هاني موسى يكتب: التمييز و ناره المُحرقة

  • راوية حسين
  • الثلاثاء 05 يناير 2021, 2:04 مساءً
  • 936
هاني موسى

هاني موسى


احفر البئر قبل أن تُصاب بالعطش ..نصيحة تربوية مهمة يقتضي الأمر أن نبدأ بها هنا ...

تقع كثير من الأسر فى أخطاء تربوية في تنشئتهم للأبناء ولأن الأسرة هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع والذي بدونها ينهار البناء كاملاً لذا لابد وأن يكون دورها أصيل وأساسى وصلب داعم لبناء الإنسان في ظل غياب تام فى هذا العصر العصيب لدور مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى من مدرسة ، إعلام،و دور عبادة ..الخ

فيبقى للأسرة النصيب الأكبر والأهم في تحمل هذه المسئولية . هناك أخطاء تربوية سنعرض لها تباعاً نبدأ أولاً ً بالتمييز في معاملة الأبناء وظهور الميل الشعوري من الآباء والمربين لأحد الأبناء دون بقية إخوته ... كأن يميل الأب أو الأم للكبير وإعطائه من الصلاحيات ما لا يُعطى لغيره أو العكس الميل للصغير والتجاوز عن كثير من أخطائه التي لا تُقبل من غيره بدعوى أنه الأصغر والإفراط في تدليله.

كذلك تمييز الولد الوحيد على بقية إخوته الإناث وهذا موروث -خاطئ - و شائع في مجتمعات وبيئات كثيرة ! أو العكس قد يحدث تمييز وتدليل الأنثى عن بقية إخوتها من الذكور . فما أثر ذلك نفسياً وتربوياً على الأبناء ؟ أهم الأثار السلبية هو انشغال الأبناء دوماً بتفسير أسباب التمييز وإهمال المذاكرة والعناد والرفض الغير مبرر.

لحقد والكراهية من جانب الأبناء لبعضهم البعض بل يصل الأمر حد كراهيتهم للآباء والأمهات وإعلان العصيان والتمرد الأسرى وقد يصل الأمر إلى الانحراف المجتمعي وارتكاب الجرائم اللأخلاقية التي يكون دوافعها نفسية غير مُعلنة ولنا في قصة سيدنا يوسف الصديق عليه السلام العبرة والمثل فما أقسى أن يلقى أبناء نبي  بأخيهم الصغير في  غيابات الجب لشعورهم بميل الأب له وعطفه عليه !! وقد نجد إنحرافات أخرى كالإدمان والسرقة وذلك إنتقاماً من تلك الأسرة والمجتمع غير العادل فيصاب الشاب أو الفتاة بتحقير قيمة الذات والنظرة الدونية لها ومن ثم الولوج إلى دهاليز وسراديب تتلقفه فيها خفافيش الظلام فيصبح أسيرها معدوم الهوية والإرادة ! ..إذاً التمييز ناره حارقة تأكل المجتمع بأسره لا الأسرة وحدها فما الحل ؟

الحل في المساواة والعدالة في كل الأمور المعنوية قبل المادية بين الأبناء وقد أرسى لذلك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عندما رأى رجلاً يُقّبل أحد ولديه في مجلسه فحثه على الفور على أن يُقّبل الآخر .

أما مادياً فقد جاء رجل ليشهد له الرسول على بيع ضيعته لأحد أبنائه فسأله إن كان قد كتب للجميع مثله فقال الرجل لا.. فقال له صلى الله عليه وسلم ..اذهب يا هذا فإني لا أشهد على جور . تلك هي المعضلة والداء و هذا هو العلاج فليتنا نحفر البئر قبل أن نُصاب بالعطش فدعونا لا ننتظر وقوع المشكلة ثم نعانى.

تعليقات