مصطفى إسماعيل.. 42 عامًا على رحيل مغرد السماء

  • د. شيماء عمارة
  • الأحد 27 ديسمبر 2020, 00:03 صباحا
  • 983
الشيخ مصطفى اسماعيل

الشيخ مصطفى اسماعيل

تمر اليوم الذكرى الـ 42 لرحيل أحد أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم.. الشيخ مصطفى إسماعيل، والذي أتقن المقامات وقرأ القرآن بأكثر من 19 مقاماً بفروعها وبصوت عذب وأداء قوي.

وقد عُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة والتجويد وكان أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية دون أن يمتحن فيها واختاره الملك فاروق قارئاً للقصر الملكي وكرَّمه عبدالناصر وأخذه معه السادات في زيارته للقدس.

ولد الشيخ مصطفى إسماعيل عام 1905 بقرية ميت غزال  بمحافظة الغربية المصرية، وحفظ القرآن في القرية، وكان جده هو أول من اكتشف جمال صوته، فطلب من الشيخ إدريس فاخر، تعليمه، واصطحبه جده في زيارة لمدينة طنطا وقرأ قبل صلاة الظهر فأبهر الحاضرين وكان من بينهم طالب في المعهد الأحمدي بمسجد سيدي أحمد البدوي، فاقترح على الجد أن يلحقه بالمعهد ليتعلم القراءات وفنون التجويد وبدأ يتحول إلى حديث الناس وهو في الـ16 من عمره بعد قراءاته مع بعض المشاهير في سرادق للعزاء حضره سعد باشا زغلول، فكانت فاتحة خير على الوافد الجديد إلي دولة التلاوة.

أطلق على الشيخ مصطفى إسماعيل مجموعة من الألقاب منها: مغرد السماء، قارئ الملوك والرؤساء، عبقري التلاوة، ملك المقامات القرآنية، وصاحب الحنجرة الذهبية، فكان مع الشيخين محمد رفعت وأحمد ندي يمثلون قمة قراء دولة التلاوة المصرية.

ذاعت شهرته في أنحاء محافظة الغربية والمحافظات المجاورة لها ونصحه أحد المقربين منه إلى الذهاب إلى القاهرة وبالفعل ذهب إلى هناك والتقى بالشيخ محمد رفعت عام 1922، في عزاء أحد الأصدقاء بالقاهرة ويدعى القصبي بك، وكان اللقاء فاتحة خير عليه، حيث استدعى أهل المتوفى الشيخ محمد رفعت لإحياء تلك الليلة، ولما انتهى الشيخ رفعت من قراءته ترك مكانه لهذا القارئ الشاب ليقرأ، والذي لم يكن يعرفه، حسب رواية نجل الشيخ المهندس وحيد مصطفى إسماعيل.

وعندما بدأ الشيخ مصطفى في القراءة، انبهر الشيخ رفعت به وبقراءته، طالبا منه أن يستمر في التلاوة، فظل يقرأ مدة تزيد على الساعة ونصف الساعة وسط تجاوب الحاضرين وإعجابهم، ولما انتهى قبّله الشيخ محمد رفعت وهنأه، وكانت إشادة الشيخ محمد رفعت بمثابة شهادة رفيعة من قيثارة السماء للشيخ مصطفى إسماعيل، ثم قدّمه في اليوم التالي ليقرأ في احتفال تغيب عنه الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي لظرف طارئ وأعجب به الحاضرون. وسمعه الملك فاروق وأعجب بصوته وأمر بتعيينه قارئاً للقصر الملكي على الرغم من أنه لم يكن قد اُعتُمدَ بالإذاعة.

زار الشيخ مصطفى إسماعيل 25 دولة عربية وإسلامية، أبرزها القدس عام 1960، وقرأ القرآن الكريم في المسجد الأقصى في إحدى ليالي الإسراء والمعراج.

حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الامتياز عام 1985 من الرئيس مبارك، و وسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، و وسام الفنون من تنزانيا. وقد تلقى الشيخ إسماعيل الدعوات والطلبات من دول عربية وإسلامية للقراءة فيها، فلبّى تلك الدعوات، وسافر إلى العديد من تلك الدول، وقرأ فيها.

رحل الشيخ مصطفى عن عالمنا فى 26 ديسمبر 1978 وأقيمت له جنازة رسمية يوم الخميس 28 ديسمبر 1978 ودفن في مسجده الملحق بداره في قرية ميت غزال بالسنطة بمحافظة الغربية.

تعليقات