رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

4 ساعات ساخنة حول "المهزوز" بملتقى السرد.. عمل فني أم كتابة أطفال؟

  • جداريات 2
  • الأحد 28 يوليو 2019, 02:43 صباحا
  • 1149
جانب من الندوة

جانب من الندوة

على مدار أربع ساعات متصلة وساخنة أثارت رواية المهزوز للكاتب نشأت المصري الجدل في ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، حيث هناك من نَزَع عن العمل فنيته الروائية، واعتبره نوعا من الكتابة يصلح للأطفال أو ربات البيوت، وهناك من اعتبره عملا روائيا جيدا، في حين رآه آخرون رواية عادية ومتوسطة القيمة.

 

عمل أطفال

في البدء قدمت الإعلامية والناقدة نهى الرميسي ورقة نقدية حول الرواية وقفت من خلالها على مواطن ضعف فني في الرواية، مؤكدة أنها تصلح لأن تكون كتابة موجهة للأطفال أو ربات البيوت.

وبدأت الرميسي ورقتها النقدية بالوقوف عند العتبة الأولى للرواية وهي العنوان، حيث أكدت أن العنوان جاء مباشرا وكاشفا لما داخل للرواية ومنذ قراءة العنوان يتشبع القارئ بما في الرواية، بحيث لم يبق الكثير كي يُقرأ بعد العنوان، فليس به أي دلالات رمزية أو تشويقية.

وأضافت الرميسي أن الكاتب صنع شخصية ذات كثافة سيكولوجية، لذلك يتكئ السرد على مونولوج ومناجاة نفسية مبررهما خوفه وتردده، وعدم شجاعته في اتخاذ القرارات الفردية، لكن الكاتب أضاع على نفسه فرصة استغلال هذه الشخصية وجاء المونولوج غير موفق لأن الكاتب لم يترك أي فضاءات للقارئ عندما استخدم جملا تقريرية واستنبط الحكمة بشكل مباشر، فجاء المونولوج دون إضافة للنص أو للقارئ.

ولفتت "الرميسي" إلى أن الغريب في الرواية أن "أكرم" وهو الشخصية الرئيسية في الرواية وهو المقصود بوصف "المهزوز" كان أكثر الشخصيات استواء في الرواية، ويتضح ذلك من خلال قيامه بعلاج الطلاب والمعاقين في المدارس وأنه كان عطوفا حنونا مع أبنائه رغم عقوقهم له وعطوفا مع زوجته، فكيف يكون مهزوزا إذا؟ مستطردة: الكاتب لم يعمق شخصية أكرم كمريض نفسي، ولا ترك مفاجأة سائغة تصنعها هذه الشخصية وسط بقية شخصيات الرواية.

وحول الحدث أكدت أن أحداث الرواية عادية، إضافة إلى أنها على غزارتها وكثرتها جاءت غير منتظمة، كما أن زمن الرواية استغرق فترة زمنية طويلة لكننا وجدنا شخصيات بقيت كما هي لم نشهد لها أي تطور عمري من أول الرواية إلى نهايتها، مثل شخصية نرمين التي بقيت طفلة من بداية الرواية إلى آخرها، مختتمة أن الرواية سطحية، وتصلح أن تكون عملا للأطفال أو موجها إلى ربات البيوت.

 

 

الهاجس التقويمي وثوب الوعظية

 

منطلقًا من نظرية موت المؤلف لرولان بارت قدم الناقد الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس قراءة نقدية للرواية، أكد خلالها إلى أن نشأت المصري تأثر فيها بروح المربي ذات الهاجس التقويمي الأخلاقي الذي مثله أكرم  بطل الرواية، فأكرم في الرواية يريد أن يصلح العالم، ويصدر طاقة أمل من خلال أنه يرد على من اتهموه بالفشل بالنجاح، وهو أمر يردنا إلى طه حسين في "الأيام" التي صورت رحلة كفاح طه حسين التي يريد نشأت نقل صورة مشابها له في روايته "المهزوز".

وأضاف "عقل" أن قماشة الرواية كانت من الممكن أن تصنع شيئا جديدا، لكن الخط الدرامي جاء شاحبا وتوقفت عجلة السرد عند الدوران في عدة مقاطع من الرواية، كما أن تحول البطل أكرم إلى مربٍّ صريح داخل الرواية أضعف الرواية لأنه ألبسها ثوبًا وعظيًّا.

وعن النهاية رأى عقل أنها كانت يجب أن تتوقف قبل النهاية الحالية، وتحديدًا بمشهد الكمين، وخاصة قول أكرم البطل لضابط الكمين: "لا بد أن أعبر حالا" مختتما: لكننا وجدنا الكاتب اختتم النص بحدث غير منطقي وغير مفهوم وهو نهاية رحيل الابنة "نرمين".

 

جدلية النهاية.. والموت المفاجأة

وشهدت الندوة مداخلات وصلت إلى 11 مداخلة احتدم الخلاف فيها حول الرواية، ومنها مداخلة الشاعر سلطان إبراهيم الذي اختلف مع الدكتور حسام عقل في النهاية ورأى أن ختام الرواية بمشهد موت "نرمين" جاء مناسبا جدا، وكأن الكاتب يريد أن يقول لنا إن نهاية الاهتزاز هو الموت والفقد، كما أكد أن لغة الرواية في مواضع منها جاءت شاعرية.


فيما أثنى الناقد الدكتور علي ضيف على الرواية، مؤكدا أن بها ابتكار كثير من الصور الجديدة، ومنها مثلا "تضبط أمي يدي كما كأنها تضبطها بطريقة برايل"، كما أنها اعتمدت في مواضع منها على تراسل الحواس.

وأضاف ضيف أن الرواية تصنف على أنها رواية اجتماعية كشفت الكثير من أمراض المجتمع، مثل الفساد والرشوة ومحاربة العربي للعربي، واعتمد فيها الكاتب على السرد المباشر والمونولوج وعنصر المفاجأة  وكان الموت هو بطل المفاجأة في هذه الرواية.

 

فيما رحب الكاتب نشأت المصري بجميع القراءات التي جاءت في الندوة، مؤكدا أنه دون جميع الملاحظات التي أبداها الحضور حتى يستفيد منها، لكنه اعتبر بعض القراءات متجنية على العمل، ومنها قراءة الإعلامية نهى الرميسي، لكنه اختتم بأن شكرها على قراءتها العمل.

تعليقات