أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
مفتي كازخستان
نظم مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع سفارة دولة كازاخستان، مؤتمرا تحت عنوان "إسهامات الفارابي في إثراء الحضارة الإنسانية"، ومن المقرر أن يستمر على مدار يومين بمشيخة الأزهر، بمشاركة شخصيات دولية، عبر تقنية «فيديو كونفرانس»، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، واهتمامه بالرموز العلمية والفكرية للأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل وعلى امتداد رقعتها الجغرافية، وتعدد أعراقها التي يجمع بينها الإسلام.
قال جان سعيد، رئيس جامعة الفارابي الوطنية بكازخستان خلال كلمته بمؤتمر «إسهامات الفارابي في إثراء الحضارة الإنسانية»: إنني على ثقة تامة بأن هذا المؤتمر سيعطي دفعة قوية لتقوية الصداقة والشراكة بين الشعبين الكازاخستاني والمصري، من خلال تبادل الأبحاث والتعاون العلمي بين جامعة الفارابي وجامعة الأزهر التي تعد منارة العلوم الدينية، مؤكدًا استعداد بلاده لتوسيع التعاون الدولي وتعزيز العلاقات الأكاديمية بين الأساتذة والطلاب مع الأزهر الشريف بما يسهم في مزيد من تقديم أبحاث علمية تخدم الإنسانية جمعاء.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور إختيار بالتوري، عميد كلية الدراسات الشرقية
بجامعة الفارابي، أن الفارابي له مكانة خاصة في إثراء الحضارة الإنسانية، من خلال
إسهاماته العلمية، موضحا أن الفارابي هو الرابط الإنساني والروحي لكازخستان مع
العالم العربي، مشيرا إلى أن الفارابي كرس حياته للعلم والتعليم، فوضع أسس الفلسفة
الإسلامية وربط العالم العربي بالغرب من خلال آراءه العلمية التي تعد تراثا مشتركا
للبشرية جمعاء، والتي أسهمت بصورة كبيرة في النهضة الأوروبية.
من جانبها أكدت الدكتورة سمال توليوبايفا، الأستاذة بقسم الدراسات الشرقية
بجامعة أوراسيا الوطنية، أن عقد الأزهر الشريف لمثل هذا المؤتمر يعتبر خير شاهد
على رسالته الروحية والعلمية والتنويرية والتربوية، مضيفة أن إسهامات الفارابي لم
تفقد أهميتها إلى يومنا هذا، لأنها تتعلق بالمسائل الأزلية التي كانت تشغل عقول
واهتمام المفكرين والعلماء على مدى العصور وهي العلم والمعارف والأخلاق والسعادة
ومشاكل المجتمع، موضحة أن المعلم الثاني أبو نصر الفارابي أولاها اهتمامه بل خصص
لإدراكها ونشرها حياته كاملة.
وفي ذات السياق، قال الدكتور عبد الستار دير بيسالي، أستاذ بالأكاديمية
الوطنية للعلوم بجمهورية كازاخستان، إن كل شعب من شعوب الأرض في تاريخ البشرية
يفتخر بعظمائه وصانعي أمجاده بما فيهم
القادة والساسة والشخصيات الدولية والاجتماعية وغيرهم، ومن هؤلاء العظماء الإمام
الفارابي الذي نفخر به جميعًا، ذلك العالم الموسوعي المفكر الإنساني الكبير،
لافتًا أن العالم يحتفي اليوم بذكرى مرور 1150 عاما على الفارابي و(اليونسكو)
بدورها دعمت هذه المناسبة وأدرجتها في قائمة الاحتفالات المهمة، الأمر الذي يحملنا
جميعا بتقدير ما قدمه العالم الجليل من مؤلفات عظيمة دعمت الثقافة الإسلامية
والإنسانية على حد سواء.
وقال فضيلة ناويزباي أونغارف، المفتي العام لجمهورية كازاخستان، إن
الفارابي قد ساهم في الحضارة الإنسانية بعلومه ومعارفه، مشيرا إلى أنه قد جاب
البلاد عالما ومتعلما، فدرس في البداية في مدرسة أوترار بكازاخستان، ثم سافر إلى
بغداد، وسوريا، ومصر، وسمرقند، وبخارى، وغيرها من البلاد، لافتا إلى أن الفارابي
أتقن اللغة العربية والفارسية واليونانية واللاتينية والسنسكريتية، وله العديد من
الاكتشافات العلمية في مختلف المجالات.
وأضاف مفتي كازاخستان، خلال مشاركته في مؤتمر «إسهامات الفارابي في إثراء الحضارة الإنسانية» بمقر مشيخة الأزهر، إن أكثر ما يميز الإنسان، وفقا للفارابي، هو العقل والفكر، فإن الشخص الحكيم والحصيف يحقق أهدافه سريعا، وأن القلب عنده هو مفتاح التواصل الفعال والحكم الرشيد ومفتاح القيام بالأعمال الخيرية، لافتا إلى مقولة الفارابي بأن الإنسان الكريم المثقف يعيش من أجل الحكمة والإحسان.
من جانبه، قال سفير جمهورية كازاخستان بالقاهرة، السيد خيرات لاما شريف، إن
الفارابي يُعد الرمز الثقافي لكازاخستان، كما أن اسمه خَالد في ذاكرة الناس، ومن
واجبنا أن ننقل تراثه الروحي والفكري إلى جيل الشباب؛ مؤكدا أن الفارابي جزء من
التاريخ والثقافة والفلسفة العالمية،
وتفخر الجامعة الوطنية الكازاخية بأنها تحمل اسم الفارابي منذ عام 1991.