اليوم العالمي لذوي الهمم.. 7 علماء مسلمين تحدوا الإعاقة (إنفوجراف)
- الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
أهدتني غادة السرد العربي السيدة غادة صلاح الدين مجموعتها القصصية "العازف"، وكم أسعدتني بتلك الهدية التي طال انتظاري لاقتنائها، فأهم ما يتميَّزُ به سرد “غادة صلاح الدين” التمحورُ بينَ بينينِ في المستوى الدلالي؛ فهي لا تتجرَّدُ من الشيء الذي تعتلقهُ تمامًا ولا تتعلَّقُ بهِ أيضًا، لكِنها تأخذُ موقفَ الكاتب المُوضوعي الذِي يحترزُ قولهُ ويختار وقت تدخله بعناية. وهذا ما جعلَ الخيَال ماكنًا في إيحاءاتِها اللفظية.
وهناكَ ميزةٌ اكتنفَت نصوص “غادة” السرديَّة، وهي أنها ، تزرع الأحداث وتجعلها تفلت من قبضةٍ ترتبطُ بعُصاب الكاتبة، فلَا تحاصرها ولا تُمنهجها وِفق مسار موضوع بل تتوخى تلقائية حدوثها وإن كانت تكتبها!
في المجموعة القصصية "العازف" نظرٌ إلى الآيديولوجية – التِي تخلع سردية النَّص بشكل جزئي إن كانت همًا- وتقيّدٌ غير ظاهر بخطِّ سير الأحداث، والمُلفت هنا عدم انفلات “غادة” من مفهوم القصة مع هذه التدخُّلات المفاهيميَّة.
تعتني “غادة” بالشخُوص والذوات وتُؤرقهُا بقلقٍ وجوديِّ.
تُعامل الكاتبة أزمنتها على قياسٍ مُقيد أحيانًا ومطلق في أحيان أخرى، أي أنها تربطُ قصصها بمكانٍ وزمانٍ ثابتٍ بِحيثيات قد تعزلها عن الكون الخارجي ويجعل القارئ مُحاطًا بمفاهيم قد يكون من السهل عليهِ فِهمها بَل عالمية الصُنعة غير مُتجرِّدة من بيئتها الأصلية التِي استلهمت منها أحداث قصصها والتِي بَان فيها خيالها الخَصب.
وربطت مثلًا في قصة "العازف" البُعد النفسي بما اختلج الشخوص من قلق وتوتر نتيجة الوباء والبعد الإنساني بفهم وتقدير حاجة العازف للمال في رهف مشاعرها التي نقلتها للقاريء دون أي عمد بل تدفقت من قلبها إلى قلمها إلى قلب القارئ فلم تكن لمحاتها الكلامية نُصحًا وتوجيهًا على المعنى الصحيح والمباشر لآليتها في رصف تلك الكلمات، ولم تكن الغاية مستقلة متفردة بقصدٍ واحد ولم تكن أساليبها إلا محض تصورات قلبية فكرية نتجت عن سنوات من العمل الأدبي والثقافي في صالون غادة صلاح الدين وتوهجت بعد الاندماج والتعاون مع عملاق النقد الأدبي الدكتور حسام عقل الذي لا يخفى على أحد كل ما قدمه في صدر المجموعة القصصية من ثناءٍ للكاتبة واستحسان لأسلوبها الأدبي الذي راعى البنية اللغوية والسلامة الإنشائية وتدفق سرد الأفكار بحرفية عالية وخبرة من كتبت عشرات المجموعات القصصية وتكلل بتاج جميل من البهاء غلّفته أفاتار للطباعة والنشر بغلاف المجموعة القصصية الراقي وأسلوبها المنمق المهندم في الطباعة بقيادة القديرة الدكتورة زينب أبو سنة.
هنيئًا للوسط الثقافي والمكتبة العربية بهذا الإبداع وفي انتظار ولهفة لقراءة باقي أعمالها التي نتمنى أن تنهمر كالسيل مدرارًا.