10 مارس.. ذكرى وفاة شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي
شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي
تحل اليوم، العاشر من مارس، ذكر وفاة أحد علماء الأزهر الشريف البارزين، وأحد شيوخ الكبار، الذين رحلوا عن الحياة الدنيا، وهو الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، الشيخ السابع والأربعين للمؤسسة السنية الأولي في العالم، وهي الأزهر الشريف، خلفًا لفضيلة الإمام جاد الحق علي جاد الحق، الذي وُري الثرى بداية عام 1996، ليرتدي عباءة إمام المسلمين وشيخهم بعده الشيخ "طنطاوي"، الذي عاش عالمًا جليلًا وفقيهًا مُحدثًا، يتلقي سهام النقد التي اعتاد عليها مذ وطئت قدماه رأس المشيخة، بالتحابب ورد الفكر بالفكر والرأي بالرأي، فكان خير خلف لخير سلف.
ونشرت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف، تعليقا على ذكرى وفاة الإمام الراحل كالتالي:
10 مارس.. ذكرى وفاة شيخ الأزهر السابق، فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي.. الذي توفِّي في مثل هذا اليوم عام 2010م.
وُلِدَ فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي بقرية سُلَيم الشرقية مركز طما بمحافظة سوهاج في 14 من جمادى الأولى لعام 1347هـ الموافق 28 من أكتوبر سنة 1928م.
ومنذ مولد الشيخ.. وَهَبَه والده لـ طلب العلم؛ فعَمِلَ على تحفيظه القرآن الكريم، ليلتحقَ بعدها بمعهد الإسكندرية الأزهري فاجتاز منه الثانوية الأزهرية، ثم التحق بكلية أصول الدين، فتخرَّج فيها عام 1958م، ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959م، ثم حصل على الدكتوراة في التفسير والحديث بتقدير ممتاز سنة 1966م، وكان موضوعها: «بنو إسرائيل في القرآن والسنة».
بدأ الشيخ حياته الوظيفيَّة إمامًا وخطيبًا ومدرسًا بوزارة الأوقاف في عام 1960م، وفي سنة 1968م عُيِّن مدرسًا للتفسير والحديث بكلية أصول الدين، وأُعيرَ إلى الجامعة الإسلامية بليبيا والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
تم تعيين فضيلته مفتيًا للديار المصرية في أكتوبر سنة 1986م، وظلَّ في منصب الإفتاء قرابة عشر سنوات.
وفي 27 من مارس عام 1996 صدر القرار الجمهوريُّ بتولي فضيلته مشيخـة الأزهـر، خَلَفًا للإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق.
فعَمِلَ بجدٍّ واجتهادٍ على تطوير الأزهر والنهوض به، واهتمَّ اهتمامًا بالغًا بإنشاء المعاهد الأزهرية؛ لتزيد في عهده إلى أضعاف ما كانت عليه قبلها.
وخلال حياته الوظيفية والعلمية صنَّف فضيلتُه التصانيفَ العلميَّة الهائلة، يأتي في مقدمتها تفسيره الوسيط الذي كتبَه الشيخ في حوالي خمسة عشر مجلدًا، وقد امتاز بـ سهولة العرض وسلاسة الأسلوب.
وبعد حياةٍ حافلةٍ بالعلم والعطاء، انتقل الشيخ إلى رحمة ربِّه صباح يوم الأربعاء العاشر من مارس عام 2010م؛ وذلك إثر إصابته بأزمة قلبيَّة في مطار الملك خالد بالعاصمة السعودية الرياض، حيث كان يَستعدُّ للعودة إلى القاهرة بعد مشاركته في مؤتمر دولي عقده الملك عبد الله بن عبد العزيز لمنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها عام 2010، وتمَّ نقل جثمان الشيخ إلى المدينة المنورة، ثم دُفِنَ -رحمه الله- بالبقيعِ.
فرَحِمَ الله الإمام الأكبر فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي، وجزاه خير الجزاء.