صدر مؤخرا كتاب الإلحاد الإلكتروني "دراسة نقدية"، للكاتب "محمود كيشانة"، عن دار نشر "روابط للنشر وتقنية المعلومات".
ويناقش الكتاب المستجدات في عالم الملحدين وأفكارهم، وما يخلصون إليه من معتقدات مغلوطة وطرق غير مستقيمة للتعبير عن تلك المعتقدات.
وفي فقرة مهمة يتناولها الكاتب، أوضح أن لم
يعد الإلحاد كما كان في السابق ، فلقد ظهر في صور شتى وأشكال متعددة ،
تنذر بعواقب وخيمة ليس على الدين فحسب ، بل على الإنسانية كلها ، ما لم يحط
له المفكرون والعلماء ، ويواجهونه بالأساليب المناسبة التي تناسب العصر .
لقد كان الإلحاد قديمًا وحديثًا قبل ظهور مواقع البحث الألكتروني والثورة
المعلوماتية التي تجوب العالم كله شرقًا وغربًا من أقصاه إلى أقصاه يتخذ
أشكالاً معلومة وصورًا محددة ، قولاً في مناظرات أو كتابة في رسائل أو كتب
أو على هيئة بحث أو مقال ، وغيرها من الصور والأشكال المعروفة ، إلا أن
الإلحاد في العصر الحالي بدأ يتزين بزي التكنولوجيا ، ويتشكل بتشكل الثورة
المعلوماتية ، وأصبح كالأخطبوط الذي يوشك أن يدخل كل بيت شاء أم أبى .
ويكفي أن نلقي نظرة ولو يسيرة على شبكة المعلومات العالمية من خلال محرك
البحث جوجل لندرك إلى أي مدى صار الإلحاد يطل بوجهه القبيح ليل نهار ، صباح
مساء ، فلقد انتشرت مواقع الإلحاد بصورة مخيفة سواء على محرك البحث جوجل ،
أو على الفيس بوك ، أو اليوتيوب أو التويتر .
حتى أن زعماء الدعوات
الإلحادية ومؤيديها وأتباعها لم يعودوا يخجلون من دعوتهم المقيتة وأفكارهم
السمجة ، بل إنهم لو يتوقفوا عن إنشاء المواقع الإلحادية الألكترونية التي
تبث سمومها وتنفثها في وجوه الشباب المسلم الذي لم ينشأ قطاع كبير منه على
التربية الإسلامية الصحيحة ، والتي تقيه من الانزلاق وراء تلك المواقع
بأفكارها المغلوطة وآرائها المغالية تمام الغلو.