أدهم عبد الله يكتب: فن صناعة الخلل!

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 23 فبراير 2025, 9:10 مساءً
  • 16
فن صناعة الخلل

فن صناعة الخلل

ليس هناك اسوأ من أن تنكسر أمام الغالب وتنكسر أمام شروطه وقوانينه بل وتسير عليها مُجبراً!

لذلك قلت مرارا ان أكثر الناس معاناة بزماننا هم الغرباء لأنهم أبوا ان يتكيفوا أو أن ينسجموا مع الوضع الحالي وحتى عند فعل بعض الأمور المجبرون عليها يفعلونها وهم يعانون من غصة فى حلوقهم ومرارة غير عادية!

الإنصياع والخضوع للباطل او لما يخالف ما تؤمن به هو من أكبر أنواع العذاب وأكثرها قسوة على النفس..!

لذلك كان الإسلام دائما ما يُحرض المسلمين على الجهاد سواء من خلال الأحاديث او من خلال القرآن لأن الجهاد هو الضمانة الوحيدة لفرض الحق بالقوة ثم مع الوقت يعتاده الناس بل ويحبونه حتى ان معظم البلاد التي فتحها الإسلام بالقوة رغم انه فتح بالقوة إلا ان الناس دخلت فى الاسلام بعد ذلك لما رأوه من العدل والرحمة وأنسجموا وتكيفوا مع ما يناسب فطرتهم..


وإن سنن الله لا تتبدل فمن يملك القوة ينتصر حتى لو كان باطلاً..


فالمغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده كما قال ابن خلدون

لذلك أقول أن الغرباء هم أكثر الناس معاناة لإنهم قلة تعاني معاناة غير عادية والعالم كله قد تأقلم مع الباطل ومع النمط الجديد للعيش..


حتى أصبح واقعاً مريراً..


وعلى الرغم من التطور المزعوم..


والتكنولوجيا...


والرفاهية...


والزخرف...


إلا أن الكثير من الناس أصبح يتمنى الموت!

وفى الحديث: 

(( إِي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، عِنْدَهَا يَذُوبُ قَلْبُ الْمُؤْمِنِ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ مِمَّا يَرَى، وَلا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُغَيِّرَ ))

وفى الحديث: 

(( يأتي على الناس زمان لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً يمشي الصالح فيهم مستخفياً قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ))

وفى الحديث: 

(( يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم ))

وفى الحديث: 

(( ‏ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من قرية إلى قرية، ومن شاهق إلى شاهق، ومن جحر إلى جحر، كالثعلب الذي يروغ‏.‏.قالوا ‏:‏ ومتى ذاك يا رسول الله؟

قال ‏:‏ إذا لم تُنل المعيشة إلا بمعاصي الله عز وجل..))

تذكرت كل هذا وأنا أرى الصراع الأن ليس على ان الغناء والموسيقى حرام بل الخلاف والصراع على جمال الأصوات ومن يستحق أن يُكمل ومن لا يستحق! 

أى إنه أصبح امراً واقعاً فلا حياة بدون غناء وموسيقى فقط نحن نفاضل بين من يستحق وبين من لا يستحق!

وتذكرت أن الخلاف لم يعد أصل الخلاف فى خروج المرأة من البيت لإنه أصبح امراً واقعاً ايضاً مفروض علينا!

الخلاف عن كيف ستخرج هل ستخرج كاسية عارية كاشفة شعرها أم كاسية عارية وتضع فقط خرقة على شعرها ام ترتدى الحجاب (النقاب) المُزين المُلفت لصاحبته أكثر ما يُخفيها!

والتعدد..والميراث.. والطلاق..والقوانين الوضعية..والإلحاد..والشذوذ..والزنا.. والنظام الإقتصادي القائم على الربا..و وو وو قس هذا على كل الأمور التي فُرضت علينا من قبل أهل الباطل فرضاُ ونحن نُخير فقط الأن بين باطلين الأقل ضرراً فيهم هو عذاب وشقاء بالدنيا والآخرة!

لذلك صدقوني إن كم الغضب الذي يُكمن فى قلوب الغرباء بسبب فرض الباطل على الناس فرضاً سوف يتحول يوماً الى ناراً تأكل كل ما فى طريقها وتحول ذلك النمط من العيش الى رماد وتُحرق عليهم دنياهم وحينئذ لا يلومن أحداً إلا نفسه..


إياكم والتأقلم مهما كان حجم الإجبار...


إياكم والإعتياد مهما كانت حجم الضغوطات...


لأن ما نعيشه هو استثناء وسوف ينتهي حتماً..


ما نعيشه، كل ما نعيشه باطل وضال ومصيره إلى زوال...


ما نعيشه من نمط حياة كامل هو وهم..


طريق في آخره السراب...

تعليقات