"تلال الرماد" مجموعة قصص لعمار علي حسن بين الخيال الجامح والرمزية

  • أحمد حمدي
  • السبت 27 فبراير 2021, 11:17 مساءً
  • 715
عمار علي حسن

عمار علي حسن

صدرت مجموعة قصص قصيرة جدا للكاتب عمار علي حسن، عن سلسلة "أصوات أدبية" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتحتوي مائة وأربعة وأربعين أقصوصة، تتنوع بين الخارجة من رحم الواقع، المعبرة عنه فنيا، وتلك التي تنحو إلى خيال جامح ورمزية واضحة.

وبعض هذه القصص لا يزيد عن 26 كلمة، ومعظمها يتراوح عدد كلماتها بين 40 كلمة و50 كلمة وقليل منها تتراوح بين 90 كلمة و 110 كلمات، وهي تدور بين الريف والمدينة، وتراوح بين حنين إلى الماضي ونبوءة بما سيأتي ووصف لما يجري.

وعلى غرار ما ورد في مجموعة قصص قصيرة جدا أخرى للكاتب هي "عطر الليل" جاءت القصص أيضا مشبعة بروح إنسانية وفلسفية ونفسية، وتحفل بصور اجتماعية عما يكابده الفرد في وقتنا الراهن، وتبدو في مجموعها ومضات وشذرات ومشاهد وصور، إن كان كل منها يمثل وحدة فنية، فإنها جميعا تعبر عن رؤية واحدة لكاتبها حيال الناس والمجتمع.

وبعض القصص تصف حالة فردية أو إنسانية واحدة، وربما موقف سريع عابر حافل بالمعنى، وبعضها بوسعه أن يرسم ملامح حالة اجتماعية عامة، وربما ينطوي على تلخيص حقبة زمنية تمر بها أمة بأسرها.

ومثال للحالة الأولى تلك القصة التي تقول: "سمعت صرخة في جوف الليل، فنهضت مسرعًا نحو النافذة، وفتحتها على عجل فرأيت أمامي خيطًا من نار يتلوى في فضاء الشارع الوسيع، لم يلبث أن انحنى وغاب في الحواري البعيدة.. رميت بصري لأعرف منبعه، فوجدتها نافذة ذلك الفتى الذي غادرته محبوبته فجأة منذ شهور، وأعيته حيل الوصول إليها".

أما الحالة الثانية فتمثلها قصة تقول: "قررالرجال الأشداء إزاحة حجر ضخم مغروس في منتصف الشارع يعيق السائرين.. جاءوا بحبل متين، وربطوه من جوانبه، وبعضهم مد يده وراح يحركه يمنة ويسرة، حتى تقلقل.. شدوا فجأة فانخلع وجروه بعيدًا فصنع حفرة، أطلت منها رؤوس ثعابين ضخمة، راحت تطلق فحيحًا مرعبًا، بينما كانوا هم قد سقطوا تعبًا، ولم يعد بوسعهم إعادة الحجر إلى مكانه أو منازلة الثعابين أو حتى الهروب".

ويقول عمار علي حسن إنه يجد في فن القصة القصيرة جدا ما يتماشى مع روح العصر، إذ أن كثيرين يفضلون هذا التكثيف في زمن السرعة الشديدة، مشيرا إلى أنه قد نشر قصصا كثيرة من المجموعة على حسابه بـ "تويتر"، ولاقت رد فعل طيب من الجمهور.

وعن نشره هذه المجموعة في سلسلة "أصوات أدبية" التي يرأس تحريرها الكاتب الكبير محمود الورداني بعد سنوات طويلة من صدور رواياته وقصصه عن كبرى دور النشر المصرية والعربية الخاصة قال عمار "هذه سلسلة جيدة، نشرت أعمالا مهمة، فضلا عن هذا فأنا أقصد أن أنشر بين حين وآخر كتبا تباع بسعر منخفص، ويوزعها باعة الصحف، حيث أن كتبي التي تصدرها دور النشر الخاصة لا تصل إلى المدن المصرية البعيدة".

يشار إلى أن "تلال الرماد" هي المجموعة القصصية التاسعة لعمار علي حسن، المتفرغ للكتابة تماما منذ 2011، إلى جانب اثنتي عشرة رواية وديوان شعر وقصة للأطفال وسيرة ذاتية سردية، وأربعة كتب في النقد الثقافي والأدبي، وكتابين في التصوف، وعشرين كتابا في الاجتماع السياسي.

تعليقات