الإعلان عن وظائف للأئمة في الأوقاف يناير المقبل
- الخميس 21 نوفمبر 2024
ماركس وأنجلز مؤسسا الشيوعية
أعادت دار آفاق للنشر والتوزيع مؤخراً طباعة الكتاب الشهير الذي أحدث ضجةً كبرى عند نشره منذ سبعين عاماً ألا وهو كتاب "المعبود الذي هوى" وهو كتاب جماعي مشترك ألفه ستة كتاب غربيين كلهم رفضوا الشيوعية ومنهم المفكر اليهودي آرثر كوستلر الذي تراجع عن الفكر الشيوعي وتراجع أيضاً عن الفكر الصهيوني بل إنه تراجع عن اليهودية نفسها.
ومما يذكر في هذا السياق أن الشيوعيين على غير الشائع ساهموا في قيام دولة إسرائيل وقدموا لها مساعدات جوهرية، وكان من المنتظر أن تخرج إسرائيل إلى الوجود دولةً اشتراكية غير أنها باعت حليفها الأول وهو الاتحاد السوفيتي وأفشت أسراره كما هو ثابت إلى الولايات المتحدة فانقلب التحالف عداوةً مستعرة وسارت إسرائيل في ركاب الولايات المتحدة وأعلنت نفسها دولةً رأسمالية تؤمن بالاقتصاد الحر.
والكتاب الذي يعاد إصداره الآن يتحدث عن أخطاء فاضحة في صلب النظرية الماركسية وينفي الفكرة التي روج لها الشيوعيون ولا يزالون يحرصون عليها ومؤداها أن الخطأ ليس في أصل النظرية بل في التطبيق البلشفي داخل روسيا وعلى وجه التحديد يرى الشيوعيون أن "جوزيف ستالين" ديكتاتور الاتحاد السوفيتي كان هو سبب المأساة الكبرى التي وصلت إليها الشيوعية، وهكذا برر الماركسيون هزيمتهم بالسياسة الخرقاء التي اتبعها ستالين بل إن بعضهم قال إن سبب تهاوي الشيوعية هو تطبيقها في روسيا فلو أنها طُبِّقَت في دولة متقدمة مثل بريطانيا لكان حالها غير الحال!.
وهم في ذلك يتلون علينا مقطوعات خطها قلم كارل ماركس وفيها يتنبأ بأن الاشتراكية سوف تخرج من دول الغرب الرأسمالي المتقدم والعجيب أنها لم تخرج أبداً من هذه الدول بل خرجت من دول إقطاعية قديمة لم تخرج من العصور الوسطى إلا قليلا، ولم تدخل حينها إلى دائرة حكم الطبقة البرجوازية والاعتماد على التصنيع مصدراً أساسياً للدخل، مثال ذلك أنها خرجت من روسيا القيصرية ومن الصين وشاعت في دول العالم الثالث، كل هذا يؤكد خطأ التنبؤات الماركسية.
والآن بعد ثبوت عدم فاعلية المنظومة الاشتراكية من الوجهة الاقتصادية وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي منذ ما يقارب 30 عاما، وبعد التراجع الذي شهدته النظرية في الصين وبعد خروج مصر من هذه التجربة منذ عام 1974، يحلو لبعض الرفاق رفع الشعارات البراقة والتنظير الأجوف والأمل في عودة الشيوعية مع أنه "عمر اللي راح ما هيرجع تاني".