عبد المنعم فؤاد لـ جابر عصفور: أعرض عن هذا

  • أحمد حمدي
  • الأحد 31 يناير 2021, 3:40 مساءً
  • 628
الدكتور عبد المنعم فؤاد

الدكتور عبد المنعم فؤاد

 رد الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، على تصريحات الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، التى هاجم فيها الأزهر الشريف، خلال حديثه في برنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب.

وقال عبد المنعم فؤاد، في منشور عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي: عجبت من قذائف الباطل التي أطلقها  د/ جابر عصفور من خلال منصة إعلامية بالأمس القريب على دستور مصر - العقد الاجتماعي المتفق عليه - خاصة المادة (2) الخاصة بالشريعة الإسلامية، وكذلك المادة (7) الخاصة بالأزهر الشريف، ودعواه - حسب ما فهم من طرحه -أن هاتين المادتين هما: عوار دستور مصر، وتصريحه (أن الأزهر الشريف لا يستحق أن تكون له مادة خاصة بالدستور)، وحديثه عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والمسلمين السنة في العالم أجمع، وقوله بصيغة تمريضية يقول فيها: (عندنا ما يسمى بشيخ الأزهر)!، كل ذلك على ما يبدو لأجل تسليط الأضواء عليه بعد اختفائها عنه زمنا، أو للشو الإعلامي لكي يختلق  لغطا غير مفيد، وسجالا مع الأزهرالشريف، وعلمائه للرد عليه - بل اعترف بهذا في الحلقة حينما قال: (أنا عارف أن أساتذة الأزهر سيعترضون على كلامي هذا  ويقيموا حربا ضدي) أي على -  ما يبدو قد يبسطه هذا.

وتابع: لكن نطمئنه (وليجعل في بطن سيادته بطيخة صيفي) فلا يتبرع أحد من علماء الأزهر  للرد عليه، ولا  الأزهرالشريف مشيخة، وجامعة سيعطي اهتماما لما تفوه به، ونحن لانُضيع وقتا لذلك؛ لأن ما قاله على الفضائية هو من لغو الحديث، وأسطوانة مشروخة يحملها دائما في جعبته كلما صعد منبرا إعلاميا، فلا نرى طرحا بلغة سليمة، ولا فكرة مستقيمة، ولا رؤية علمية تفيد الأمن الفكري، والثقافي للبلاد والعباد، بل سطحية في التناول عجيبة؛ لأن الذي يعترض على مادة تخص شريعة الله تعالى، ويقول: ( لقد رضى بها 3 من اليهود في دستور 1923 كانوا ضمن لجنة الدستور آنذاك)، وسيادته مسلم، ولا يرتضيها، ويعترض عليها!، من يفعل ذلك لا يُنتظر منه إلا أن يعترض على مادة الأزهر، ومعاهده، وجامعته، وعلمائه، وطلابه في مصر، والعالم؛ بل قال في اللقاء حرفيا : ( الأزهر لا يستحق أن تكون له مادة في دستور مصر ) !، مخالفا بقوله هذا لقواعد الديمقراطية التي تحترم الصندوق، والأغلبية، والعقد الاجتماعي الذي اتفق عليه الجميع، وارتضاه الحكم، والحكومة، والشعب لنظام البلاد!، وإذا كان الأزهر لا يستحق أن تكون له مادة في الدستور تخص منهجه العلمي، وإمامه الأكبر، ومسؤلياته الدعوية والفقهية  في مصر، والعالم  فمن يستحق في رؤية وزير ثقافة مصر  الأسبق؟.

واستكمل: إن سيادة الوزير السابق لم يكتف بهذا التهور الفكري على الأزهر بل زعم أن الأزهر لا يصح أن تكون له الصدارة في الفتوى بل كل إنسان له أن يفتي لنفسه، ويرتضي ما يراه عقله فكلنا لنا عقول !، ومعلوم أن د عصفورحتى وإن كان صاحب عقل وهاج  هو ناقد أدبي كبير- هذا ما عهدناه فيه، لكنه ليس بفقيه، والفقه ليس من بضاعته، ومع ذلك يتستربالعقل  للولوج إلى إلى مكانة الأزهر المعروفة محليا وعالميا، فيرفض، ويعترض، ويعارض دون أن يكون حاملا لفقه أو بعض فقه، والأخطر أن الرجل بقوله هذا يدعو إلى فوضى الفتاوي، ويفتح الطريق لفتاوى المتطرفين، والداعشين، والذين معهم بغباء   لكي يُلقوا بقذائفهم في الفتوى على عقول الشباب فيدمروها  ، ولما لا، ومعهم تصريحا واضحا يحفظ حقهم في ذلك - للأسف -  قد صرح به رجل كان وزيرا سابقا، وحاملا لحقيبة الثقافة المصرية في يوم ما في أكبربلد يحترمه العالم لتاريخه، وأزهره، - وعلى الهواء مباشرة - وعلى عينك يا تاجر "إن هذا لشئ عجاب ".

 واختتم عبد المنعم فؤاد: عموما لو كان للدكتور آراءاً مفيدةً، وجديدة، وغير مكررة من قبل  لشاركناه بقلمنا في ذلك،  واستفدنا منه، وأفدنا، ولكن - للأسف -  ما قيل بالأمس على الهواء هو من سقط القول، وكررمرات، ومرات سابقة، ورددنا عليه في حينه انتظارا لأن يُبدع جديدا مفيدا، لكن لا نرى إلا إدعاء، وابتداعا، وافتراء على الشريعة، والأزهر؛ لذا لانضيع الوقت في شيىء مستهلك قد انتهت صلاحية عرضه منذ زمن، ويكفي أن نذكّر القراء المحترمين بحوارنا  الذي واجهنا به  د / جابر عصفور في جريدة أخبار اليوم المصرية المحترمة في 19- أغسطس - 2019 م؛ ليرى القارئ الكريم أن كلامه الجديد هو هو  القديم، والأقدم فلا جديد، ولا تنوير  لشخص دائما نراه يرفع شعار التجديد والتنويركلما اتيحت له إطلالة فضائية كانت عنه غائبة، ولذا لا نملك إلا أن نقول له : د/ عصفور أعرض عن هذا.

تعليقات