هيثم طلعت: فرضية خروج جُسيمات باستمرار من الفراغ الكوانتي من أشهر تدليسات الملاحدة
- الأحد 17 نوفمبر 2024
كيف نعرف الله
رد الدكتور هيثم
طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، على سؤال يطرحه البعض، يقول: كيف نعرف الله.
وأوضح في كتاب
"الرد على أشهر شبهات الملحدين"، أنه يمكن معرفة الله بطرق كثيرة جدًا،
مشيرا إلى 4 منها، الأول: نعرف الله عن طريق الفطرة السليمة، فالإنسان بفطرته يعلم
أن له خالقا.
وتابع: "أنت
بالفطرة تعرف أن لك خالقا خلقك بهذه الهيئة وهذه الأعضاء وهذه الخلقة، وهذا الصنع
والإتقان المدهش، وأيضا الإنسان بفطرته يعلم أنه مطالب باللجوء إلى خالقه
بالعباده، كما يعلم بفطرته أيضا أنه مفتقر إلى خالقه سبحانه، ومحتاج إليه في كل
وقت، ويزداد هذا الشعور بالحاجة لله في الشدائد.
وشدد على أن فطرةمعرفة الله فُطر عليها كل البشر، مشيرا لقول الحق تبارك وتعالى: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)". وقوله: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172).
وبين أنه قبل أن نخلق فطرنا على معرفة الله، وفطرنا على العبودية له
سبحانه، "وأشهدهم على أنفسم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا"، وقال النبي
صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: "ما من مولود إلا يولد على
الفطرة".
وتابع: كلنا نولد على هذه الفطرة، وهي تكفي كل إنسان يريد الحق أن يستدل
على الحق وأن يستسلم لهذا الحق متى تبين له، ولا يستطيع أن ينكرها حتى أشد الناس
كفرا، وخاصة في الأوقات العصيبة، فالناس كلهم يلجؤون لله في أوقات الشدائد وينسون
ما يشركون، لافتا لقول الحق تبارك وتعالى:
"وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ
إِلَّا إِيَّاهُ ۖ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ ۚ وَكَانَ
الْإِنسَانُ كَفُورًا".
وواصل "هيثم طلعت": إذا كان الإنسان في كرب شديد، وشعر بالهلاك، فإنه لن يدعو إلا الله، وسينسى كل شركياته، وهذا الإخلاص لله في الدعاء وقت الشدائد دافعه الفطرة السليمة، الموجودة بدلخل كل إنسان.
اقرأ أيضا| هل يكفي الإيمان بالله مع الكفر بالأنبياء؟
وأشار إلى قول أحد رؤساء أمريكا
"إيزنهاور" وقد كان قائدا للقوات الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، بعد أن شاهد كيف أن القوات تعود للفطرة وقت
الخطر الشديد: "لا يوجد ملاحدة في الخنادق"، ففي الخندق وقت الحرب لا
يوجد منك لله، الكل يعود لله، فهذه حقيقة الفطرة التي يعترف بها كل البشر وقت
الشدائد.
كما يمكن معرفة الله بالعقل، حيث أكد الباحث في ملف الإلحاد، الدكتور هيثم طلعت، أنه يمكن معرفة الله بالعقل، مشيرا لتدبر قول الله تعالى "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون"، فالعقل يؤكد أن لنا خالق خلقنا.
النظر في مخلوقات الله
كما أن النظر في مخلوقات الله، يضعنا أمام عظمة الله، قال تعالى:
"قل انظروا ماذا في السماوات والأرض" (سورة يونس)، فكلما نظرنا إلى دقيق
خلق الله وعجيب الإتقان ازددنا معرفة بالله.
ويعد الطريق الرابع لمعرفة الله، هو "الرسل" وهذا الطريق الأعظم
لمعرفة الله عز وجل، بحسب ما أكد هيثم طلعت.
وهو أن نعرف الله من خلال رسله وأنبيائه، فالرسل أخبروا عن الله، وأخبروا عن صفاته، وأخبروا عن ذاته سبحانه، فمن خلال الأنبياء عرفنا الله بأسمائه وصفاته، وعرفنا كيف نعبد الله وكيف نتقرب إليه، وعرفنا كيف ننجو يوم الحساب من عذاب الله فالرسل دعوا الناس لعبادة الله، أو بمعنى آخر دعوا الناس للعودة لفطرهم التي فطروا عليها، وأن يعبدوا الله كما أمر، وأرشدوا الناس إلى طريق الحق والنجاة، لافتا لقول الله: رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)
واختتم طلعت، مؤكدا أن إخبار هؤلاء الأنبياء والرسل عن الله، وتأييد الله لهم بالمعجزات لا يجعل لأحد حجة على الله يوم القيامة، فالله أعطى الإنسان الفطرة التي يعرفه بها، والعقل، والنظر في مخلوقاته، وأرسل الرسل "فلم يبق لك عند الله حجة".