إلهام عفيفي تكتب: رؤية مختصرة في أشعار "سلطان إبراهيم"

  • سلطان إبراهيم
  • الخميس 07 يناير 2021, 8:21 مساءً
  • 1020
الهام عفيفي

الهام عفيفي


الشعر حالة من حالات الإنسان غير العادية فلا يستطيع شاعر أن يكتب بيتا من الشعر وهو في حالته العادية.. بل إن الشعر يولد لحظة اشتعال الشعور سواء كان هذا الاشتعال صبابة وشوقا أو فراقا وحرقة أو خوفا وضياعا أو حبا ورثاء .. فالشعر ليس تعبيرا عن العاطفة بل هو العاطفة ذاتها حينما اشتعلت في العقل فتوهجت الفكرة وأصبح لها شكلا لفظيا ووزنا إيقاعيا وعلاقات تصويرية مما يجعلنا نقر أن ما سمعناه شعراً .. أو هو في طبقة أخرى وأعنى بالطبقة الأخرى كلام العامة من الناس .. فإذا لم يتميز الشعر عن كلام العامة ويستخدم الشاعر المفردات لتصنع فضاء" تصويريا" جديدا يكون مقبولا كالواقع ولكنه مختلف عنه..
دفعني لهذه المقدمة ما قرأته من شعر الأخ العزيز و الشاعر الرائع سلطان ابراهيم حيث يحاول أن يكسو اللغة ثيابا جديدة في كل بيت وكل قصيدة فتجده يحاول محاولات جادة أن تنتقل اللغة من حالتها المتفق عليها بين العامة لتصبح لغة شعرية محملة بالصور والموسيقى وجديد المعاني..
والشاعر مع هذا التطور لا يحاول أن يخرج عن أصالة لغته في المعنى والتصوير ولا يحاول أن يتحرر من الايقاع والأوزان ولم يغامر ليكسر قاعدة قديمة.. ولكنه يحاول دوما أن يدور في الفلك المتعارف عليه عله يصل إلى جمهوره دون تغريب في التصوير او تقعر في الفكرة.. بل يحاول أن ينحت في اللغة ذاتها ليولد منها ما يمكنه مثلما قال في قصيدة "مرافئ الأمل" :
(وتصد هجمات الدياجي بسمة النور الأليق)
فأخذ من من اسم الفاعل (المتألق) صيغة مبالغة وهي (أليق) لتحل محل إسم الفاعل وتزيد عنه وهو استخدام أظنه مستحدث من الشاعر.
ويمطر الشاعر ثقافته في نصوصه فنجد تأثير مدرسة المهجر الأمريكي بالتحديد واضحة في أشعاره كما في قصيدة "الحلم الممدد" :
هانت على عيني الدموع وما اختفى وجع المساء
والصمت في جزع البيوت وفي تجاويف العناء
والقرية الخرساء تمضغ جبنها وقت العشاء
وكما في قصيدة "هاتي فرصة" :
دعي ما كان من أمس تولى
سيأتي الصبح وضاح الجبين
فإن كان الأسى صبغ الليالي
ففجر اليوم ماحٍ للظنون
ورغم اختلاف المجتمع ( البيئة) بين الشاعر وشعراء المهجر إلا أن "سلطان" استطاع أن يقنعنا بما رسمه من أبيات خاصة به تعبر عن حالته الشعرية رغم إصراره على الدخول في نصوصه بالملابس الرسمية.

تعليقات