رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

حدث في مثل هذا اليوم.. تنصيب فاروق الأول آخر ملوك الأسرة العلوية

  • حاتم السروي
  • الإثنين 29 يوليو 2019, 4:54 مساءً
  • 1211
الملك الشاب فاروق الأول

الملك الشاب فاروق الأول

فى مثل هذا اليوم التاسع والعشرون من شهر يوليو لعام 1937 تولى فاروق بن فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد علي حكم مصر، وأصبح لقبه الرسمي الملك فاروق الأول، وذلك بعد فتوى من الإمام الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الجامع الأزهر سمحت بحساب عمره بالسنوات الهجرية كى يستحق الجلوس على العرش.
وقصة الولاية والتنصيب تخبرنا أنه بينما كان فاروق يدرس فى بريطانيا اشتد المرض على والده الملك فؤاد، الذى وافته المنية في الثامن والعشرين من أبريل سنة 1936 ووصل فاروق إلى مصر بتاريخ 6 مايو سنة 1936، ولكونه لم يبلغ بعد السن القانونية تم تشكيل مجلس وصاية استمرت وصايته على الملك الشاب نحواً من عام وثلاثة أشهر.
وفى كتابه "سنوات مع الملك فاروق" يحكي لنا الدكتور حسين حسنى باشا، السكرتير الخاص للملك فاروق عن الاحتفال بتنصيب الملك فاروق فيقول: "كانت حفلات تولية الملك عيداً بل مهرجاناً متواصلاً لم تر البلاد له مثيلا من قبل ولم يسبق أن ذخرت العاصمة بمثل ما احتشد فيها خلالها من جموع الوافدين إليها من أقصى أنحاء البلاد ومن الخارج للمشاركة فى الاحتفاء بالملك الشاب أو لمجرد رؤية موكبه للذهاب إلى البرلمان ولتأدية الصلاة أو لحضور العرض العسكرى أو لاجتلاء الزينات التى أقيمت فى الشوارع والميادين وعلى المبانى العامة والخاصة، كما شهد القصر فيها ما لم يشهده من قبل من ازدحام فاضت به جوانبه وجوانب السرادق الكبير الذى أقيم فى ساحته لاستقبال المهنئين يوم التشريفات التى امتدت ساعتين أطول مما كان مقدرا لها، وظل الملك خلالها واقفا على قدميه لمصافحة كل فرد من المهنئين مما جعله يطلب فترة قصيرة للراحة، وفضلا عن ذلك فإن ممثلى تلك الجموع من مختلف الفئات والهيئات تمت دعوتهم إلى حفلة الشاى التى أقيمت بحديقة القصر فى آخر أيام الحفلات، وأخذ الملك يتنقل بين الموائد المختلفة لتحية المدعوين قبل أن يأخذ مكانه على المائدة الكبرى وسطهم، وقد كان سعيدا كل السعادة بما تم على يده من فتح جديد فى تقاليد القصر وما كان يحوطه به الشعب من مظاهر وتجاوب معه".

واستمر حكم فاروق منذ عام 1937 حتى عام 1952 أي حوالي 15 سنة وعلى غير الشائع يحفل سجل إنجازات هذا الحاكم بالكثير من المشروعات المهمة والناجحة والتي كان لحكومة الوفد منها نصيب الأسد حتى أن مجانية التعليم جرى العمل بها في عهده لأول مرة وكان وزير المعارف طه حسين عميد الأدب العربي هو الذي نادى بها، كما أنه كان من المنتظر والمأمول إنشاء وتأسيس التلفزيون المصري عام 1951، وهذا بخلاف التبرعات الشخصية التي كان يمنحها للفقراء والمرضى، وهو الأمر الذي دفع بعض المؤرخين إلى القول بأنه لم يكن سيئاً أبداً كما قيل عنه بل كانت له مميزات غير أنه دفع ضريبة وصول الحكم الملكي وعهد أسرة محمد علي إلى مرحلة الشيخوخة وأصبح ضحية تاريخ لا يضمن الدوام والاستمرارية لأي نظام مهما بلغ مجده، وبعد قيام حركة الضباط الأحرار في يوليو 52 تم نفي الملك فاروق إلى إيطاليا وظل هناك حتى وفاته عام 1965 عن عمر لا يزيد على 45 سنة وأحضر جثمانه إلى مصر حيث ووري الثرى في مسجد الرفاعي بالقلعة. 

تعليقات