رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عزة عز الدين تكتب: صورة وفكرة

  • أحمد عبد الله
  • السبت 06 فبراير 2021, 06:41 صباحا
  • 955
الكاتبة عزة عز الدين

الكاتبة عزة عز الدين



من شرفة الطابق السابع عشر أحاول أن أحدد موقفي تجاه هذا الارتفاع وقد رأيتُ الأشياء صغيرة جداً-  لم أطل النظر حتى لا يصيبني الدوار  ورغم ذلك أدركتُ وضع الارتفاع  وحسمت موقفي بأني أحببته.


  نعم أحببتُ الارتفاع في كل شئ فقد أتاح فرصة الترقب من على بُعد وأجبرني على التدقيق في الأشياءِ المهمة-  وعادة المسافات فقط هي من توضح الرؤية وليس الالتصاق-   حسمتُ موقفي تجاه أشياء أخرى كثيرة كنت فيها حائرة فتراءت لي الحلول في هذا البُعد بيني وبين الأرض-  حزمتها في صرة ونزلت-  اقتربت من البحر ولم يكن موقفي معه هذه المرة جيداً- ربما لفقد أبي وهو من عشقه و شاركني كثيراً عليه هذه التأملات-  الأبُ غالي مهما بلغَ به العمر-  وفقده وجع وجرح غائر لا يطيب.


 كنت أشركه معي أوقات البوح-  أحكي له-  أشكي فأرتاح وأفرح وأغني-  ثم أبتعد قليلاً لأكمل للبحر ما هو فقط بيني وبيني-  فيبدو لي ضاحكا ويقول "عرفتُ السر"  ثم يبتلع كل التفاصيل في حضنِه الممتلئ-  يحفظها في أصدافِه ورمالِه مع باقي الحكايات-  لن يطلع عليها قبطان سفينة ولا عرافة ولا غواص مهما بلغت مهارته- 

  أجده اليوم يهدهد خاطري حين تشرقُ على صفحتِه صور الراحلين-  يبتسمون ويخبروني أنهم بخير وفي مكان أجمل بإذن الله-  والحاضرين الذين يضيئون حياتي ويعدوني بالبقاء-   ثم صور الغائبين  يبتسمون أيضاً ويذكروني بالوعود وبأنهم دوماً سند.


  أطمئن فأهدأ فيتحسن موقفي معه ونتصالح-  وأعده أن أكون أفضل في المرةِ القادمة.

تعليقات