حسان بن عابد: المهارات الغريزية في عالم الحيوان دلالة واضحة على العناية الإلهية (فيديو)
- السبت 23 نوفمبر 2024
فيلم الحريف لعادل إمام
يعد فيلم "الحريف" الذي أنتج سنة 1983 واحدا من أهم الأفلام في تاريخ
المخرج الراحل محمد خان، وفارس بطل الفيلم ليس شخصية خيالية بل هو شخصية حقيقية، واسمه
سعيد الحافي من منطقة مدينة العمال بإمبابة، وكان الحافي واحدا من أحرف وأشهر الذبن
مارسوا اللعب بالكرة الشراب، بل كان يعد بمثابة نجم زمانه ومن الأساطير في هذه اللعبة.
وفي تحقيق لمجلة الشباب في العدد رقم 448 كتب الصديق الصحفي وليد فاروق محمد عن سعيد الحافي، وذكر أنه لفت أنظار مكتشف النجوم في الأهلي
قديما الكابتن عبده البقال، وأن الحافي أجرى الاختبارات وقتها، ولكنه حينما ارتدى حذاء
الكرة لم يؤد بالمستوى المطلوب، ولذلك فقد طلب أن يخلع الحذاء واللعب حافيا، وحينما
خلع الحذاء ولعب حافيا أبدع وأذهل الحاضرين وقتها، ولكن لأنه لم يكن من المعقول أن
يقوم باللعب حافيا، فقد تعثر مشروع انضمامه للنادي الأهلي.
بينما يقول سعيد الحافى: إنه لم يلعب للنادي الأهلي في ذلك الوقت، لأن مرتب
لاعب الكرة في ذلك الوقت كان 17 جنيها فقط في الشهر، بينما كان هو يكسب من لعب الكرة
الشراب 10 جنيهات في المباراة الواحدة، كما قيل إنه لم ينضم أيضا لنادي الترسانة لنفس
السبب.
وفارس بطل الفيلم كان عاملا في أحد المصانع، وكان يهوى لعب الكرة الشراب وأهمل
بيته وعمله بسبب هوايته هذه، مما تسبب في هجر زوجته له وحصولها على الطلاق، بينما كان
الحافي في الواقع عاملا بشركة الكبريت، وقد ظل يلعب بالكرة الشراب طوال 40 سنة، وبسببها
ترك الدراسة، وعلى عكس الفيلم لم يتزوج سعيد الحافي في الحقيقة.
والطريف أن لاعب الكرة الشراب كابتن محيي أراجوز قد أعلن أنه هو فارس الحريف،
وأن المخرج محمد خان قد استعان به ليؤدي بعض الحركات بالكرة أمام الكاميرا، ولكن المخرج
محمد خان أنكر ذلك في تعليق له على صفحة "تراث مصري" حينما نشرت هذا الموضوع
بها لأول مرة في 5 مارس سنة 2016، وقال يومها إن الفنان عادل إمام هو من قام بتصوير
مشاهد الفيلم كلها، ولم تتم الاستعانة بأحد غيره لأداء أي مشاهد بدلا منه.
والمعروف أن الفنان أحمد زكي كان هو المرشح الأول لبطولة فيلم "الحريف"،
ولكن لم يكتمل هذا المشروع لحدوث خلاف في وجهات النظر بين الفنان أحمد زكي والمخرج
محمد خان، والذي بدوره رشح الفنان عادل إمام لأداء دور فارس بطل الفيلم.
ولكن لم ينجح فيلم "الحريف" على المستوى الجماهيرى وقت عرضه، وذلك
لأن جمهور الفنان عادل إمام دخل الفيلم وهو يبحث عن الإفيهات الكوميدية والأكشن الذي
اعتاد عليه من البطل، وفوجئ الجمهور وقتها بأن بطل الفيلم يقوم بالتمثيل بجدية، بل
و يتم ضربه في أحد مشاهد الفيلم، ورغم ذلك ومع الوقت فقد أصبح هذا الفيلم حاليا له
جماهير عريضة، تنتظر عرضه على القنوات الفضائية لتشاهده وتتابع أحداثه في شوق ولهفة.
ورغم مرور ما يقرب من 38 سنة على عرض فيلم "الحريف"، إلا أننا ما
زلنا نتذكره ونتذكر مشاهده الجميلة، مازلنا نتذكر كلام فارس الحريف وكلمته الشهيرة
في الفيلم: "ملعون أبو الفقر"، وما زلنا نتذكر كلماته التي قالها للسمسار:
"ياترى الرهان على الحريف القديم ولا الجديد؟"، وكذلك الجملة التي قيلت آخر
الفيلم: "راح زمن اللعب خلاص".