعناوينها على حسن اختيارها بجعلها منصبة على وحدة العنوان الرئيسي للمجموعة.
تجولت المجموعة في النفس البشرية عبر عناصر الفن القصصي الثلاث وهي: "الوحدة" ، "الدراما" ، "وحدة الفكرة والأشخاص والعنصر" وهذا يدل على عمق قراءتها القصصية متأثرةً بـ"محمد المخزنجي، أنطوان تشيكوف، ويوسف إدريس" وهذا يحتم عليها أن تستمر على هذا النهج لتطور أكثر من أسلوبها في السرد والخيال لتضفير المعنى في فن التكثيف.
فيما قدم الدكتور حسام عقل قراءة نقدية للمجموعة حسام عقل، مشيدا بنجاح تجربة عزة عز الدين الأولى ومثابرتها الكبيرة في عدم التعجل بالطباعة إلى أن حان الوقت بعد سبك مولودها الأول "علبة الأحلام" والذي وضح عليه الهضم التام لمميزات فن القصة، وهي : "فهم معنى القصة القصيرة، سمة العمق والشمول ، خصوصية الشريحة المثبتة الأضواء على شريحة معينة".
وأكد "عقل" أن المجموعة احتوت على 14 قصة، كل قصة تمثل حالة خاصة عاكسةً سمة هذا الفن كما قال "فرانز أناكور" بأن القصة القصيرة فن اللحظة المفردة، استخدمت أيضًا فن الشحن الوجداني أي اللغة غير الحيادية، وهذا الأسلوب قد يصلح في بوست الفيس بوك ولكن عند التصدي للحالة الإبداعية في مجموعة كاملة، قد يضر بها في حالة الإفراط.
وأخذ "عقل" على المجموعة ميلها إلى النزعات الإصلاحية التي أوقعت الكاتبة أحيانا في المباشرة في بعض القصص، وهي تحتاج مع الوقت لغة فنية عالية تبتعد عن المباشرة، وفي النهاية فالكاتبة عزة عز الدين تبشر ببزوغ شمس إبداعية في عالم الأدب وفن القصة.
جائزة ثقافية كبرى
كان شهر نوفمبر في ملتقى السرد هو شهر المفاجآت حيث أعلن الملتقى، برئاسة الدكتور حسام عقل، بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين الثقافي عن عدد المفاجآت الخاصة بالوسط الثقافي، منها الإعلان عن جائزة ثقافية مصرية عربية كبيرة، وتفاصيل مبادرة الجوائز لمناقشة الروايات الفائزة بالجوائز العربية.
وعن مبادرة مناقشة روايات الجوائز العربية قال الناقد الدكتور حسام عقل: لاحظنا أن كل الذين حصلوا على جوائز لم يُحتفَ بهم ولم تنعقد لهم مناقشات جدية، ومن هنا جاء إطلاق مبادرة مناقشة روايات الجوائز من خلال ندوات مفتوحة والدعوات فيها عامة للجميع.
وأضاف "عقل" أن البعض اقترح أن تكون الندوات خاصة وبدعوات خاصة، ولكن نحن رفضنا هذا الاقتراح، ولكل من يأتي ويحضر الحق أن يشتبك مع النصوص وأصحابها نقديا، لأننا دائما حريصون أن يعرف الناس الروائيين أمثال عمر فضل الله وأحمد القرملاوي وأيمن الطاهر وعادل عصمت.
وكشف عقل أن بعض الأسماء تم التعتيم عليهم إعلاميا بسبب التربيطات، ومن هنا كان لا بد من التقليب في تربة الخريطة الثقافية، لإبراز أعمال جديدة والتعريف بالخارطة الجديدة التي لا تقل أهمية عن كفاءة المرحلة السبعينية والثمانينية وما بعدها.
