حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد.. ندوة في كلية أصول الدين بالقاهرة (سجل الآن)
- السبت 23 نوفمبر 2024
التقيت
" حسن " بالأمس بناصية شارع الحرية ,بمنطقة يتفرّع إلى حواري وأزقة
بعضها معتم , كان يقف بوضعية انتباه كعسكري على أهبة الاستعداد لنازلة بسبيله
إليها . هو شخص اقتربت منه سنوات طويلة, لكنيّ
حتى الآن لا أعرفه حق المعرفة ,أو ربما سعيت لمعرفته و فشلت بعد مثابرة.
اعتدت مؤخرًا
الهرب من طريقه , لأسباب أهونها قدرته على الكلام بسرعة غريبة , تدمع عيني لحديثه
وتنتابني رغبة في نوم عميق ,ثم يصحبني صداع يلازمني فترة من زمن .
ذلك المساء
وجدته أمامي فعجزت عن الفرار ,أسلمت نفسي إليه لقمة سائغة , لكن على غير عادته كان
هادئًا صامتًا , لم ينطق سوى بهمهمة ,بضعة حروف تناثرت من بين أسنانه. استبشرت بحالة
خرس أصابته , اقتربت منه مرحّبًا , نظر إليّ شذرًا , أشار بيمينه و دلو من " صفيح " كبير الحجم كان يقبض
عليه بشدة .
فسألته: ما
هذا الدلو ؟ ماذا تفعل به ؟
مدّ يده إليّ
به, فوجدت بقاعه قليل من سائل لم أتبينه ,
يفور من غليان شديد.!
قلت له : ساكت
على غير عهدي بك ؟ هل أصابك خرس ؟
وضع "
حسن " " الدلو " على الأرض ثم أدخل ساقيه بداخله ثم حشر جميع جسمه ببطيء
كأنّما يسعى للجلوس بوضع القرفصاء . احتواه
" الدلو " بعد جهد , لم تمر فترة إلاّ و قد ذاب جسده كقطعة ثلج
ألقيت بماء ساخن . اختفى " حسن ", بينما بقايا ملابسه الرثة تطفو رويدًا
على سطح " الدلو " و بضعة فقاقيع تتصاعد.