حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد.. ندوة في كلية أصول الدين بالقاهرة (سجل الآن)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الإلحاد الجديد
"الكون لا خالق له وإنما وجد عن طريق المصادفة".. لو
افترضنا صحة هذه العبارة التي يتعلل بها بعض من اللادينيين فإنني أتساءل، هل
نستطيع أن نحدد للمصادفة مكانا أو زمانا؟
"الكون هو
اتحاد وتلاقي قوانين الفيزياء".. لو افترضنا صحة هذه العبارة التي يتعلل بها بعض
من اللادينيين فإنني أكرر التساؤل، هل نستطيع أن نحدد لقوانين الفيزياء مكانا أو
زمانا؟
نحن نستطيع أن نحدد التاريخ الزمني لاكتشاف قانون الفيزياء ومكان المعمل
الذي تم الاكتشاف فيه، أي أننا نستطيع فقط أن نحدد المكان والزمان الذي استطاعت
فيه عقولنا التي تكاد أن تكون قاصرة في فهم هذا القانون (وما أكثر الأشياء في
الكون التي مازلنا لانفهمها!) ولكن وجود القانون في الكون أو ماقبل الكون لا
نستطيع أن نحدد له مكانا أو زمانا، لذلك فإن الزمان والمكان مرتبطان بوجود حدث،
نحن نستطيع أن نحدد الزمان لسلعة اشتريناها والمكان للمتجر الذي اشتريناها منه فإن
لم تتم عملية الشراء (الحدث) سيتلاشى المكان والزمان، فهل من المعقول أن يكون محدث
الحدث حدثا؟
الكل يعتقد بأن للكون محدثا (على وجه التقريب) باختلاف ما يطلقون عليه، فهل من المعقول أن الذي أحدث وأوجد الأجرام والمجرات وسائر المخلوقات يتخذ لنفسه مكانا في عالمنا أو أن يجري عليه الزمان الذي يجري علينا؟ وقد فصلت في الزمان في المقال الماضي متى وُجِدَ الله؟
لنفترض مثلا للتوضيح أن ثلاثة يتناولون طعاما في حديقة عامة مكشوفة وكان
الرابع يسكن الدور العاشر في أحد المباني المجاورة للحديقة، مما لا شك فيه أن
الرابع يراهم ويعرف تفاصيل ما يأكلون، فهل الطرف الرابع في
نفس مكان الثلاثة أم في مكان آخر؟
ولو نظر الثلاثة نحو المبنى قد يروه، ولكنه لو ظلل زجاج النافذة من الخارج
لن يستطيعوا رؤيته وهو سيظل يراهم، فما بالك بموجد الكون؟
فهو لا يحيطه مكان ولا يحده زمان سبحانه وتعالى.
لقد أخطأتم السؤال.