مثقفون: إعادة بناء البنية الثقافية مطلب أساسي لمواجهة الفكر الظلامي

  • أحمد حماد
  • الأربعاء 27 أكتوبر 2021, 8:56 مساءً
  • 420
القراءة تساهم في بناء الفكر السليم

القراءة تساهم في بناء الفكر السليم

تحت عنوان “التربية والتنمية .. نحو علاقة تفاعلية لتحقيق تقدم المجتمع وازدهاره” عقد المجلس القومي للمرأة والمجلس العربي للطفولة والتنمية ندوة افتراضية، يوم الأربعاء 27 أكتوبر 2021، بحضور أكثر من 40 من ممثلي الجمعيات الأهلية والخبراء في مجالات التنمية من أعضاء منتدى المنظمات الأهلية التابع للمجلس القومي للمرأة.

 

في البداية ثمن الأستاذ الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية الشراكة الممتدة مع المجلس القومي للمرأة تحت رئاسة الدكتورة مايا مرسي، مقدرا الجهود المصرية بمبادرة من القيادة السياسية في مجال المرأة والتي انعكست ايجابيا على تمكين المرأة، وقدم مداخلة علمية بعنوان “العلاقة بين التربية والتنمية”، والتي أشار خلالها إلى أن العلاقة بين التنمية والتربية علاقة جدلية ولكنها ليست خطية سببية، فالمشكلات التي تواجه الوعي مثل الارهاب والتخلف لا تعود إلى التربية بقدر ما ترتبط بالبنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع، وهو ما يدفعنا إلى التأكيد على أن التربية أمر يرتبط بالسياقات الثقافية والأيديولوجيات الثقافية والاجتماعية.

 

وأضاف بأنه من هذا المنطلق فإن التربية أو التعليم تواجه عدة إشكاليات تتطلب جهودا اجرائية للإصلاح تقوم على إعادة بناء النسق الثقافي من خلال تطوير الرؤية ووضع استراتيجيات التنفيذ وبناء كوادر التغيير في مدرسة مؤهلة وقادرة على احداث هذا التغيير، وذلك لنصل إلى تعليم يؤهل التلاميذ إلى اكتساب خبرات وطرائق ومهارات القرن الحادي والعشرين – بما تتضمنه من الإبداع، والتفكير العقلاني الناقد، وحل المشكلات، واكتشاف الإشكاليات، وصناعة القرار، والتواصـل، والتعاون والعمل فـي فريق، وتندمج فيه التكنولوجيا في عملية تربوية اجتماعية.

 

واختتم الدكتور حسن البيلاوي، حديثه، موضحا بأن ما تواجهه مصر من معارك نحو التقدم والبناء من جانب ومواجهة الارهاب الأصولي من جانب آخر يتطلب بناء تيار تنويري قادر على بناء النسق الثقافي الجديد يسهم في صناعة مستقبل جديد يحمي ويحافظ على ذلك الزخم المتعاظم من الجهود التنموية غير مسبوقة، ويدحر فكر الإرهاب ، وهنا تصبح العلاقة بين التربية والتنمية علاقة ايجابية تسهم في تحقيق التقدم.

وقامت الدكتورة عزة كامل الكاتبة والناشطة الحقوقية في مجال المرأة والمقرر المناوب للجنة ومنتدى المنظمات الأهلية بالمجلس القومي للمرأة بتقديم مداخلة تحليلية حول المرأة في تقرير التنمية البشرية في مصر 2021، الذي حمل عنوان “التنمية حق للجميع: مصر المسيرة والمسار” وركز على الفترة من 2011 -2020 وهى فترة مفصلية في حياة المصريين.

وأكدت أن التقرير أفرد فصلا كاملا عن تمكين المرأة بعنوان “النهضة الجديدة للمرأة المصرية: دور قيادي ومساهمة مجتمعية”، وركز على عدد من المحاور الهامة مثل الإطار الدستوري والقانوني لتعزيز حقوق المرأة، والإطار الاستراتيجي لتعزيز حقوق المرأة، وتمكينها وحمايتها.

وأشارت الدكتورة عزة خلال العرض بأن التقرير رصد الجهود لتعزيز ادماج المرأة وقضاياها في السياسات المختلفة، وتعزيز دورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتمكينها كشريك لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة، وعززت ذلك بالانجازات التي تحققت خلال تلك الفترة، ومنها إعداد أول استراتيجية وطنية لتمكين المرأة عام 2017، إضافة إلى المشاركة الفعلية للمرأة في العمل التشريعي، وفي مجالي ريادة المرأة للأعمال وخاصة متناهية الصغر والصغيرة والشمول بالخدمات المالية والمصرفية.

وفي مجال التمكين الاجتماعي تم سد الفجوة بين الجنسين في التعليم ما قبل الجامعي،كما شهدت صحة المرأة تحسينات جذرية بدت جليا في ارتفاع معدل توقع العمر عند الميلاد وانخفاض معدل وفيات الأمهات. واختتمت العرض بتقديم الرؤى المستقبلية التي طرحها التقرير لمواجهة التحديات الثقافية والموروثات واستمرار عملية تمكين المرأة على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

 

وعقب الدكتور نبيل صموئيل خبير التنمية الاجتماعية ومقرر لجنة ومنتدى المنظمات الأهلية دراسة الأسباب الحقيقة التي تؤدي إلى عملية التخلف الثقافي التي تعاني منها المجتمعات، ومن المهم أن يكون هناك محرك لإحداث التغيير، مشيدا بتوجه القيادة السياسية بضرورة العمل على إعادة بناء الوعي، ولن يتأتي ذلك إلا من خلال وجود مؤسسات تعمل على ذلك، مؤكدا بأن المجتمع المدني الفاعل والواعي يمكن أن يقود هذا التحرك لاحداث التغيير المنشود .

ومن خلال المناقشات التي تمت خلال الندوة – التي ادارتها الأستاذة أميرة عبد الفتاح عضو المنتدى – أكد الحضور على أهمية دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية وإحداث التغيير، وأوصوا بالاهتمام بإعادة بناء البنية الثقافية لإيجاد التيار التنويري وإحداث التغيير لمواجهة الفكر الظلامي والمتخلف، ودعوا إلى تبني سياسات وبرامج جديدة للوصول إلى التعليم القادر على التفاعل مع التغيير، وبالتالي الاستمرار في عملية التنمية المستدامة .


اقرأ أيضًا| «عالم بلا إلحاد».. حسام عقل: حروب الرسول كانت دفاعية ولم تكن هجومية

 

يذكر أن هذه الندوة تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين المجلس القومي للمرأة والمجلس العربي للطفولة والتنمية دعما لتحقيق الأهداف المشتركة، وباعتبار أن قضايا المرأة والطفولة لا ينفصلان لتحقيق التنمية المستدامة.

تعليقات