رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

محاولة علاج أزمات المراهقين في كتاب جديد عن مجموعة النيل

  • حاتم السروي
  • الجمعة 12 يوليو 2019, 09:55 صباحا
  • 747
المراهقة سن العند والتمرد

المراهقة سن العند والتمرد

صدر مؤخراً عن مجموعة النيل العربية كتاب "مشاكل المراهقين..القنبلة الموقوتة" للكاتب عمار عبد الغني ، ويكمن السبب أو الدافع وراء تأليف هذا المصنف في محاولة رسم خارطة طريق للتعامل مع أكبر وأهم وأعقد المشكلات التي تواجه المراهقين؛ فالمراهقة مرحلة حرجة وهي تتطلب من الآباء التحلي بالحكمة والقدرة على التفكير السليم واتخاذ القرار المناسب، والريادة القائمة على حسن التفهم والقدرة على الاحتواء وفي نفس الوقت ظبط الأمور وعدم السماح بالتسيب والانفلات.

إن الكتاب وصاحبه يحاولان تقديم رؤية للخروج من أزمات المراهقة وقطع الطريق على الفجوة التي ستحدث إذا ما تركنا المشاكل دون حل أو تعاملنا معها بعيداً عن مقتضى الحكمة فنخسر أبناءنا ويخسرنا أبناؤنا ثم نندم حيث لا ينفع الندم.

وتشير  الدراسات والبحوث العديدة التي أجريت حول أزمات المراهقة ومعاناة الشباب إلى أن هذه الفئة تعاني كثيراً من فجوة الأجيال، تلك الفجوة التي تتسع تدريجيًّا وتزداد يومًا بعد آخر ، وتتمثل في اختلاف واضح وكبير بين ما يقومون به من أعمال وبين توقعات آبائهم فيما يجب أن يمارسوه فعلًا بما يتفق مع معاييرهم الأسرية.

وتشير هذه الدراسات إلى أن 95% من الشباب يواجهون مشكلات عميقة وبالغة عند محاولتهم عبور الفجوة بين الأجيال والتي تفصل بين رؤاهم أفكارهم وبين أفكار الآباء. ومن المعلومات بالغة الأهمية في ذلك السياق أنه في هذه السن الحرجة، لم تعد هناك تربية بل يوجد فقط علاج؛ وهذا لأن التأسيس وبناء الشخصية ينتهي عند مرحلة المراهقة، وكل ما يأتي بعد مرحلة الطفولة والمراهقة يكون نتاجًا وثمرة لما تلقّاه الإنسان من تهذيب وتربية في فترة الطفولة أولاً ثم في المراهقة التي لا يكون فيها تربية بقدر ما يكون هناك علاج وتقويم؛ فإذا تجاوز الإنسان مرحلتيْ الطفولة والمراهقة وهو لم يحصل على أي تربية فقد انتهى أمره وأصبح من الصعب أن يعاد تأهيله وربما تحول إلى عنصر ضرر لمن حوله.

يفتح الكتاب الأذهان وينير البصائر ويعرفنا أن أول طريق لحل الأزمة هو الاعتراف بها وأن نراقب الشاب المراهق ونعي ونتفهم سمات المرحلة ومتطلباتها ونتجنب الحالة الصدامية لأن المراهق عنيد بطبعه فعلينا أن نحتويه وليس معنى الاحتواء التفريط ولكن حسن الإدارة.

بقي أن نشير إلى أن المراهقة هي العمر الفاصل بين الرشد والطفولة وهي عند الإناث تبدأ وتنتهي قبل الذكور، وتمتد عادةً عند الذكور من سن 15 إلى 25 سنة وقد تختلف من شخصٍ لآخر ومن مجتمع لآخر؛ فقد تبدأ مثلاً من سن 13 وتنتهي قبل العشرين وفي كل الأحوال لا تزيد فترة المراهقة عن 25 سنة كحدٍ أقصى، وهناك نوع آخر من المراهقة يبدأ عند منتصف العمر ويتسبب في مشكلات أسرية عنيفة وهو موضوع آخر اختصه علماء النفس بالعناية والاهتمام الشديد.

تعليقات