د. شريف شعبان يكتب: "الكاتب المصري" أعظم مهنة في التاريخ

  • د. شيماء عمارة
  • الأحد 27 ديسمبر 2020, 01:20 صباحا
  • 1438
الكاتب د.شريف شعبان

الكاتب د.شريف شعبان

كانت وظيفة الكاتب في مصر القديمة من أهم الوظائف والتي كانت تنال احترام كل طبقات المجتمع حيث لابد للكاتب أن يكون متعلما ولذلك كانت تلك الوظيفة مقتصرة في بداية الأمر علي أبناء الملوك وكبار رجال الدولة حيث كان الكاتب في مصر الفرعونية يعتبر حامل لواء الثقافة والمعرفة ويدل علي هذه الأهمية أن الملك نفسه بعد موته يصبح كاتب للإله "رع"، وارتبطت وظيفة الكاتب بالكهانة في مصر الفرعونية فكثيرا من الكهنة كانوا يقومون بالعديد من الوظائف الكتابية في المعبد وربما كانت الكهانة أحد المواد التي يدرسها الكاتب في المعبد ، وبما أن أبناء الملوك يقومون بوظيفة الكاهن عند دفن آبائهم حيث يقومون بإتمام شعائر الدفن لذلك كانوا يصوروا في هيئة الكتبة حيث عثر لـ " كاو عب  "أبن خوفو علي ثلاث تماثيل تمثله في هيئة الكاتب و وغيره من أمراء الأسرة الرابعة ، ويدل علي مكانه هذه الوظيفة ما ذكره حور محب علي تمثاله الشهير بهيئة الكاتب حيث ذكر العديد من الصفات التي تميز بها ومنها :



1- الذي يثبت القوانين للملك.

2- ماهر الكلام .

3- العارف بكل الأمور .

4- قائد الكل .

5- ناصح لسيد الأرضين .

ومما يدل علي مكانة هذه الوظيفة أن الملك حور محب أحتفظ بتماثيله التي تمثله في هيئة الكاتب بعد أن أصبح مللك لمصر في نهاية الأسرة الثامنة عشر .

ونعرف أن الكاتب كان هو الشخص المسئول عن فرض الضرائب علي قطري مصر الشمالي والجنوبي وكان مشرفا علي جمعها وبالتالي كان معفي من دفع الضرائب المفروضة علية ،وصور الكاتب علي العديد من المقابر وهو يقوم بحساب أموال وممتلكات ضياع الملك والأوقاف التي يتم وقفها علي المعبد .

وارتبطت الكتابة في مصر الفرعونية بالعديد من الآلهة المصرية وأهمها علي الإطلاق الإله "جحوتي" إله العلم والكتابة عند المصري القديم حيث وجدنا العديد من التماثيل التي يتواجد بها الكاتب وبجواره الإله جحوتي في هيئة القرد وكأنه هو الملهم للكاتب ومن أجمل تلك التماثيل تمثال الملك "رمسيس السادس" المعروض حاليا بمعرض مجد طيبة الملحق بمتحف الأقصر حيث يصور الملك رمسيس السادس في هيئة الكاتب وأعلي رأسه نجد القرد رمز الإله "جحوتي"، وعادة ما نجد الإله جحوتي في المناظر الدينية يصور وهو بهيئة آدمية ورأس أبو منجل ممسكا بقلم الكتابة وورقة البردي يسجل عملية وزن القلب من أمام الإله "أوزير" إله العالم الأخر، وأرتبط أيضا بالكتابة ووظيفة الكاتب العديد من الآلهة أمثال الإلهة سشات ربة الحساب والكتابة عند المصري القديم والإلة بتاح.


أما الوضع الذي اشتهرت به تماثيل الكتبة ظهر من عصر الدولة القديمة واستمر بدون تغيير حيث يظهر عاقدا ساقية من أسفله ويفرد علي قدميه لفافة البردي يمسكها بيده اليسري بينما يده اليمني يمسك بها ريشة أو قلم الكتابة والذي غالبا لا نجدة حيث يكون مفقود وأحيانا يصور بالهيئة الرسمية أو بالهيئة الواقعية وعادة ما يصور الكاتب وهو ينظر نحو الأمام في نظرة كلها اهتمام انتظارا لما سيملي علية ليستعد لكتابته وأحيانا يمثل وهو ينظر إلي أسفل هو هنا لا يكتب ولكنة يقرأ من البردية الموضوعة علي ساقية واشتركت تماثيل الكتبة في مصر القديمة بدء من عهد الدولة القديمة وطوال التاريخ المصري القديم بأن إسم صاحب التمثال لا يُكتب علي جسده ولكن يُكتب الإسم علي القاعدة تكريماً لمكانته.


تعليقات