علي جمعة: الإلحاد له درجات.. والعقل البشري نعمة من نعم الله

  • د. شيماء عمارة
  • الأربعاء 17 مارس 2021, 00:39 صباحا
  • 896
الشيخ علي جمعة

الشيخ علي جمعة

قال فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن العقل البشري قادر على الوصول إلى الحقيقة، وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى، والحقيقة عند الفلاسفة نسبية، أي أنها قد تكون على وضع معين في جهه ثم تكون على وضع آخر في جهة أخرى، والعقل قادر على أن يميز بين الجهتين، وأن يصل إلى حقائق الأشياء ويعلم أنها ثابتة والجهة التي نسبت إليها.  

وأضاف «جمعة»، خلال لقاء ببرنامج «من مصر»، المذاع على شاشة قناة «CBC»، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل، أن البحث الإنساني لا يعرف نهاية، وهذا هو الذي حدث عند الإنسان، مردفا: «إقليدس لما علمنا هو ومجموعة اليونان والمصريين القدماء الهندسة الإقليدية، واللي بتتكلم عن المربع والمثلث، وهذه حقائق، ومن خلالها بنينا بيوتنا، حتى البيوت التي نعيش فيها حاليا مبنية على هذه الحقائق لكن يأتي نيوتن من أجل أن يضيف لهذه الحقيقة، وهي قوانين الميكانيكا، هو لم يهدم إقليدس ولكن وسع مفهومه».

وأوضح المفتي السابق، أن الحقائق عبر الحقائق تزيد من المعرفة، ونبحث عن الحقيقة عن طريقة العلم، ويستطيع العقل البشري كل يوم أن يضيف للحقيقة، ولكن لا يلغي الحقيقة الأولى بل تتسع دائرته، فالعقل البشري أداة عجيبة ونعمة من نعم الله به ندرك الواقع من حولها على مستوى الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار ونحن نفهم ونسعى لإدراك الحقيقة.

ولفت إلى أن العقل أساس من الأسس حتى نصل إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك عن طريق الاستنباط، مردفا: «عندما يكون أمامك مجموعة من الحقائق فإنك تقول إذن هناك شيء وراء هذه الحقائق»، وهناك أحد الكُتاب ألف كتابا بالفرنسية أشار فيه إلى أن العقل والكون يدعوان للإيمان، لأننا لاحظنا أن الشمس إذا اقتربت احترقت الأرض وإذا بعدت عن مكانها تجمدت الأرض، وهذا ينطبق أيضا على القمر، فمن هذا الحكيم وراء كل ذلك وخلقها؟، فهذا خلق الله».

وردا على سؤال البعض «هل خلقنا الله عبثا؟» قال «جمعة»: «الإجابة تأتي من الكون والـتأمل والتدبر والاستنباط، بأنه لا يمكن أن يكون قد خلقنا عبثا وأنه قوي وواسع وحكيم وعليم لدرجة تدعونا للانبهار بهذا القوي وأن نؤدي حقه، والإيمان يأتي بعد العقل بدرجتين».

وتابع: «إدراك حقيقة الإلوهية بأن هناك سببا ولابد لنشوء هذا الكون واستمراره لابد فيه استعمال العقل، والذي ينكر هذا يسمى بالإلحاد الأسود، وهو الذي ينكر الحقائق الواضحة التي لا يختلف عليها اثنان، والإلحاد له درجات أعلاها الإلحاد الأسود، فيقول ليس هناك سبب لنشوء الكون، وهذا محض صدفة وتتالي وتتابع، ولا نعرف بدايته أو نهايته».

وواصل: «من الذي فجر الانفجار العظيم؟، هما بيقولوا أن الكون كله كان نقطة ثم فُجر، وهو فعل مبني للمجهول، ييبقى فيه فاعل، مين هو؟ فيرد إنه سبب غير رياضي لا يمكن الوصول إليه، منقدرش نعرف مين اللي فجرها، فأقوله يبقى كدة احنا مش مختلفين لأن الذي فجرها هو الله، يبقى أنت بتقر بوجود الإله ولكن تقر حينئذ بصفاته، وهذا إلحاد أقل درجة من الإلحاد الأسود، بينما الاخير ينكر من الأساس سبب الانفجار».

وأوضح أن الإلحاد الأسود منتشر بشكل قليل للغاية بين البشر والفلاسفة، ويوجد إلحاد أقل من ذلك حيث يقول فيه البعض أن هناك كائن أو موجود أو رب يتصف بالصفات التي نراها في الكون من حكمة والقوة والعظمة ولكن لا شأن لنا بنا، وهناك نوع من الإلحاد يقول إنه لم يرسل أنبياء، وآخر يقول هو أرسل أنبياء لكن لأزمانهم.

تعليقات