الشيخ محمد سعد الأزهري: التدين لا يعني الهداية.. وخلط الغيرة بالخوف يصنع مُضللين لا مرشدين

  • أحمد حمدي
  • الثلاثاء 13 مايو 2025, 8:04 مساءً
  • 10

حذر الشيخ محمد سعد الأزهري، الباحث في الشأن الشرعي والتربوي، من ظاهرة وصفها بـ"المتدين الموجّه"، مشيرًا إلى أن ليس كل من تزيَّا بزيّ الدين يُعد مرشدًا، ولا كل من تكلّم باسم الشرع يملك أدوات التوجيه السليم.

وأوضح الأزهري، في منشور جديد له، أن هناك فجوة واسعة بين صدق النية وسلامة المنهج، مشددًا على أن بعض من يتصدرون المشهد الدعوي يخلطون الغيرة على الدين بنظرية المؤامرة، ويعممون الأحكام بغير علم، ويحوّلون كل اختلاف إلى خيانة، وكل مؤسسة إلى مشروع تآمر، مما يُنتج خطابًا مريبًا قائمًا على الشك والتوجس.

وأضاف أن هذا النموذج لا يعارض الباطل بعلم، بل يردّ حتى الصواب بشكوكه، ويصنع في الناس عقلية "الريبة الدائمة"، فتتحول الطمأنينة الدينية إلى توتر واضطراب دائمين، ويُستبدل حسن الظن المشروع بسوء ظن مُطلق.

وأشار الأزهري إلى أن خطورة هذا الخطاب تكمن في أنه لا ينبع دائمًا من خبث أو سوء قصد، بل أحيانًا من خوف غير مهذّب، وفهم غير ناضج، واستسهال للحماسة على حساب التثبت والتحقق.

وتابع قائلًا: "الهداية لا تكون بالصوت العالي، ولا بكثرة الشكوى، ولا بتوزيع الاتهامات، بل تبدأ من صدق النية، وسلامة الفهم، وحب الخير للناس، وحسن الظن ما لم يثبت العكس"، مؤكدًا أن الدين لا يقوم على الاتهام، بل على الدعوة والبصيرة والعدل.

وختم الشيخ رسالته بدعوة صريحة إلى كل من يحمل همّ الدين بأن يتجنب إشاعة الاضطراب باسم الغيرة، وألا يكون سببًا في تشويش الناس باسم التوجيه، لأن الله سائله عن كل كلمة نشرها، وكل أثر تركه في نفوس الناس.

تعليقات