وأكد "عقل" في رده على سؤال أحد الصحفيين، عن سبب اختيار صالون غادة صلاح تحديدا للتنسيق معه، بأنه في ظل
تآكل المؤسسات الرسمية الثقافية للدولة ظهرت على الساحة العديد من المؤسسات المدنية منها الجادة ومنها الووهمية، وكان اختيار صالون غادة لأنه جاد وذو قيمة وصالون ميداني يعمل على الأرض، ونحن لا نبحث عن الشو الإعلامي بقدر ما نبحث عن تجربة ثقافية حقيقية وهذا الصالون له وجود وجذور.
من جانبها قالت الكاتبة غادة صلاح الدين، إن اختيار الوجوه التي يقدمها صالونها للمشهد يتم بناء على نقد موضوعي حقيقي بعيدا عن المجاملات، مضيفة: أما عن مبادرة مناقشة روايات الجوائز فتأتي لأنني أردت نقل كل من لهم تجارب دولية على منصة ملتقى السرد، وأتمنى أن تكون تجربة حقيقة لنقل الخبرات الناجحة بين الأجيال ومصر ولادة ودائما مليئة بالمواهب.
فيما قال الكاتب الصحفي طلعت طه: إن ملتقى السرد أصبح أيقونة المنتديات الثقافية والفكرية من خلال تسليطه الضوء على المبدعين الذين يهرب منهم الإعلام أو يهربون منه هم، مضيفا أن ملتقى السرد وموقع "جداريات" المنبثق عنه نجح في أن يوجد جمهورا جديدا للنقد، تحت رعاية الناقد الكبير الدكتور حسام عقل، مضيفا: أما عن صالون غادة صلاح فسيتم تقديم صوت جديد كل في ندوة يعقدها ويتم الاحتفاء به بشكل حقيقي إلى جانب الضيف الرئيسي في الندوة، لا فرق بينهما.
وأما عن جائزة الرواية العربية فإنها تأتي برعاية الدكتورة زينب أبو سنة التي أكدت أنه آن الأوان الآن أن تنطلق مصر بجائزة تليق بها على غرار الجوائز العربية الدولية الكبيرة، وكشفت أبو سنة أن المبادرة كانت من ملتقى السرد العربي وصالون غادة صلاح الدين، وتم الاستقرار على أن تكون خلال 2020 وشروطها كالتالي:
- ألا يزيد عمر المتقدم للجائزة على 45 سنة.
- أن يكون المتقدم عربي الجنسية من أي دولة عربية.
- يتقدم المبدع بخمس نسخ مطبوعة لا تزيد عن 200 صفحة ونسخة "بي دي إف".
- أن تكون الرواية حول التحولات الاجتماعية في العالم العربي ولا تتضمن أي طائفية أو عرقية.
وعن القيمة المالية للجائزة فإنها كالتالي:
- الفائز بالمركز الأول: 10 آلاف جنيه.
- الفائز بالمركز الثاني: 5 آلاف جنيه.
- المركز الثالث: 3 آلاف جنيه.
- ما بعد ذلك يتم طباعة العمل والخامس من خلال دار "أفاتار".
وتكون طريقة التقديم بأن يقوم المتقدم بملء استمارة، متضمنة الاسم وتاريخ الميلاد وبطاقة الرقم القومي وجواز السفر
ويبدأ تلقي الأعمال بدءا من أول شهر نوفمبر الأول من فبراير 2020، ويكون مقر إدارة المسابقة في ملتقى السرد: 76 تقاطع شارع عبد المنعم رياض مع الفالوجة العجوزة الجيزة، وتتولى الكاتبة غادة صلاح الدين أمانة المسابقة.
وعن ملتقى السرد العربي فهو بيت المثقفين العرب جميعا الذي تم تدشينه منذ أكثر من 7 سنوات برئاسة الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي بكيلة التربية جامعة عين شمس، مع عدد من المبدعين والنقاد منهم الشاعر السعيد عبد الكريم، والقاصة عبير عبدالله، والقاص زكريا صبح، واستطاع أن يكون له تأثيره في تشكيل الخارطة الثقافية في مصر بما يقدمه مناقشات جادة للأعمال من جميع الأجناس الأدبية من شعر ومسرح ورواية وغيرها، إضافة إلى الأعمال النقدية.
