رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

هيثم طلعت: طبيعي ألا نفهم كل دقائق الحكمة الإلهية في الخير والشر

  • أحمد حمدي
  • الإثنين 29 نوفمبر 2021, 5:20 مساءً
  • 476

أكد الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في محاربة الإلحاد، إن فتنة الشر هي أكبر أسباب الإلحاد عبر التاريخ، مشيرا إلى قول الله تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [١١] سورة الحج، ومؤكدًا أن هناك من يكفر بالله بسبب فتنة أو بلاء أو مصيبة نزلت به.


وتابع هيثم طلعت في حديثه حول هذه القضية في كتاب "الإسلام والإلحاد وجهًا لوجه"، مشيرا إلى أن ووجود الشر والبلاء والمصائب والشهوات هؤلاء يُخرجون أفضل ما في الإنسان الصالح وأسوأ ما في الإنسان الفاسد.


واستطرد: من عجيب حال الملاحدة حين يقومون بإنكار وجود الخالق لأن هناك شر، أنهم يستخدمون هذا التحليل:إذا كان الأب خيِّرًا ويحب الخير لابنه، إذن لماذا سمح بإعطائه حقنة مؤلمة ضد الميكروبات؟


ـ هناك ألم وقع على الإبن جراء الحقنة؟


ـ إذن الأب غير موجود.([33])


فهل هذا استنتاج عقلي؟


ثم إنَّه من الطبيعي أننا لا نفهم كل دقائق الحكمة الإلهية في الخير والشر، وقد جلَّى الله الحِكمة من أفعال الخضر لسيدنا موسى عليه السلام، مع أنَّها أفعال تُعد ظاهريًا مُنكرة وغير مستساغة، لكنها تكتنف على خيرٍ عظيم، وقصة موسى والخضر لم تأت في القرآن من باب السرد والحكايا، لكن من باب التدبر والإقرار بقصور النفس البشرية وحكمها المُتعجل: يقول هيثم طلعت.


ومن العجيب في أمر مسألة الشر أنّه: لو لم يكن هناك شر في العالم لما خرجْت من المكان الذي وُلدت فيه!


ولما وُجدت حضارة ولا بُنيت مدن ولا مصانع ولا بيوت ولا احتاج الناس إلى عمل ولا فَكَّر الناس في مقاومة مرض أو حل مشكلة أو اختراع فكرة لجلب الراحة! ولما احتاج الإنسان أن ينتقل من مكان ولادته أصلاً؛ إذ لا شر ولا عناء ولا بلاء ولا تعب ولا مشاكل تبحث لها عن حلول!


فلماذا التعب والسهر والتفكير والعمل؟.. فالشر هو الضرورة التي لابد منها في الدنيا!.. فتدبر!.. واتق الله فإنك مكلف.


وكثير من الناس ينزل بهم البلاء والشر فيعودون إلى الله ويصبحون من الصالحين فسبحان الله العظيم وبحمده، فكل أقدار الله فيها حكمة وخير.


ولابد للمسلم أن يؤمن بكل أقدار الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولوْ أنَّ لكَ مِثْلَ أُحُدٍ ذهبًا أَنفَقْتَهُ في سبيلِ اللهِ ما قَبِلَهُ اللهُ مِنكَ حتَّى تُؤْمِنَ بالقَدَرِ، وتَعْلَمَ أنَّ ما أَصابَكَ لم يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وأنَّ ما أَخْطَأَكَ لم يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وإنَّهُ مَن مات على غيرِ هذا دَخَل النَّارَ".([34])


واختتم الباحث في ملف الإلحاد، حديثه حول تلك القضية، مؤكدًا أن أقدار الله من خير وشر يجب على المسلم الرضا بها، وكل أقدار الله خير، وإن بدا في بعضها شر أو ضيق أو أذى ظاهريًا، لكنها في الأخير تكتنف على خير عظيم وحكمة إلهية بالغة.

 

 اقرأ ايضًا| هيثم طلعت: فتنة الشر أكبر أسباب الإلحاد عبر التاريخ

تعليقات