زينب علي تكتب: أطفال اليوم في خطر

  • وسيم الزاهد
  • الخميس 25 مارس 2021, 7:32 مساءً
  • 1487
صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

وجدت نفسي أجلس بين أصدقائي هذا الصباح وقد دار بينهم حديث حول الزواج والإنجاب، وأهمية ذلك من عدمه، وسهولته وصعوبته، لكنني لم أفكر في مشاركتهم الحديث.. اكتفيت بالإستماع وأنا أقلب الفكرة في رأسي.. بل إنني عجزت عن عدم التفكير فيها طوال اليوم فانتهى بي الأمر إلى أن جلست أمام المنضدة وقد وضعتُ الأوراق أمامي وأمسكت بالقلم ورحت أخط به:

يولد أطفال هذا العالم فجأة دون إذن منهم، يجدون أنفسهم ملزمين بفعل أشياء أكبر من قدراتهم. يُسمعهم الآباء كلمات مثل (ستصبح الوريث، أنت ستكون المعوّل عليه فاعمل من أجل عائلتك، أفعل هذا ولا تفعل هذا...) وهناك من يرمون بأطفالهم داخل فوهة البركان دون السؤال عن الذي سيحل بهم في عدم وجودهم من الأساس. الخلاص الحقيقي هو أن تكون على قدر المسؤولية حينها فقط يمكنك أن تتزوج.. تزوج، حينما تكون لديك قدرة على ان تعول طفلاً، حينها يمكنك أن تنجبه، لا تنجبه وأنت عاطل عن العمل، لا تنجبه وأنت لا تستطيع تحمل ثقلٍ إضافي فوق ثقلك؛ فذلك سيؤذيكما، فالحياة ليست لعبة ان يتنفس المرء ويكون له وجود.. ليست لعبة.

 ما بالك تفكر في هذه الأمور ولا تدرك عواقبها؟

 ياله من سيء الحظ ذاك الطفل الذي سيولد لوالدين فقيرين أو لوالدين ليسا على قدر كافٍ من تحمل المسؤولية، كائن حي كالطفل عندما ستنجبه يجدر بك أن تخطط لكل شيء، أن تعطف عليه.. وتنفق عليه.. وتهتم به، فكما أتيت به للحياة عليك أن تتحمل كل الضغوط والمتاعب الخاصة به، وتربيته لا تقل أهمية عن الاعتناء به، فالتربية ستحدد ما سيكون عليه من الناحية العاطفية والنفسية والمادية والأخلاقية.

 مثالٌ على ذلك: الشاب المتنمر، ما الذي جعله يتنمر على الآخرين؟

 بالتأكيد هي التربية الخاطئة أحد أهم الأسباب، فالتربية بطريقة خاطئة والاهمال يؤديان إلى أذيته هو وأذية الآخرين، فإلم تكن قادراً على تربية طفل فتخلى عن فكرة الإنجاب من الأساس.

 قد يعتقد البعض أن كلامي غير منطقي ولكن هذا هو الواقع ثم إن هذه الأرض لم تعد صالحة للعيش، فالمناخ في تغيّر مستمر، ويولد الكثيرون بتشوه خلقي وآخر عقلي إثر الإشعاعات الكيماوية التي خلفتها الحروب السابقة، والأسوء من ذلك هو أن تنجب الأطفال وأنت تسكن في مدينة أو بلد تحت وطئة الحرب.

 ومن أسوء الأمور التي يرتكبها الوالدان في حق أطفالهم إذا أنجبوا عدداً كبيراً ولم يكونوا قادرين على توفير أبسط الأمور المادية وأيضاً الاهتمام العاطفي فستكون هناك تفرقة بينهم، فعليك كزوج وعليكِ كزوجة أن تفكرا جيداً قبل أن تخطوا خطوة نحو إنجاب طفل، وعلينا جميعاً أن نراعي الأطفال ونتفهم مشاعرهم وما ينقصهم وإلى ما يحتاجون، ومهما فعلوا وارتكبوا من أخطاء فعلينا أن نجعلهم يصححوا تلك الأخطاء بأنفسهم وندعمهم للتغلب على خوفهم ونجعلهم يثقون بنا أكثر من أي أحد آخر ويكفيهم أن يكونوا ضحايا لهذا العالم بصراعاته وعنفه.

 حل الظلام ولم أشعر بذلك وأخيراً انتهيت من هذه المسألة وليس عليَ أن أشغل تفكيري بها بعد الآن، رتبت الأوراق وتركتها على المنضدة. وقبل أن أخلد إلى النوم، ثم فتحت هاتفي وأرسلت رسالة إلى صديقي المقبل على الزواج وكتبت فيها: "سأرسل لك عدة أوراق غداً لتقرأها".

 هذه الحياة ليست بتلك البساطة، فحتى الطفل الصغير سيكبر يوماً ويحل محل من عاشوا قبله.

 

تعليقات