باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الإلحاد الجديد
تاه أحد الناس في صحراء، فبينما هو جائع وعطشان إذا بأسد
يطارده فظل يركض ويركض، وقبل أن يسقط بلحظات أبصر بئرا ً فاندفع نحوه ولم يجد إلا
أن يلقي بنفسه فيه وأن يتشبث بحبل الدلو، أخذ يلتقط أنفاسه شيئا ً فشيئا ً وهو يرى
الأسد لايزال يحوم حول البئر ولكي يتجنب بشاعة ما في الأعلى دنا برأسه إلى الأسفل
فاحتُبست أنفاسه وأحكم قبضته على الحبل بعد أن رأى ثعبانا ً فاغرا ً فاه تظهر
أنيابه وكأنها أصابع إنسان وضعت في فمه الضخم، ولما كان ذلك أغمض عينيه وأحكم
الضغط عليها وأخذ يعض بأسنانه بعضها على بعض ولما قام بفتح عينيه ناحية يديه وجد
فأريّن أحدهما أسود والآخر أبيض يأكلان الحبل.
أيا ً كان من هو، أيا ً كان علمه، مهما بلغت سلطته، مهما
عظمت ثروته،
فيمّ تظن أنه سيفكر
في مثل هذا الموقف؟
هل سينادي الطبيعة لتنقذه؟؟
أم سيدعو ذرات الهيدرجين لتخرجه؟؟؟
أم سيناجي لوسيفر ليساعده؟؟؟؟
لكن صاحبنا لم يفعل أي شيء من ذلك، لقد وجد على جدار
البئر خلية نحل بها شيء من العسل فلما تذوقه أعجبه فظل يأكل فيه.
أما الحبل فهو كالعمر، وأما الفأران فهما كالليل
والنهار(الأيام)، وأما الثعبان فهو كالموت، وأما الأسد فهو كالقدر أو بمعنى آخر ما
يحدث لنا وما ينتظرنا، وأما العسل فهو كالحياة أو كالدنيا بلفظ أدق، الفأران
يأكلان الحبل.. الحبل الذي بمجرد أن ينقطع سيستقر صاحبنا في أحضان الثعبان، والأسد
لا مفر منه، والعسل مهما كان لذيذا ً سأملّ منه ولابد أن آخذ منه على قدر حاجتي أو
سيفسد أسناني وصحتي، ولكن النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ علّمنا بأن الدعاء يرد
القدر، وأن الموت هو راحة المؤمن وبداية سعادته، وأن الليل والنهار يعملان فينا
فلابد أن نعمل فيهما، وأن عمر الإنسان مجرد أيام كلما ذهب يوم أُكل بعضه، وأن
الدنيا ما هى إلا ممر لمستقر.
إن هذا ليس على سبيل الحصر، افهم القصة كما تشاء وغيّر في عناصر القصة ورمزياتها كما تشاء بل غيّر القصة كلها وتخيّل معي مثلا ً.. شعور جاك دوسن و روز وهما مستمسكان بلوح خشب في أعماق المحيط بعد غرق السفينة التي زعم الناس أو بعض الناس أن الرب بذاته لا يستطيع أن يغرقها، بل تذكر إن كنت لادينيا ً أو حتى كنت مؤمنا ً أي موقف حدث معك ونجوّت منه.. مرض شديد، حادث سير...إلخ)، وبالرغم من أني لا أحب وقوع الشر لك ولا لأحد ولكن، إن حدث لك مثل هذه المواقف ونجوّت، أرجوأن تكون متصالحا ً و متصارحا ً مع نفسك وأن تنصت إلى صوت الفطرة الذي بداخلك.