"أوراق الشتاء" لفرج محمود.. عمل يستعصي على التصنيف
حالة من الجدل امتدت لما يقرب من خمس ساعات أثارتها "أوراق الشتاء" للكاتب والمترجم فرج محمود الجعبيري، في ندوة ملتقى السرد العربي، بحضور عدد من النقاد والكتاب، ففي حين اعتبرها البعض رواية سيرة ذاتية عدها آخرون أنها تنتمي لأدب الرحلات، وعدها بعض آخر رواية فلسفية.
من جانبه قال الناقد الدكتور حسام عقل، إن "أوراق الشتاء" لفرج محمود تتلامس مع شكلين أدبيين، الأول هو السيرة الذاتية من خلال الألماني الذي يعيش في مصر يحكي ٣٠ عاما عاشها في مصر، والثاني هو أدب الرحلة فيكون العمل جزء من شهادة البطل الرحالة يعرفنا من خلاله على الثقافتين العربية والغربية.
وعن القضية الأساسية في العمل رأى عقل أن فرج محمود في أوراق الشتاء يحلق حول أمر في غاية الأهمية وهو العلاقة بين الشرق والغرب هل هي صدام أم حوار؟ وهل هناك محاولة لفهم كل منهما الآخر من خلال التلاقح والمثاقفة أم لا؟
وأشار عقل إلى أن بطل الرواية لم يكن صديقا للفكرة الدينية لدى العرب والمصريين ويظهر ذلك في حديثه عن صوت الأذان و"بعد قليل انصهرت هذه فوق رأسك هذه الأصوات.." فنحن هنا أمام حالة فجوة وكره بين الشرق والغرب وعلينا أن نتساءل من الذي صنع هذه الفجوة؟ وما الداعي لهذه الكراهية في أول مجيئه لمصر.
واستطرد عقل أن البطل الألماني في العمل جاء إلى مصر وهو في حالة يأس وليس حالة عادية بل عنده نوع من المعنى العدمي، مضيفا: لذلك كان على فرج محمود إعطاء بطاقة تعريفية ويوضح لنا لماذا وصل إلى هذه الحالة قبل مجيئه إلى مصر.
وأوضح أننا في أوراق الشتاء لم نكن أمام آلة رصدية جامدة بل هناك مكان للوجدانيات وهو ما يظهر من خلال بكاء الراوي على غياب محمد وهو ما قد يثبت أن محاولة التفاهم بين الشرق والغرب ما زالت قائمة، مؤكدا أن الصور الروائية عند فرج محمود مقتضبة، لكنها تشي ببراعة مجازية وكنائية كما في وصف حذاء إحدى الشخصيات "محمد" حذاؤه القماش مخلخل في قدميه.." مازجا بين الواقع والخيال.
وعن بعض المآخذ على الرواية رأى عقل أن تقسيم العمل إلى أوراق وتأملات في تقسيم داخل التقسيم لم يكن في صالح النص وجعله يبدو كمزق مبعثرة أحيانا وأعطب آلة السرد أحيانا، وأن شخصية عبدالشافي لم يتم رسمها بطريقة جيدة ولم يكن من المهم وجودها، مختتما بأن هناك بعض الأخطاء اللغوية في العمل، لكنها قليلة.
فيما بدأت الإذاعية نهى الرميسي كلمتها بالحديث عن تصنيف العمل، مؤكدة أنه يمكن تصنيفه على أنه رواية تأملية أو فلسفية أو رسائلية أو واقعية نقدية أو سيرة ذاتية أو كل هذا معا.
