د. محمد جاد الزغبي يكتب: حتى تدرك قيمة نفسك

  • أحمد عبد الله
  • الثلاثاء 16 فبراير 2021, 06:22 صباحا
  • 601
د. محمد جاد الزغبي

د. محمد جاد الزغبي

حتى تدرك قيمة نفسك

الذين يسلكون طريق العلم والثقافة فى هذا الزمان يلاقون الإحباط عبر حياتهم كثيرا , وهذا أمر طبيعي لأنهم لو لم يحبطوا لكان هذا دليلا على أنهم ليسوا من أهل العلم أصلا.

وذلك لأننا فى عصر التجهيل المنظم دون أدنى شك , لذلك حتى لا يأكلهم الإحباط نقول أن فضل العلم وقيمته ومكانته لا يسعها الوصف  , والفكرة فيه تعدل صيام عام كامل على حد قول إمام العلماء معاذ بن جبل .. ومن بين فضل العلم نلفت النظر للنقاط التالية ..

* لو أنك تعلمت فكرة واحدة صحيحة هديت بها شخصا للإيمان أو أرجعت فيها عاصيا للطاعة أو رددت مبتدعا عن بدعته , فأنت بهذا الشخص وحده ستأتى خلف الأنبياء يوم القيامة , وقد قال النبي ص لئن يهد الله بك امرؤ واحدا خير لك من حمر النعم

 وهناك من الأنبياء يوم القيامة من يأتى إلى الله وليس معه إلا تسعة أشخاص ومنهم من يأتى بشخص واحد ومنهم من يأتى وحده ولم يستجب من قومه أحد لدعوته , وأنت ــ كعالم أو طالب علم ــ لست أفضل من الأنبياء حتى تشكو قلة تقدير من حولك

* جعل الله تعالى أسماء النعم فى الدنيا مشابهة لنعم الجنة , ولكنها تختلف جذريا عنها , فليست فاكهة الجنة ولا رزقها كمثيلها من الأرض , فكافة المتع فى الدنيا لا تساوى ذرة من أى متعة فى الجنة لسبب بسيط ..

وهو أن أى متعة فى الدنيا ــ أيا كانت ــ قابلة للاعتياد والملل منها , بينما متع الجنة كافة لا يوجد فيها ملل قط فهى متجددة دائما ..

ولم ينزل الله عز وجل من متع الجنة إلى الأرض إلا نعمة واحدة فقط , تظل بنفس متعتها في الآخرة ألا وهى نعمة (العلم) , فالفضول العلمى والبحث عند أهل العلم متعته متجددة لا ملل فيها قط , ولا يتوقف هاوى العلم عن القراءة والمطالعة والرغبة فيها ولو عاش ألف عام

لهذا فيكفي أهل العلم أنهم مختصين بالنعمة الوحيدة المطابقة لثمار الجنة

* أهم متع الجنة على الإطلاق ــ بنص الحديث ــ هى لحظات تجلى الله عز وجل لأهل الجنة كل يوم جمعة , وهذا الحديث فيه فكرة خطيرة أسأل الله أن تكون صحيحة ..

فتجلى الله تعالى لخلقه يعتبر النعمة الأعظم ليس فقط لأن النظر لوجه الله تعالى هو قمة الجزاء , وإنما أيضا لأن الله إذا تجلى إنما يتجلى بصفاته العلية ومنها ( العليم ) فيكتسب منها أهل الجنة مفاوز من العلم لا تنضب قط , فعلم الله تعالى لا حدود له , ويكفي لمعرفة مدى فضل الله فى ذلك أن يتخيل طلبة العلم حيرتهم بشأن آلاف القضايا والألغاز التى لا حل لها وكيف أن موعدهم معها سيكون فى الجنة بإذن الله

 

 

تعليقات