ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رجل مسن ـ تعبيرية
يقول تعالى :(ومن آياته خلق السماوات
والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) سورة الروم آية 22.
من الظواهر التي
تثير دهشتي على الدوام اختلافُ الوجوه، إذ كيف يبلغ عدد البشر 8 مليار إنسان ولا
أحد منهم يشبه الآخر؟ وحتى التوأم المتطابق أظهرت أبحاث مستجدة وجود اختلافات
ضئيلة بينهما في شكل الوجه على الرغم من تطابقهما في الحمض النووي!
إنّ هذا التنوّع
الرهيب في شكل الوجوه آية بالفعل ( وَمَن أصدق مِنَ اللَّه حديثا ) سورة النساء
آية ٨٧، هو آية بالفعل للعالِمين وليس للجاهلين، وقد وجد الباحثون أنّ هذا
الاختلاف يشرف عليه أكثر من 300 جين يتحكمون في عناصر وملامح الوجه مثل ارتفاع
الجبهة
(الجين TBX15) وبروز الأنف (الجين ZNF219) وشكل الذقن (الجين ASPM) والمسافة بين العينين (الجين TP63) وطول الوجه وعرضه إلخ —انظر الصورة
المرفقة—، كل ذلك بطريقة منسقة على جانبيّ محور التناظر في الوجه، واختلاف درجة
التعبير الجيني لهذه الجينات يقدّم فضاء احتمالات كبيرا جدا ينتج هذا التنوعّ في
الملامح من فرد لآخر (1).
ولكن، رغم
الاختلاف الكامل بين الملامح فعلى ما يبدو أنّ هذه الجينات مبرمجة أيضا على
الاحتفاظ بحد معين من التشابه العرقي، بحيث يمكننا التمييز بسهولة تامة بين الشخص
الصيني والمغولي والهندي والأوروبي والأفريقي، فجمعت هذه الجينات بين التنوّع
والتشابه بطريقة مذهلة!
ولهذا التنوّع
منافع اجتماعية وقانونية كثيرة إذا تأمّلنا في الأمر، إذ تصوّروا لو كان للبشر
جميعا نفس الوجه كيف يميّز الفرد أبويه وأصدقاءه؟ وكيف تحدد السلطات القضائية هوية
المجرمين؟ وهنا السؤال : كيف لآلية التطوّر الدارويني العمياء أن تدرك هذه الغاية
من اختلاف الوجوه؟
مرجع (1) :
Richmond, S.,
Howe, L. J., Lewis, S., Stergiakouli, E., & Zhurov, A. (2018). Facial
Genetics: A Brief Overview. Frontiers in genetics, 9, 462.