وأوضحت "الرميسي" أن الحكم بأنها رواية تأملية جاء من خلال العناوين التي اختارها الكاتب حيث اختار عناوين أوراق وقسم الأوراق إلى تأملات، ووصفها بأنها فلسفية لأن بطلها يميل إلى فلسفة الوقائع والمشاهدات والأحداث في المجتمع المصري ، ورسائلية لأنها تتماس مع رواية مونتسكيو "رسائل فارسية" التي اعتمدت على أسلوب المراسلات. وهي أيضا واقعية نقدية انتقدت عادات وتقاليد كثيرة عن المجتمع المصري على لسان بطلها وهي أيضا تتماس مع أدب السيرة الذاتية من خلال حكي البطل عن حياته في مصر وألمانيا.
وعن الغلاف قالت الرميسي إنها لوحة سريالية تأتي كإشارة مبدئية لسيريالية الحكي داخل النص كما أنها قد تكون رمزية لمجتمعنا المرتخي النائم وإن كان مشدودا بأحبال تحاول شد انحناءاته وارتخاءاته، ولا تجدي معه محاولات إيقاظه تلك.
وأكدت الرميسي أن الكاتب يحاول الإيهام الواقعية، بدءا من الاستهلال الذي يؤكد فيه أنها لشخص حقيقي، وكذلك من خلال الشخصيات، ومن خلال استخدامه لصيغ وأسلوب الترجمة ومنها مثلا "عندما يذكر في الهامش عبارة "هكذا في النص الأصل".
وأوضحت الرميسي ان الكاتب لديه معرفة وثقافة واسعة لكنه تغلب عليه الرؤية الفلسفية مما قد يوقعه في غموض الأسلوب أو ركاكته أحيانا، إضافة إلى وجود تحول بين الضمائر في الرواية بين المتكلم والغائب والمخاطب يفقد السرد كثيرا من جمالياته أحيانا.
وحفلت الندوة بمداخلات أخرى حول العمل منها مداخلة القاص زكريا صبح، الذي أكد أن العمل يحسب على أدب الرحلات أكثر من كونه رواية وكذلك الشاعر سلطان إبراهيم الذي أشار إلى شعرية لغة "أوراق الشتاء" ومؤكدا أننا بحاجة إلى مثل هذه الأعمال التي تدور حول الأنا والآخر.
وفي الختام علق الكاتب فرج محمود بأنه يرحب بكل النقد الموجه إلى عمله "أوراق الشتاء" سواء بالسلب أو الإيجاب، مؤكدا أن كل عمل له مواضع قوة ومواضع ضعف والإشارة إلى مواضع الضعف تكون في صالح الكاتب لأنه يتفاداها في أعماله التالية.
انعقدت ندوة مناقشة "أوراق الشتاء"، أمس الأول السبت، في ملتقى السرد العربي بالعجوزة، بحضور عدد من الكتاب والمبدعين العرب، على رأسهم الدكتور حسام عقل أستاذ النقد الأدبي بكلية البنات جامعة عين شمس، والإذاعية نهى الرميسي، وضيف شرف الندوة الروائية الدكتورة نبيلة المحجوب، والروائي السعودي أحمد الشدوي، والروائية اليمنية فكرية شحرة وعدد من أعضاء ملتقى السرد العربي القاص زكريا صبح والروائية علياء هلال، والشاعر سلطان إبراهيم، إضافة إلى محبي الأدب ومتذوقيه.
وعن ملتقى السرد العربي فهو بيت
المثقفين العرب جميعا الذي تم تدشينه منذ أكثر من 7 سنوات، برئاسة الدكتور حسام
عقل، أستاذ النقد الأدبي بكيلة التربية جامعة عين شمس، واستطاع أن يكون له تأثيره
في تشكيل الخارطة الثقافية في مصر والوطن العربي، بما يقدمه مناقشات جادة للأعمال
من جميع الأجناس الأدبية من شعر ومسرح ورواية وغيرها، إضافة إلى الأعمال النقدية،
ومنتدى الناي الشعر برئاسة الشاعرة ليلى حسن والشاعر عبد القادر الحصني، والشاعر
السعيد عبد الكريم، أحد إصدارات ملتقى السرد.