هل تناقص القرآن في كون الملائكة لا يعصون الله وبين رفض إبليس للسجود لآدم؟

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 24 أبريل 2024, 8:06 مساءً
  • 211
القرآن

القرآن

رد الدكتور عبد الله محمد، الباحث في القضايا الفكرية، على شبهة يروج لها بعض الملاحدة، تقول: لقد تناقض قرآنكم حين قال عن الملائكة "لَّا یَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَاۤ أَمَرَهُمۡ وَیَفۡعَلُونَ مَا یُؤۡمَرُونَ" (التحريم ٦) وبين رفض إبليس أن يسجد لآدم وهو من الملائكة حيث قال قرآنكم "وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ" (البقرة 34)

وأوضح في رده الذي نشره عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أن الشبهة كلها قائمة على مغالطة رجل القش حيث يفترض الملحد شيئًا غير موجود ثم يهاجم ذلك الشيء غير الموجود، فإبليس ليس من الملائكة أصلًا حتى تزعم أن هناك تناقض بين الآيات.

وأوضح أن إبليس كان من الجن وليس من الملائكة، والأدلة على ذلك كثيرة، أولها من القرآن الكريم حيث يقول عز وجل "وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ فإبليس كان من الجن حسب القرآن الكريم، وفي السنة النبوية أن الملائكة خُلِقَت من نور والجن خُلِقَ من النار فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه قال"  خُلِقَتِ المَلائِكَةُ مِن نُورٍ، وخُلِقَ الجانُّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ، وخُلِقَ آدَمُ ممَّا وُصِفَ لَكُمْ." صحيح مسلم 2996

وتابع: في القرآن الكريم يعترف إبليس أنه مخلوق من نار حيث نقل لنا الله عز وجل قوله فقال " قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ" (ص 76) فدل ذلك على أنه من الجن لأنه والجن مخلوقون من النار بينما الملائكة مخلوقة من النور فالشبهة قائمة على هذا الخلط الخاطئ !

وأردف: قد تتساءل إذا كان الأمر موجهًا للملائكة وإبليس ليس منهم ، فلماذا عاقبه الله عز وجل على عدم سجوده لآدم إذا كان الأمر موجه للملائكة فقط؟

وبين أن الإجابة على ذلك هي أن إبليس قد كان متواجداً مع الملائكة حين أمرهم الله عز وجل بالسجود لآدم، وقد أمره الله أمرًا خاصًا موجهًا له تحديداً والدليل على ذلك قوله عز وجل "قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ" (الأعراف 12) فالله عز وجل أمره أمرًا مباشرًا بالسجود ولكنه تكبر وامتنع.

واختتم بالقول: بذلك تنتهي هذه الشبهة المتهافتة وينتفي وجود تناقض بين آيات القرآن الكريم في هذا الصدد.


تعليقات