نجلاء نور الدين تكتب: فوبيا الحسد.. لابد من وقفة

  • أحمد عبد الله
  • الثلاثاء 26 يناير 2021, 05:36 صباحا
  • 1352
الكاتبة الصحفية نجلاء نور الدين بكر

الكاتبة الصحفية نجلاء نور الدين بكر


 

إلى متى سنظل متوهمين أن البشر جميعا لا هم لهم إلا أن يراقبونا ويحسدونا ويضربونا بسهام أعينهم الفتاكة؟

الحسد والعين حق لا مراء فيه, بنص القرآن والسنة، ولكنه أيضا داء أوجد له الله تعالى علاجا نفاذا لا شك فيه وهو التحصينات والرقية الشرعية.

ولابد أن يبقي في تلك الحدود , باعتباره داء موجود معه دواءه ولا ينبغي أبدا أن ينقلب إلى رعب مقيم وهم أزلى وشماعة لكل فشل أو مرض أو حتى مجرد وعكة عابرة!

هذه الفوبيا تسببت في اختلاق سيناريوهات مرعبة خياليه لا أصل ولا وجود لها في الواقع وموجوده فقط في خيال المصابين بهذه الفوبيا

ومصيبتها لا تضر الناس من حولنا فقط لكنها أيضا تضر صاحبها أبلغ الضرر

لأن فوبيا الحسد والخوف منه تدفع بالشخص لأن يعيش في جحيم لا يطاق ويخسر بسببها دنياه ودينه معا ..

فيكفي أن المصاب بها ولو كان من آحاد الناس ليس له نعمة ظاهرة أو موهبة متميزة أو عط\اء وفير يستحق علبيه الحسد , ومع هذا تجده سيئ الظن بأهله وبالناس جميعا ويحملهم جميعا أسباب فشله وتقاعسه أو إهماله

والأخطر من هذا أن يسيء الظن بالله عز وجل , فالله تعالى عند ظن عبده به فلو أننا قرأنا الأذكار النبوية الصحيحة وأسلمنا الأمر لله بصدق فلابد أن نهمل أمر الحسد تماما بعدها وإلا كان شكا في قدرة الله ـــ تعالى الله عن ذلك ــ

بالإضافة إلى المفارقات العجيبة التى تحدث بسبب هذه الظاهرة وهى إشعال الخصومات والضغائن والأحقاد حتى بين أهل البيت الواحد ,

فتبدأ المشاحنات الناجمة عن معايرة المصاب بالفوبيا لغيره بأى ابتلاء

فإذا أنجب ولدا نظر لمن لا ينجب على أنه مشروع حاسد متوقع , وإذا تزوج نظر لغير القادر على أنه عدو محتمل لا شك سيحسده على إنجازه العظيم !

وهناك مفارقات كثيرة مضحكة بهذه الشأن يبلغ فيها المصاب بالفوبيا حد العته المغولى ,

فكثير منا تصادف أن يزور أسرة للتهنئة بمولود فإذا اقترب من المولود ليراه من الطبيعي أن ينفجر في البكاء , كأى طفل عادى يعتبر البكاء في أيامه الأولى أمرا تقليديا

لكن المصابون بهذا النوع من الفوبيا يكون التفسير الوحيد أن الزائر شيطان رجيم سلط حسده على المولود

ولنا أن نتخيل مدى الحرج الذى تسببه هذه المواقف

وقس على هذا النحو عشرات المواقف الحياتية المخجلة التى تجعل من التواصل وصلة الرحم وأداء الوجب جحيما لفاعلها

 

على الجانب الأخر لو نظرنا إلى أهل العلم والمعرفة والرموز العبقرية الذين حققوا ما لم يستطع غيرهم تحقيقه  لم تكن العين هاجسهم  ولم يعيشوا في اختلاق أوهام الحسد التى جعلها الآخرين شماعة يعلقوا عليها أخطائهم وكل الإحباطات التى تواجههم

وأخيرا فإننا لا ننكر العين فأن العين حق والتى ورد بها الكثير من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية والتحصين والحذر منها واجب وهى سنه نبينا ولكن أن تتحول القضية إلى حاله هلع وفوبيا  والتى تنم عن فراغ العقل وعدم الإيمان الكامل بمشيئة الله وقدره  فهذا ما يرفضه الدين وما يتسبب أيضا في فتور العلاقات الإنسانية بين الأهل والأصدقاء فتجد الشخص منعزلا في جميع مناسبتها ليس فقط بسبب انشغال او تعقيد الحياة ولكن أيضا خوفا من هاجس العين الآخرين عافانا الله وإياكم.

فيكفي من التحصين ما وصانا به نبينا الانتظام اول اليوم واخره  على الايات القرأئنيه والاذكار والتوكل على الله حق توكله فهؤلاء النماذج بحاجة الى تحصين عقولهم من وساوسهم واوهامهم قبل ان يتحصنوا من غيرهم .

 

حفظنا الله واياكم من كل مكروه وسوء

 



تعليقات