حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
قال الدكتور هيثم طلعت، الباحث المتخصص في محاربة الإلحاد، إن فتنة الشر هي أكبر أسباب الإلحاد عبر التاريخ، مشيرا إلى قول الله تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّـهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ [١١] سورة الحج، ومؤكدًا أن هناك من يكفر بالله بسبب فتنة أو بلاء أو مصيبة نزلت به.
وتابع هيثم طلعت في حديثه حول هذه القضية في كتاب "الإسلام والإلحاد وجهًا لوجه": قد يسأل الملحد فيقول: لماذا هناك شر من الأساس؟.. والجواب ببساطة: لأننا مُكلفون، لأننا في عالم اختباري، قال ربنا سبحانه ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾ [٣٥] سورة الأنبياء، فالخير والشر لأنك مكلف، والتكليف هو غاية وجودك، فقال الله تعالى ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [٢] سورة الملك.
وشدد هيثم طلعت على أن وجود الشر ووجود الفتن والبلايا، هو في حد ذاته أكبر دليل على صحة القضية الدينية وعلى خطأ الإلحاد، فلو كنا أبناء العالم المادي لما استوعبنا لا الخير ولا الشرـ ولو كان الكون كله عديم المعنى لما كان قد تبين لنا إطلاقًا أنه عديم المعنى.([32])
واستطرد: لأننا طبقًا للرؤية الإلحادية نسير في حتميات مادية صارمة، وتجري علينا قوانين الطبيعة، وفي هذا الإطار لن نستوعب ماهية الشر ولا معنى كلمة شر.. فهل تُدرك أكثر الحيوانات تطورًا معضلة الشر؟
فاستيعاب الشر يعني أننا لسنا أبناء هذا العالم، وأننا نستمد استيعابنا لوجود الشر من مقدمة أخرى غير المقدمة المادية الداروينية للوجود.
فنحن ننتمي لمقدمة سماوية، وليس لطراز إلحادي مادي أرضي، وهذا هو التفسير الأوحد لكوننا نستوعب الشر، فطالما أننا مكلفون إذن من الطبيعي أن يكون هناك فتن وبلاء ومن الطبيعي أن نستوعب الشر، فالشر وبعض الألم والقدرة على ارتكاب المعصية هو المقتضى الطبيعي والنتيجة البديهية لحرية الإرادة والتكليف الإلهي: يقول الباحث المتخصص في الرد على الملحدين.
اقرأ أيضًا "الإسلام والإلحاد وجها لوجه".. كتاب لـ هيثم طلعت يثبت وجودالخالق