"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
أثناء الحوار
الملاحدة يريدون التحرر من القيود
الدينية
الأمية الدينية تسببت في انتشار
الإلحاد
الدعاة الجدد أفادوا كثيرا.. ودعاة
الأزهر لم يحظوا بفرص حقيقية
·
في البداية نريد بطاقة تعريفية للدكتور سالم عبدالجليل؟
سالم عبدالجليل من مواليد الدقهلية
في 30/1/1967م، أكرمني الله بالتعلم في الأزهر الشريف في كلية الدعوة الإسلامية
وقمت بتحضير الدراسات العليا وأنهيت الدكتوراة سنة 2000م، عملت إماما وخطيبا لأكثر
من عشر سنوات في وزارة الأوقاف ثم عملت مدير عام لمدة ثلاث سنوات وكنت أصغر مدير
عام في الحكومة المصرية ثم ترقيت لدرجة وكيل وزارة الأوقاف، ثم عملت مستشارا دينيا
في القوات المسلحة، وكان مفترض أن أكون في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية كأمين
عام بوعد من الوزير الجديد الذي أدى القسم بعد ثورة يونيو ولكن لم يحدث ذلك، عينت
أستاذا بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لتدريس مادة الثقافة الإسلامية وما زلت
أعمل بها حتى الآن.
·
هل كل ما هو
منشور عن شخصية سالم عبجد الجليل في الإنترنت صحيح؟ ماهو المعلومات التي تود تصحيحها؟
لا يوجد شخص ينشر عنه المعلومات بشكل
صحيح بنسبة مئة بالمئة لأن ذلك يتوقف على نفسية الناشر وفكره واتجاهاته، بالاضافة
إلى تشويه الرموز بشكل متعمد أو غير متعمد بالذات وإن كان الشخص مخالفا لاتجاهات
الصحيفة، حسبي أنني أرضي الله عزوجل ولم أكن يوما مهتما بأقوال الناس وتعليقاتهم
لأن من يفعل ذلك لن يتقدم.
بشكل كبير راض عن أغلب ما نشر عني،
والشائعات والأقوال الملفقة يعرفها الكل، وككل الطلاب في المرحلة الجامعية نتردد
على أحزاب وجماعات وبما أن رسالتي في الماجستير كانت عن الجماعات الاسلامية فكان
لابد لي أن أكون قريبا من كل الجماعات ولا أكتفي فقط بما هو مكتوب في الكتب.
·
بمن تأثر د. سالم ؟
تأثرت بكل أحد، بالخطيب الضعيف بألا أكون
مثله والخطيب القوي بأن أكون مثله، بقارئ القرآن المتمكن بأن أكون متمكنا مثله، والقارئ غير المجيد بألا أكون مثله، ولكن على وجه الخصوص فأذكر في المرتبة الأولى
فضيلة الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في الفكر والثقافة، وإن كنت لم أحضر له إلا
خطبتين، ولكن عكفت على دراسة كتبه، والدكتور محمود زقزوق رحمه الله وزير الأوقاف
الأسبق الذي تأثرت بفكره وإدارته، أما الشيخ محمد السيد الطنطاوي رحمه الله فقد تعامل
معي كأحد أبناءه، ولو استعرضت فترة دراستي في الأزهر منذ المرحلة الإعدادية حتى
انتهائي من الدراسات العليا فكل الأسماء حاضرة في ذهني فأسأل الله أن يرحم من مات
منهم وأن يبارك في الأحياء.
·
حدثنا عن علاقتك بالإمام الأكبر الراحل الدكتور محمد
السيد الطنطاوي؟
كان رجلا فاضلا، أذكر أنه أقيمت له
ندوة في قصر الثقافة الملاصق لمسجدي الذي كنت إماما به(قاهر التتار) ولما أقيمت
صلاة العشاء قدمته للصلاة فرفض ذلك وأصر أن يصلي خلفي بالرغم من صغر سني وقد كان
وقتها مفتيا وبعد الصلاة أثنى علي، وأذكر أنني اتصلت بمكتبه في حدود الساعة الثامنة
والنصف لأخذ موعد للتواصل معه فوجدته يرد بنفسه على الهاتف"أيوا يا سالم،
اتفضل يبني"، وفي احدى لقاءاتي التليفزيونية اتصل بالقناة وطلب منهم الخروج
إلى فاصل للتواصل معي وإبلاغي بألا أتعمق في عدة نقاط حتى لا أخلق عداوات، وبفضل
الله لما قررت وزارة الشباب عمل كتيب عنه استعانوا بي وكنت في قمة السعادة بذلك، أعتقد
أن ابتلاءه في الدنيا كان في تسلط الألسنة عليه وشاء الله اخراس هذه الألسنة بعد
وفاته ودفنه في البقيع وكنت في هذه الأوقات وكيلا لوزارة الأوقاف في فترة الدكتور
محمود زقزوق رحمه الله الذي أبلغني بأن أستعد للسفر لنشهد صلاة الجنازة ونرجع مرة
أخرى بعد أن طلبت منه ذلك وأجملت في الطلب، أرادت الدولة استرجاع جثمانه لإقامة
جنازة تليق به ولكن رفض أولاده التضحية بالبقيع وأحيهم على ذلك ولم يستطع أحد من
علماء مصر حضور الجنازة، ولا أقول بأنني لم أختلف معه فلقد اختلفت معه في البداية
في فتواه في مسألة الربا التي كنت أرى أنها لا تليق في ذلك الوقت لأن كل البنوك
كانت أعمالها قائمة على الإقراض ولكن حاليا أغلب أعمال البنوك قائمة على الاستثمار
فأصبحنا نفتي بفتواه الان.
