صلاح جاهين.. كيف سقط صاحب البهجة في براثن الاكتئاب؟

  • أحمد حماد
  • السبت 26 ديسمبر 2020, 00:05 صباحا
  • 497
صلاح جاهين

صلاح جاهين

عبر بكلماته ومشاعرة الصادقة عن أحلام وآمال البسطاء، فاستحق ابن شبرا الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، لقب الشاعر الكبير وفيلسوف الفقراء، إنه صلاح جاهين.

على مدار سنوات نشاطه، نسج محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، ملحمة نادرة الوجود في تاريخ الثقافة المصرية والعربية، من خلال عشرات الأعمال الإبداعية في الشعر، والكاريكاتير، والفنون التشكيلية، والتليفزيون، والسينما، وكل فروع الفن.

قدم جاهين أكثر من 160 قصيدة، من أشهرها "على اسم مصر"، و"تراب دخان" التي ألفها في يونيو 1967، إضافة إلى أوبريت الليلة الكبيرة، الذي يعتبر أشهر أوبريت للعرائس في مصر.

صاحب أول نشيد وطني

وبحسب تصريحات للشاعر الكبير جمال بخيت، يعد جاهين، مؤلف أول "نشيد وطنى" في تاريخ مصر.

وأوضح بخيت خلال مداخلة هاتفية لـ برنامج «صباح الخير يا مصر»، الذي يعرض عبر القناة الأولى: «هناك قرار جمهوري صدر في عام 1960 باعتبار والله زمان يا سلاحي أول نشيد لمصر وذلك بعدما جرى عقد نحو 5 مسابقات منذ عشرينيات القرن الماضى ولم تسفر عن شىء».

أعمال خالدة

عمل جاهين محرراً في عدد من المجلات والصحف أبرزها روز اليوسف، وصباح الخير، والأهرام، وحرص على رسم الكاريكاتير، الذي أدخل من خلاله البهجة على قلوب المصريين.

كتب جاهين سيناريو فيلم "خلي بالك من زوزو" والذي يعتبر أحد أكثر الأفلام رواجاً في السبعينيات، كما كتب أيضاً أفلام: أميرة حبي أنا، شفيقة ومتولي والمتوحشة، وشارك بالتمثيل في شهيد الحب الإلهي عام 1962، ولا وقت للحب عام 1963، والمماليك 1965، واللص والكلاب 1962.

براثن الاكتئاب

سقط جاهين في براثن الاكتئاب، لمعاناة شخصية ومجتمعية، بدأ على خلفيتها في كتابة مجموعة من الأعمال.

وعن سنوات صلاح جاهين الأخيرة، يقول الكاتب محمد بغدادي: إن جاهين في الفترة الأخيرة كان لا يكف عن العطاء وتبنى كل المواهب الشابة، لكن الاكتئاب كان يمكن تلخيصه بأن حلمه الكبير ضاع منه، وأنه اتهم بتزييف وعي الناس حول هزيمة 1967، وأثر هذا فيه كثيرًا لأنه كان مؤمنًا ومصدقًا في هذا الحلم الذي كان حقيقيًا وليس خيالًا»، مؤكدًا أنه لم يكن مزيفًا لوعي الجماهير لكنه كان معهم في هذا الحلم.

وأكد: «لما تقرب من صلاح جاهين تكتشف أنه ليس مكتئبًا لكنه مقبل على الحياة لكن تجد بداخله غصّة وحزن ما، وما زاد حالة الاكتئاب هو أنه عندما فقد 40 كيلوجرامًا من وزنه لإجراء عملية جراحية قال إنه أصبح لا يعرف نفسه عندما ينظر في المرآة».

 

رباعيات جاهين

وتعد الرباعيات، قمة أعمال جاهين الإبداعية، حيث تجاوزت مبيعات إحدى طبعاتها عن هيئة الكتاب أكثر من 125 ألف نسخة في أيام قليلة.

ولحن سيد مكاوي "الرباعيات"، وغنها علي الحجار، لتبقى سيرة عطرة، شاهدة على مسيرة الشاعر الكبير وفيلسوف الفقراء صلاح جاهين، التي لم ولن تنسى.

 

تعليقات