حمدي النورج لـ"جداريات": "يوم الإسلام" من أفضل ما كتب "أحمد أمين"

  • حاتم السروي
  • الثلاثاء 30 يوليو 2019, 8:25 مساءً
  • 1456
أحمد أمين

أحمد أمين

يعد الكاتب والمفكر الإسلامي الراحل أحمد أمين واحداً من أهم المثقفين الذين حملوا على عاتقهم تقديم ثقافة إسلامية راقية وتوسيع الأفق المعرفي عند المهتمين بالعلوم الشرعية بلغة فيها اختصار ومتعة وجاذبية في الأسلوب، وهذا ما نلمسه في كتبه (فجر الإسلام، ضحى الإسلام، ظهر الإسلام، يوم الإسلام" وهي كتب تتميز بالموسوعية مع الاختصار غير المخل وتعكس سعة علم الكاتب وروحه البحثية العميقة وتفرده وابتكاره أيضاً.

وكان من الطبيعي ونحن نقدم أحمد أمين لقراء جداريات أن نذهب إلى الدكتور حمدي النورج أستاذ علم اللغة وتحليل الخطاب وعضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للنقد الفني التابع لأكاديمية الفنون والذي بدأ حديثه معنا بقوله:

إننا نتحدث عن أحمد أمين الكاتب والمفكر المولود عام 1886- والمتوفي سنة 1954 وهو  أحمد أمين ابن الشيخ إبراهيم الطباخ المولود بحي الخليفة بالقاهرة لأبوين ريفيين ..كانت أسرة الأب من بلدة تسمى "سمخراط" من أعمال محافظة البحيرة ، وقد عانت الأسرة من السخرة فهاجرت للقاهرة . وقد ولد أحمد أمين لأبٍ أزهري استهوته حرفة الخط  واقتناء الكتب النادرة ، حتى أصبح للشيخ مكتبة كبيرة عامرة ، كانت هي النواة الأولى لهذا التكوين الفكري العملاق لأحمد بك أمين.

في عام 1891 انتظم أحمد أمين في أحد الكتاتيب . ثم التحق بمدرسة أم عباس – الوالدة باشا وهي مدرسة بنيت على أحدث طراز. وفي الرابعة عشرة من عمره التحق أحمد أمين بالأزهر الشريف .  وعندما نفحه القدر برؤية الأستاذ الإمام محمد عبده وقع التأثير وتحركت جذوة التفاعل ، ورأينا أحمد أمين يقول لوالده : " سمعت صوتا جميلا ورأيت منظرا جليلا ، وفهمت منه ما لم أفهمه من شيوخي ، وندمت على ما فاتني وعزمت على أن أتابع دروسه " .

وبسؤاله عن مراحل التعلم والتثقيف عند أحمد أمين كيف كانت؟ أجاب: ثمة تواريخ عدة في حياة هذا المصلح الكبير تختزل تدرجه المعرفي والعلمي من عام (1902- 1914)  وقد حاول الالتحاق بمدرسة دار العلوم وترك الأزهر والتحق بمدرسة القضاء الشرعي التي حصل منها على درجة العالمية . ومن إنجازاته أنه أسس لجنة التأليف والترجمة والنشر وأشرف عليها مدة ثلاثين سنة، وهي المؤسسة التي عُنِيَت بنشر العديد من الإصدارات والكتب القيمة .

سألناه وماذا عن أسرته ونحن رأينا إبنه المفكر الراحل جلال أمين فقلنا هذا الشبل من ذاك الأسد؟

أجاب: تزوج أحمد أمين عام 1916 وهو في الثلاثين من عمره من امرأة صالحة أنجبت له ثمانية من الأبناء : (محمد -جلال - حسن - حافظ - عبد الحميد - أحمد - فاطمة - نعيمة ). كان وطنيا ثائرا شارك في ثورة 1919 ودبر الكثير من شئونها . في عام 1926 عرض عليه الدكتور طه حسين العمل بالتدريس بكلية الآداب، وفي عام 1939 انتخب عميدا لكلية الآداب، وقد منحته الجامعة الدكتوراه الفخرية سنة 1948.

أما عن كتب أحمد أمين وانتاجه العلمي فيحدثنا الدكتور حمدي النورج قائلاً: عُرِف عن أحمد أمين تنوع إنتاجه ، تأليفا وتحقيقا ، ومن كتبه المؤلفة  موسوعته عن حضارة الإسلام : (فجر الإسلام – ضحى الإسلام – ظهر الإسلام – يوم الإسلام  وهو آخر كتاب أملاه في حياته قبل موته ).وكتبه "الصعلكة والفتوة في الإسلام" ،  و"زعماء الإصلاح في العصر الحديث – والإمام محمد عبده" ، و"المهدي والمهدوية" ، و"هارون الرشيد" ،  و"قاموس العادات والتعابير المصرية" ، وكتابه "النقد الدبي" ،  وكتابه "فيض الخاطر" في عشرة أجزاء ، وكتابه "إلى ولدي" ..

وعن أسلوبه يخبرنا النورج أنه امتلك أسلوبا سهلًا لينًا دلَّ على التمكن والفهم ، ولعل أفضل الكتب تمثيلا لعطاء هذا المفكر ما نجده في كتابه الأخير يوم الإسلام ، حيث وقف فيه على مرحلة تاريخية ممتدة في مسيرة الفكر الإسلامي منذ النشأة وصولا لعالم الصراعات الكبري اليوم ، ففيه حديث عن أسس الإسلام ومراحل قيام الدولة والتحديات التي تواجه حضارة الإسلام ، ووصف لحالات الصراع قديما وحديثا ونقد السياسة الأوربية ، ومبدأ تداخل الحضارات وتصارعها وخطوات الإصلاح المنشودة ودور الفرد وقيمته في المفهوم الإسلامي .

تعليقات