·
ما هو نشاطكم الدعوي حاليا ؟
أقوم بتدريس مادة الثقافة الإسلامية
في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا منذ عام 2011 حتى الان وأشكر في ذلك الدكتور
خالد الطوخي رئيس مجلس الأمناء بارك الله له، ظهور بسيط في بعض البرامج
التليفزيونية، وقررت أن أقيم مشروعا لبناء الروح الدينية لدى المسلم كما يبني
الرياضيون الجسد عنيت ببناء الروح فبدأت بمركز سالم عبدالجليل للتثقيف الديني ثم
تطور إلى أكاديمية تخرج منها دفعة بفضل
الله يدرس بها الطالب ثمانية فصول دراسية يتعلم فيها كل فروع العلم الشرعي مع حفظ
على الأقل ربع القران الكريم، أرى أن المتخرج منها يستطيع أن يكون عالما مبلغا ومن
يكتفي بترم أو ترمين يكون مثقفا ولا ينتقل الطالب إلى الترم التالي إلا إذا تخطى
الامتحان بستين بالمئة على الأقل، الأكاديمية حاليا تعمل على الانترنت نظرا لظروف
كورونا وأتاح لنا ذلك التحاق الطلاب من داخل مصر وخارج مصر، الدراسة في الأكاديمية
مجانا ولا تهدف للربح ولكن أسعى لعمل دعم اختياري لتغطية بعض التكاليف الإدارية.
·
ما هو رأي د. سالم في الدعاة الجدد؟ ومن يحب منهم؟
أحب أن أطلق عليهم الدعاة الهواة
أفادوا جدا نظرا للدعم المعنوي والمادي الحقيقي الذي حصلوا عليه، إضافة الى بعض
الرجال الأعمال الذين أرادوا أن يبرزوا بعضهم وكان لهم نظرة ومصلحة في ذلك،
الحقيقة أن الشخصيات التي اختاروها تتمتع بحضور وكاريزما وأسأل الله أن يكون عندي
وعندهم الإخلاص، وأذكر أنني في نفس سنهم لم تتح لي نصف الفرص التي أتيحت لهم، أحب
الشيخ عبدالله رشدي الذي يتميز بقربه من الشباب وطريقة طرحه المتميزة.
ما هو
سبب انتشار اللادينية في الوقت الحالي؟
الشيطان له سلاحان الشهوة والشبههة
ندفع الشهوة بالصبر وباليقين ندفع الشبهة، الأمية الدينية في بلد الأزهر تجاوزت
السبعين بالمئة وفقا لتقرير أرسل إلي في فترة الوكالة فما بالك بغيرنا، وهذه
الأمية منتشرة بكثرة لدى الشباب مما يجعله يصدق كل ما يسمع من شبهات عن الله
والدين والرسل واليوم الاخر، سنة الله في الحياة أن الذين يسيرون على طريق الحق
أقل ممن يسيرون على طريق الباطل، وإن كان كل الدعاة في مرتبة الرسل من حيث عدم
التقصير وكل المسلمين لهم أخلاق الصحابة بالتأكيد لن يتحول العالم كله إلى
مسلمين.
·
هل كان جهد دعاة الحق ضعيفا مما أدى إلى انتشار
اللادينية بهذا الشك، في السنوات الأخيرة ؟
اللادينيون موجودون منذ عهد النبي
صلى الله عليه وسلم متمثلين في الدهريين الذي قالوا (إن هى إلا حياتنا الدنيا نموت
ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر...) كما ورد في القرآن الكريم، وأصحاب الفكر الشيوعي
الذين قالوا إن هى إلا أرحام تدفع وأرض تبلع ولا بعث ولا نشور، جلست مع كثيرين
منهم فهم في الحقيقة لاينكروا وجود الله عزوجل وإنما لديهم مشكلة في القيود
الدينية فيتحرروا منها تحت راية الإلحاد، وعلى رأسهم أحمد حرقان الذي ناظرني على
إحدى القنوات، أشهد أنه في الاستراحة لما سمع الأذان كان يردده، وقد رجع عن هذا
الفكر واعترف بعدم صواب أفكاره، كثير منهم في بداية الحديث معه ينكر الخالق ولكن
بعد دقائق لايستطيع أن يقنعني بكيفية ايجاد الكون، لايستطيع أن يقنعني بالذي أوجد
الخلية الأولى وفق نظرية التطور، وأصل معه في النهاية أن هناك قوى هى التي أوجدت
الكون وهذا هو التعريف بالرب سبحانه وتعالى، هم موجودون في كل زمان ومكان لأنها
سنة الله في الكون، النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مقصرا ليكن في زمانه الذين
أطلق عليهم الدهريون فلا يصح بأن نقول بأن الدعاة مقصرون.