اليوم العالمي لذوي الهمم.. 7 علماء مسلمين تحدوا الإعاقة (إنفوجراف)
- الثلاثاء 03 ديسمبر 2024
الناقدة رانيا ثروت - والروائية عزة عز الدين
شريط ستان عنوان يحمل من الرقة والعذوبة ما يحيلنا دلاليا إلى سرد تمتزج فيه شاعرية اللغة مع الحس المرهف النسائي
طارحا عدة أسئلة منها لمن هذا الشريط؟ هل هو لطفلة صغيرة تقيد به ضفائرها مثلا؟ أم هو رباط لهدية غالية؟ أم أنه مادة لأنشوطة رقيقة تزين فستانا أم ماذا؟ وتعدد التأويلات تشي بتوفيق العنوان كعتبة أولى للنص، فهو يدفع المتلقى لإستكمال القراءة أملا في إماطة اللثام عن الدلالة الحقيقية التي تقصدها الكاتبة.
البداية المكانية الهادئة توحي بحالة الإستقرار الحدثي ممهدة لنقطة التحول الدرامي المتصاعد داخل النص سامحة بنمو حدثي مدروس وموفق كعتبة ثانية ساهمت في جذب القاريء للتكملة
(جملة كانت تحافظ على الحدود بما يضمن لها السلامة) لم تضف جديدا بعد جملة( ولكنها حجبت مادتها بشكل يحفظ لها مسافة أمان ترتجيها )صحيح أن التكرار يفيد التأكيد على المعنى، إلا إني أرى أنه كان من الأولى حذفها والأمر متروك للكاتبة.
أيضا جملة( ربما لتلك القيود الحذرة التي طوقت بها قلبها بعد تجربتها المريرة) كمبرر لجملة... ولكنها لم تلق بالا، فسبق ووضحت الكاتبة أسباب البطلة أميرة في تحفظها وعدم استجابتها لمشاعر الحب.
أبدعت الكاتبة في تصوير الحالة الشعورية ونقطة التحول الدرامي الرئيسة بتخلي أميرة عن حذرها وأولى خطواتها في السماح لدكتور رائد باجتياز حصونها المنيعة والإفصاح عن التأويل الحقيقي لرمزية
العنوان حيث تقول الكاتبة( أمسك بطرف شريط الستان الناعم الذي عقدت به قلبها وسحبه برفق)
استخدام الذاكرة السمعية من خلال التوظيف الجيد تناصا مع أغنية أم كلثوم.. من أجل عينيك عشقت الهوى ...أضاف للنص بعدا فنيا آخر، جعله أكثر حيوية مما أدى لتفاعل المتلقي مع النص الذي أثار شجونه وربما ذكرياته وزاد من حالة التشويق والترقب من قبل المتلقي في أنتظار الأحداث التالية.
شاعرية اللغة تحققت في مقطع ( وماذا عن سطوة الشوق.... حتى وهل في المرام أمل )فبلغة شفيفة وكلمات رقيقة تقترب للصور الشعرية عبرت الكاتبة عن حالة الحيرة والضياع التي كانت تعانيها البطلة، والتي تناجي مشاعر القاريء الذي يتعاطف مع البطلة ويتحد معها شعوريا، ويتابع القراءة منتظرا لمعرفة مصير قصة الحب تلك متسائلا هل ستنجو بطلته وتحظى بالنهاية السعيدة؟ أم ماذا؟
(جملة قبل أن تسقط مغشيا عليها ) ليس لها داع منطقي وأعتقد أنها أضعفت النهاية المفتوحة وأفسدت حالة مفاجئتها للقاريء وأرى أن حذفها أوجب والأمر أيضا متروك للكاتبة.
التضاد بين حالة أميرة الأولى وتحفظها المغلق بشريط الستان الناعم الرقيق وحالتها في نهاية النص التي تحول فيها الإغلاق بسلك شائك بكل ما يحمله من دلالات الخشونة والقسوة كان موفقا في إظهار المعني وإبراز الفرق بين الحالتين ملخصا معناة البطلة وحالتها المتألمة الناتجة عن الخذلان وكنت أتمنى أن تكون تلك خاتمة القصة بعد خطاب الدكتور رائد الذي تخلى فيه عن أميرة وتنصل من قصة الحب.
الخاتمة نسائية بإمتياز كانت موفقةو متوافقة مع موضوع النص وكينونة البطلة، متماشية مع حالة الرقة الشعورية التي ترافقنا على مدى السرد العذب السلس الذي اتكأ على الجمل الفعلية القصيرة العامرة بأفعال الحركة، والتي بنيت عليها مشهدية الحدث الدرامي وأضفت عليه حيوية لا تخطئها نفس متأمل.
تحققت وحدة الموضوع ووحدة البطولة وهي من عناصر القص القصير الهامة، الحبكة كانت بسيطة متماشية مع موضوع السرد، وبالرغم من عدم جدة الموضوع إلا أن تناول الكاتبة الرهيف ورؤيتها الراصدة البعيدة عن التقرير أضافت للنص مذاقا مغايرا مختوما ببصمة الكاتبة المتفردة.
سعدت بالقراءة مع خالص تمنياتي للغالية ا. عزة عزالدين بكل السعادة والتوفيق.