باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الدكتور عبد الحليم منصور عميد كلية الشريعة والقانون
دعا الدكتور عبد الحليم منصور أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون بالأزهر الشريف إلى عمل استراتيجية لمواجهة الإلحاد وذلك في مقاله المنشور بموقع صوت الأزهر التابع لمشيخة الأزهر الشريف والذي يرأس تحريره الكاتب الصحفي أحمد الصاوي.
وأوضح منصور أننا نشهد تنامياً لظاهرة الإلحاد وخصوصاً بين الشباب ويرجع ذلك إلى انتشار فكر العولمة وهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي وتطورها اللافت، فضلاً عن تقديم جماعة الإخوان خلال السنة التي حكمت فيها صورةً مشوهة للدين الإسلامي عملت على تنفير الشباب عبر ممارسات قبيحة ومتاجرة بالدين.
وأشار منصور إلى أن ظهور الإلحاد وانتشاره لا يعني التسليم بالأمر الواقع وأنه لا يوجد حل ولا علاج فالأزهر الشريف مهمته تقديم الحلول الناجعة لأزمات المجتمع وتلك هي رسالته والأزهر على مدار التاريخ لم يتخلَّ عن واجبه أبدا.
ودعا منصور إلى إطلاق قناة فضائية تابعة لمشيخة الأزهر تنطق باسمه وتتحدث بلسانه وتوضح للعالم أجمع عقيدتنا الإسلامية الواضحة وسماحة ملتنا القويمة التي قال عنها ربنا سبحانه وتعالى "إن الدين عند الله الإسلام"، كما دعا إلى تفعيل دور المسجد وأن يهتم الأئمة والخطباء بالرد على الملاحدة وما يثيرونه من شبهات حتى يذودوا عن حياض الإسلام ويمنعوا شبهات المارقين من التغذي على عقول الشباب، وعلى الأزهر أن يزود أئمة الأوقاف بالكتب والمؤلفات والمواد العلمية اللازمة لتوسيع آفاقهم وزيادة معارفهم حتى يكونوا على أتم الاستعداد لمواجهة كيد الكائدين.
بالإضافة إلى ما سبق أوضح منصور أنه لا بد من قيام الأزهر والأوقاف بعقد دورات تدريبية متتابعة للأئمة والخطباء لاسيما الجدد منهم لتدريبهم على كيفية مواجهة هذا النوع من الفكر المنحرف، واستنفار هممهم لمواجة طغيان الباطل، وقال منصور: لابد من إعداد خطة استراتيجية سنوية - تشترك فيها الدولة والأزهر - تتضمن إقامة لقاءات حوارية مفتوحة، وندوات، للشباب الأزهرى وغيره، فى جامعة الأزهر، وغيرها من جامعات مصر فى ربوع القطر ، ويدعى إليها العلماء الراسخون ، وهذا من شأنه أن يقوى جسور الثقة، بين علماء الأزهر، وجميع الناس، وأن يعيد الشاردين، والواقعين تحت تأثير الإلحاد إلى حضن الأزهر المجيد، لتنسجم اللحمة الوطنية بين الجميع، ولتكون مصر عصية على الاختراق من أى فكر منحرف أو متطرف.
وأكد منصور أن الخطر كل الخطر يكمن فى عدم إقامة لقاءات حوارية مفتوحة فى شتى جامعات مصر والوطن العربى والإسلامى، وتجاذب أطراف الحوار مع الشباب، والاستماع بإصغاء إلى أفكارهم ومحاولة اقتيادهم إلى رحاب الوسطية رويدا رويدا، أما تركهم وعدم التحاور معهم فمن شأنه أن يوقعهم فى حبائل الملحدين، أو المتشددين، لتقع بعد ذلك الواقعة، وتحل الكارثة، ونصحو بين عشية وضحاها على صاعقة جديدة وطامة كبرى من هنا أو من هناك.
ودعا منصور أيضاً إلى تزويد المعاهد الأزهرية والمدارس والجامعات بمكتبات علمية مع مراعات اختيار نوعية الكتب بحيث تلائم المراحل العمرية للشباب وعقلياتهم ولا تكون صعبة عليهم.
وطالب منصور بإنتاج برامج دينية يقوم بالإشراف عليها الأزهر بعلمائه المخلصين فى كل القنوات الفضائية، وكذا فى الإذاعات المختلفة، وكذا إفراد مساحات فى الإعلام المقروء، يتاح للأزهر ورجاله الأكفاء من خلال كل ذلك عرض الإسلام فى ثوبه الأنيق، ومواجهة الفكر المنحرف، الأمر الذى يؤدى إلى القضاء على كل ما من شأنه تشكيك الناس فى دينهم أو عقيدتهم.
وأخيراً طالب عميد الشريعة والقانون بإنشاء لجنة علمية من شيوخ أفاضل لمواجهة الإلحاد بالتعاون مع دار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية.