سلطان إبراهيم يكتب: المصالحة العربية خطوة مباركة

  • سلطان إبراهيم
  • الأربعاء 06 يناير 2021, 6:58 مساءً
  • 717


أبدأ مقالي هذا باسترجاع موقف القاضي الذي تخاصم  إليه بعض الرعية  مع الملك وكان الحق مع الملك ولكن القاضي مال عن الحق وحكم على الملك ليكتسب شهرة العدل وأسترجع ذلك لأني انطلقت في مقالي هذا من الحرص على ما أراه أولى لديني وأمتي حتى و إن خالف رأي ورؤيا بعض أصحابي وأحبابي وحتى إن رميت فيه بالظنة  وإن كنت حرصت على بيان رالرأي وخسران  بعض الأحبة ففي الوقت ذاته لم أسع لكسب طرف آخر بل ربما أخسر بمقالي هذا الطرفين ولكني أعتقد إني سأكسب فيه ما يرضي ضميري وربي جل في علاه وهذا ما يكفيني  فالحق أقول: لقد سعدت بما تابعته من توقيع مصر على بيان "العلا"  في قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الحادية والأربعين  وهي خطوة أراها مباركة وطيبة تلك التي تسعى إلى رأب الصدع العربي ورتق الفتق وجمع الشمل وإذا كان الله جل في علاه قد قال في قرآنه "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ"  إذا كان هذا الصلح خير بين رجل وزوجته  حفاظا على قوام الأسرة فلاشك أنه أعظم خيرية بين الدول للحفاظ على قوام المجتمعات وفي الصلح يجوز فيه التنازل عن الحقوق قال ابن عباس : فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز . وإذا كان الله في كتابه قد أمر "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ"  وإذا كان الصفح الجميل هو الصفح الذي لاعتاب فيه  لأن العتاب قد يوغر الصدور فمن باب أولى إلا يكون هناك لون من  المكايدات الإعلامية لاجترار ما سبق . أقول هذا وأنا أتابع المكايدات الإعلامية من الطرفين  وقد ساءني ما تعرضه الجزيرة من أن المصالحة تمت وما زالت الجزيرة باقية وأنها لم تغلق ولسان حالها ومقالها يصور أن مصر جاءت للصلح مرغمة وكذلك ساءني  الإعلام المصري بأقطابه المعروفة الذين ما زالوا مصرين على الإساءة إلى قطر متجاهلين الموقف المصري الرسمي الذي جاء في بيان خارجيته :"وأكدت الخارجية المصرية أن ذلك يأتي أيضا "من أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، ..، مع حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة انطلاقًا من علاقات قائمة على حُسن النوايا "واختتمت الخارجية المصرية بيانها قائلة: "تُقدّر مصر وتثمّن كل جهد مخلص بُذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وفي مقدمتها جهود دولة الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية".فإذا كان الخطاب الرسمي يؤكد على أنها دول شقيقة بما فيها قطر ويدعو إلى البناء على هذه الخطوة  المهمة وإذا كانت هذه الدول العربية جميعها سعت لرتق الفتق ورأب الصدع فمن باب أولى يجب على الإعلام  الممثل لوجهات نظر كل الأطراف أن يكون  داعما  لهذه المصالحة لا ساعيا في إفسادها  ولعله يكون بداية لرأب الصدع بين جميع أبناء المجتمع وإعادة اللُحمة الوطنية  وتضميد كل الجراح ورتق جميع الفتوق ورأب كل الصدوع بما يحقق لمصرنا ولمجتماعتنا العربية والإسلامية الخير  وإني كمسلم أتمنى أن يسود الحب والإخاء بين أبناء أمتنا العربية الإسلامية ولذلك أبارك هذه الخطوات وأتمنى أن يُبنى عليها وأن يكون هناك صدق في النوايا فاتمُّوا يتمم الله لكم و تفاءلوا الخير تجدوه فمن يتحرَّ الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه ولعل القادم بإذن الله هو الأفضل للجميع هذا ما أراه استبشارا بقول رب السموات والأرض : "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ"

تعليقات