رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

قصة القرية النمساوية التي حولت أوروبا إلى بؤرة لـ "كورونا"

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 19 مارس 2020, 4:53 مساءً
  • 1407
قرية " إيشغل" النمساوية

قرية " إيشغل" النمساوية

 

من المفارقات العجيبة أن تتحول الصين صاحبة انتشار فيروس كورونا "كوفيد 19 " ومنها انتقل إلى دول العالم ، وكان أكبر ضحايا الفيروس من الصين حيث مات في الصين وحده اما يزيد عن 4الاف شخص ضمن 8600 شخص حول العالم ،إلى دولة انحصرت فيها الفيروس ونزلت الإصابات فيها من 800إصابة يوميا إلى 30 فقط ، والمثير للدهشة أن أوروبا صاحبة العلم والتكنولوجيا الطبية المتطورة ، فقدت السيطرة على الوضع وكانت إيطاليا نصيب الأسد حيث تشهد حالات وفاة تصل إلى 300 شخص يوميا ونفس الأمر في أسبانيا ، ولكن ما هى قصة القرية القابة في أطراف النمسا والتي جعلت أوربا بالكامل بؤرة للمرض في كل ربوع أوروبا وهي قرية " إيشغل"  والتي شهد ظهور إصابات لاسيما أن هذه القرية تشتهر بأنها أكبر قرى العالم التي تشهد تجمعات وفعاليات وهذا هو سر انتشار الفيروس

وذكر موقع مجلة وقناة يورونيوز  الفرنسية أن الفعاليات التي تشهدها القرية والتي تجذب ملايين السياح من محبي التزلج كل شتاء شكلت هذا العام الوسط المثالي لانتشار فيروس كورونا، حيث تجاهلت السلطات تحذيرات أوروبية وتراخت باتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب ما أدى إلى خروج الأمور عن السيطرة، بحسب تقرير لصحيفة بوليتيكو.

كما أن مئات السياح غادروا القرية ليكتشفوا لاحقاً إصابتهم بالفيروس، وعندما أدرك المسؤولون النمساويون مدى تفشي المرض، كان الوقت قد فات، أما في  الدول الاسكندنافية تابعت الهيئات الصحية عدة مئات من الحالات التي قدمت من إيشغل، حيث قالت النرويج يوم الثلاثاء إن نحو 40 بالمئة من أكثر من 1400 إصابة في البلاد نشأت في النمسا.

وتعتقد السلطات أن مئات الحالات الإضافية في كل من النمسا وألمانيا مرتبطة مباشرة بمنتجع إيشغل.

وذكر الموقع أيضا أنه رغم تحركات المستشار النمساوي سيباستيان كورز لمكافحة المرض ولقيت إشادة كبيرة محلياً ودولياً، يقول منتقدون إن تحول سياسات فيينا المفاجئ الأسبوع الماضي لم يأت إلا بعد أن أدركت أن الوضع في ولاية تيرول، التي تضم قرية إيشغل، قد تفاقم بشدة.

والمثير للدهشة أنه على الرغم من تحذيرات مبكرة من دول أخرى حول ما يجري في إيشغل، قاوم المسؤولون المحليون اتخاذ إجراءات حازمة، خوفًا من التأثير السلبي على الأعمال التجارية المحلية، حيث يعتمد اقتصاد المنطقة بأسرها على السياحة، وحتى تلك اللحظة لم تتدخل فيينا.، فالمؤشرات الأولى على تفشي المرض ظهرت في الأول من آذار/ مارس، عندما اكتشف المسؤولون في أيسلندا أن 15 راكبًا كانوا على متن رحلة طيران أيسلندية وصلت في اليوم السابق من ميونيخ قد ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، 14 منهم كانوا في إيشغل، لتقوم السلطات الأيسلندية بتحذير فيينا، لكن السلطات الصحية هناك نفت هذه المخاوف.

واعتبر حينها أحد المسؤولين الصحيين في الولاية أن العدوى غير محتملة في الولاية وقال إنه من المرجح أن راكباً على متن الطائرة، كان مصاباً وقادماً من إيطاليا، هو من تسبب بهذه العدوى، ووتجاهلت فيينا قرار أيسلندا بإصدار إرشادات للسفر إلى تيرول، بعدها بأيام، بدأت ترد تقارير مماثلة عن إصابات بين سياح من الدنمارك والنرويج والسويد وألمانيا كانوا في إيشغل.

ولم تتحرك السلطات النمساوية حتى اكتشفت نحو 16 إصابة محلية انطلاقاً من السابع من آذار/ مارس.

 في العاشر من مارس اتخذت السلطات المحلية قراراً بإغلاق جميع الحانات، لكنها تركت الفنادق ومصاعد التزلج مفتوحة وقيد العمل وهو ما جعل الحكومة في 13 مارس الماضي  على اتخاذ خطوة غير مسبوقة بوضع الوادي بأكمله حول إيشغل، المعروف باسم بازنونتال، تحت الحجر الصحي إلى جانب سانت أنطون، وهي منطقة تزلج شعبية أخرى قريبة.

حتى ذلك الحين، كانت المصاعد المكتظة التي تحمل المتزلجين فوق الجبال تعمل.

رغم ذلك يصر المسؤولون النمساويون على أنهم فعلوا كل ما في وسعهم لوقف انتشار الفيروس بمجرد أن علموا بمدى وخطورة التفشي، ووتم إخضاع المسؤولين المحليين في الولاية للتدقيق، لعدم منعهم المسافرين المغادرين منطقة إيشغل من قضاء الليل في مدن أخرى في المنطقة، وهو ما فعله المئات منهم.

 وسجلت النمسا حتى الان ربع  حالات الإصابة بفيروس كورونا البالغ عددها 1648 حالة في النمسا سجلت في تيرول، وهي الولاية التي تمثل أقل من 10 في المائة من سكان البلاد.، واستجابت حكومة كورز للأزمة بفرض إجراءات تعد من الأكثر صرامة في أوروبا لمنع انتشار الفيروس من التسارع، حيث علقت الحكومة عملياً كل مظاهر الحياة العامة وحظرت التجول باستثناءات قليلة، وأغلقت مناطق التزلج.

 

تعليقات