وسيم الزاهد يكتب: الله

  • وسيم الزاهد
  • الإثنين 28 ديسمبر 2020, 01:36 صباحا
  • 994
الإلحاد الجديد

الإلحاد الجديد

منذ العديد من القرون يسير الكون في نسق فائق الصنع محكم الانضباط لا يكل ولا يمل ما فيه من أداء الوظيفة التي هو موجود من أجلها وكأن قوى خفية تسيطر على ذمام الكون بما فيه، قوية بما يكفى لتمنع الشمس من أن تحرق ما حولها من كواكب، رحيمة بما يكفى لتجعل الفرس ترفع حافرها عن ابنها كي لا تطأه، مهيمنة بما يكفي لئلا يسبق الليل النهار ولا النهار الليل، حكيمة بما يكفي لتعود صغار ثعابين الماء من مثلث برمودا بعد أن تخرج إلى الحياة إلى نفس المكان الذي أتت منه أمهاتها لتضع بيضها.

 كل إنسان لا يرى في هذا الكون قوة هي أقوى ما تكون، عليمة هي أعلم ما تكون، حكيمة هي أحكم ما تكون، رحيمة هي أرحم ما تكون، هو إنسان حي ولكنه ميت.(ألبرت أينشتاين)

و انطلق ذو العقول النابغة في رحلات البحث عن أصل هذه القوى التي هى الأحق بالألوهية والربوبية والأحق بأن تعبد دون سواها، وفي ذلك قال فولتيير: "إنى أجهل كيف تكونت وكيف ولدت، وقضيت ربع حياتى وأنا أجهل تماماً الأسباب لكل ما رأيت وسمعت وأحسست، وكنت ببغاء تلقننى ببغاوات أخرى، ولما حاولت أن أتقدم فى الطريق الذى لا نهاية له، لم أستطع أن أجد طريقاً معبداً ولا هدفاً معيناً، فوثبت وثبة أتأمل الأبدية ولكننى سقطت فى هوية جهلى".(المعجم الفسفي)

وفي إحدى هذه الرحلات قدِمَ رجلٌ إلى الإمام جعفر الصادق، وقال له:

دلّني على ربي.

فقال الإمام: يا هذا هل ركبت البحر ؟

قال: نعم

قال الإمام: وهل انكســـرت بك السفينة ؟

قـال: نعم

قال الإمام: هل تعلق قلبك بشيء حيث لا سفينة تنجيك، و لا سباحة تغنيك؟

قال: نعم

قال الإمام: فهل شعرت بأن ثمّة قوة تنجيك؟

قال: نعم

قال الإمام: فـذاك هو الله.


يتبع...

 

 

 

تعليقات