عَائش الْخَيْرَات.. شعر سلطان إبراهيم

  • سلطان إبراهيم
  • الإثنين 04 يناير 2021, 8:59 مساءً
  • 803
سلطان إبراهيم

سلطان إبراهيم


يَا رَوْعَةَ الْإِحْسَاسِ يَغْمُرُ خَاطِرِي ** فتهيمُ فِي أُفُقِ الْجَلَالِ مَشَاعِرِي

ونسيمُ ذِكْرَى الصَّالِحِينَ تَشُدُّنِي ** لِيَطُوفَ وِجْدَانِي بِرُوضٍ زَاهِر

وتحلُّ بِالوَاحِ الظَّلِيلِ جَوَانِحِي ** وأنيخُ رَحْلِي فِي اشْتِدَادِ الْهَاجِرِ

وَمَع الْحنَيْنِ أَطُوفُ أقْرَأُ صَفْحَةً ** سُطِرتْ مِنْ النُّورِ الْأَلِيقِ  الْبَاهِرِ

أَدْنو مِنَ الْحُجُرَاتِ . . تَسْأَلُ مُهْجَتِي ** عَنْ سِرِّ إشْرَاقٍ بِمِلْءِ خواطري

الْفَجْرُ يُسْفِرُ قُرْبَ حُجْرَةِ "عائشٍ " ** هَلْ مِثْلُ أمِّ الْمُؤْمِنِين لِنَاظِرِ ؟

مِن فَيْضِ سِيرَتِهَا الروَاءُ لظامئٍ ** وَالزَّادُ إنْ طَالَ الطَّرِيقُ بِسَائِرِ

مَا مرَّ بِي مِنْ مَوْقِفٍ إلَّا انْتَشَتْ ** رُوحِي بأشذاءِ الأَريجِ الْعَاطِرِ

الْحَرْفُ يَسْمُو وَالْمَعَانِي تزدهي ** أَنْ رُمتُ وصفًا لِلْوَفَاءِ النَّادِرِ

فحبيبةُ الْمُخْتَارِ بِنْتُ صَدِيقِهِ ** مَن عَاشَ فِي الدُّنْيَا أَعَزّ مُناصِرِ

مَا مِثْلُهُ أحَدٌ سَمَا إيمَانُهُ ** مِن بَيْن أَتْبَاعِ النَّبِيِّ الطَّاهِرِ

هُوَ أَوَّلُ السَّاعِينَ فِي دَرْبِ الْهُدَى ** وَرَفِيقُ هِجْرَتِهِ وَخَيْرُ مُؤَازِرِ

اللَّه زَوَّجَ بِنْتَهُ لِرَسُولِهِ ** وَحْيًا وإكرامًا لِذَاك الصَّابِرِ

جبريلُ" أَنْبَأ وَالنَّبِيُّ مُصَدِّقٌ ** هِيَ زَوْجَةُ الدَّارَيْنِ فَخْرُ عَشَائِرِ"

هِي " عَائِشُ " الْخَيْرَاتِ أحْرِزَتِ المُنَى ** بِزَوَاجِ أَحْمَدَ يَا لِسَعْدِ بَشائِرِ

فَنَبِيلَةُ الْأَخْلَاقِ حُبُّ فُؤَادُهِ ** مَنْ مِثْلُها فازتْ بِحَظٍ وَافِرِ؟

بِكْرٌ حَصَانٌ لَم تُزَّوجْ غَيْرُهُ ** كَمْ للرَّضِيةِ مِنْ جَلِيلِ مَآثِرِ

اللَّهُ فِي التَّنْزِيلِ بَرَّأَ ساحَهَا ** فَهِي الطَّهُورُ برغم إفْكِ الْفَاجِرِ

صِدِّيقةٌ تَرْضَى وتصبرُ حِسْبَة** لِلَّهِ لَمْ تَجْزَعْ لِهَوْلِ دَوائِرِ

وَحَفِيظَةُ الْأَسْرَارِ لَمْ تَخْتَرْ سِوَى ** مَا اخْتَارَهُ الْمَوْلَى بِقَلْبٍ شَاكِرِ

وتظلُّ تصطحبُ النَّبِيَّ بِغَزْوِهِ ** وَتَقِيهِ  وَقْتَ الرَّوْعِ طَعَنَةَ غَادِرِ

كَمْ فِي الْمُشَاهَدِ قَدْ سَقَتْ أَصْحَابَهُ ** وغدتْ تُدَاوِي كُلَّ جُرحٍ غَائرِ

هِي " عائشُ" الْإِحْسَانِ تِلْك فيوضُها **تروي الْفَيَافِي كَالسَّحَابِ المَاطِرِ

كَمْ عَطَّرَتْ مِن درهمٍ تَسْخُو بِه ** لِلَّه جَادَت مِثْل بحرٍ زَاخِرِ

رَوَّتْ غِرَاسَ الْخَيْرِ . . أَيْنَع وازْدَهَى ** وازْدَانَ مُخْضَلًا بِقَلْبٍ نَاضِرِ

وبِفِقْهِهَا شَهِدَ النَّبِيُّ المُصْطَفَى** نَعْمَ الدَّلِيلُ الْمُصْطَفَى للحَائِرِ

حَفِظَتْ أَحَادِيثَ النَّبِيِّ وبيَّنَتْ ** لِلنَّاسِ سِيرَتَهُ بِبَيْتٍ عَامِرِ

فَهِي التَّقيةُ والنَّقِيَةُ سِيرةً ** وَأَمِينِهٌ فِي سرِّهَا وَالظَّاهِرِ

هِي لِلشَّرِيعَةِ مِنْ مَصَابِيحِ الْهُدَى ** وَلَكَمْ أَضَاءَتْ مِن قُرىً وحواضِرِ

وبِحِجْرِهَا رَحْلَ النّبِيُّ مُوَدِّعًا **هذي الْحَيَاةَ لوعدِ ربٍّ قَادِرِ

نالَتْ رِضَاءَ حبيبِهَا يَا سعدَهَا ** فِي حُسْنِ طَاعَتِهَا وَلَطُفِ تعاشرِ

يَا وَيْحَ مَنْ جَحَدَ الشَّرِيفَةَ فَضْلَهَا ** مَا نَالَهَا بِالسُّوءِ غَيْرُ الْخَاسِرِ

مِنْ بَعْدِ أَنْ شَهِدَ الْآلَهُ بِطُهْرِهَا ** هَل يَجْحَدُ التَّنْزِيلَ غَيْرُ الْكَافِرِ ؟

مِن نَبَعِ خَيْرِ الْخَلْقِ عَاشَتْ تَسْتَقِي ** وَحَيَاتُهَا تَبْقَى حِداءَ مُسَافِرِ

مَا مِنْ سيبلٍ كَي أُوَصِّفَ فَضْلَهَا ** لَوْ صَارَ تبيانِي كَسَيْلٍ هادِرِ

لَوْ كَانَ لِي حَرْفٌ مِنْ الْأَنْوَارِ مَا ** وفَّى وَلَو مُلِأَت صَحّافُ الشَّاعِرِ

تعليقات