محمد سعد الأزهري يكتب: حذف "العربية" من اسم مصر.. تعديل شكلي أم مساس بالهوية؟

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 28 فبراير 2025, 7:38 مساءً
  • 197
محمد سعد الأزهري

محمد سعد الأزهري

ظهرت في الآونة الأخيرة دعوات لحذف كلمة "العربية" من "جمهورية مصر العربية"، وهو ما يثير تساؤلات واسعة حول مدى تأثير هذا التغيير على الهوية والانتماء القومي. فالاسم الرسمي لأي دولة ليس مجرد مصطلح إداري، بل يعكس هويتها التاريخية والحضارية، مما يجعل حذف كلمة "العربية" خطوة قد تمهد لفك ارتباط مصر بعروبتها.

محاولات تغيير الهوية

شهدت مصر عدة تيارات فكرية تحاول إعادة تشكيل هويتها بعيدًا عن العروبة، ومن أبرز هذه الاتجاهات:
🔹 التيار الفرعوني: يزعم أن مصر ذات هوية منفصلة عن العروبة، ويطالب بالعودة إلى جذورها الفرعونية.
الهوية المتوسطية: تسعى لربط مصر ثقافيًا وحضاريًا بأوروبا والبحر المتوسط بدلاً من انتمائها العربي.
القومية المصرية المنعزلة: تدعو إلى فصل مصر عن محيطها العربي بدعوى تحقيق المصالح الوطنية.
العلمانية المتطرفة: تحاول إضعاف الهوية العربية لمصر عبر نشر ثقافات تغريبية وإبعادها عن محيطها الإسلامي.

لماذا مصر عربية؟

رغم هذه المحاولات، تبقى مصر عربية بحكم اللغة والتاريخ والجغرافيا، ومن الأدلة على ذلك:
اللغة العربية هي اللغة الرسمية لمصر، والدستور ينص على ذلك صراحةً.
98 % من المصريين يتحدثون العربية كلغتهم الأم، وهي أساس الثقافة والتعليم والهوية الوطنية.
مصر في قلب القضايا العربية، سياسيًا واقتصاديًا وتاريخيًا، منذ القدم وحتى اليوم.

من المستفيد من هذه الدعوات؟

لا يمكن النظر إلى هذه المحاولات بمعزل عن المصالح الدولية والإقليمية، فمن أبرز المستفيدين:
إسرائيل والقوى الغربية، التي لطالما سعت إلى تفكيك الهوية القومية للدول العربية لتحقيق مصالحها.
 أنصار شعار "مصر أولًا"، الذين يظنون أن العزلة القومية قد تحقق الاستقلال الكامل لمصر.
العلمانيون المتطرفون، الذين يرون في التخلي عن العروبة فرصة لنشر ثقافات غربية داخل المجتمع المصري.

الخلاصة

 مصر عربية بالتاريخ، والثقافة، والجغرافيا، ولا يمكن فصلها عن محيطها العربي.
 حذف "العربية" من اسمها الرسمي هو محاولة لطمس الهوية القومية تحت ذرائع مختلفة.
القوة في الانتماء لا في العزلة، وستظل مصر دائمًا قلب العروبة النابض بحكم الواقع والتاريخ.

الشيخ محمد سعد الأزهري

تعليقات