ماذا لو خسرت كل ذرات ومواد هذا الكون شحناتها الكهربائية ؟!
- الأربعاء 20 نوفمبر 2024
خصلة من شعر تتمرّد وتأبى أن تستقر كأخواتها تحت حجابها , حاجبان رقيقان و عينان غامضتان من فرط سحرهما , لثغة ساحرة تأسر ضحيتها ولا تقبل الفدية , رأيتها وفنجان قهوة بيمينها , يتصاعد بخاره ببطء ليرسم لوحة سريالية أشد غموضًا من عينيها , كنت أرنو إليها من بعيد , وهي تتحدث بهدوء ثم تنفعل أحيانًا , تُمسك بتلابيب الحروف , تُبدي بثقة رأيًا في رواية تستقر بين أناملها ,تنساب الكلمات من ثغرها ووراءها منطق يطغى على جمالها الراقي .
تحدّثت كثيرًا , وصَمَتَت أكثر وبين هذا وذاك , كانت تُلجم جواد خصلتها الطائرة , فدار بينهما صراعًا غير متكافئ سرعان ما حُسم لصالح خصمها وبينما كانت الحرب دائرة كنت والحضور ننُصت بشغف وكأن على رؤوسنا طير .
فلمّا فَرَغت من حديثها , اقتربت وسألتها : ما بال أسمك يتطابق مع وصفك ؟!
فقالت بسرعة بديهة : لم تأت بجديد !, ثم غامت الصورة بتأثير ريح باردة هبّت من قريب وشعيرات تطايرت بوجهي أغشت عيني , فلمّا أشحت بيدي وعُدت إليها ما وجدت غير قاعة خالية ورائحة عطر أنثوي آخّاذ , ورواية يتيمة ملقاة بزاوية من المكان .