بنجلاديش تواصل نقل لاجئي الروهينجيا قسريًا إلى جزيرة في خليج البنغال

  • أحمد عبد الله
  • الخميس 24 ديسمبر 2020, 07:58 صباحا
  • 569
مسلمو الروهنجيا

مسلمو الروهنجيا

بنجلاديش تنقل لاجئي الروهينجا قسريًا إلى جزيرة في خليج البنغال

روهنجيون: المكان غير صالح للحياة.. والمنطقة معرضة للفيضانات في كل لحظة



أثار إعلان السلطات في بنجلاديش، بدء نقل لاجئي الروهنجيا إلى جزيرة بهاسان شار في خيج البنغال، استياء واسعًا لدى مسلمي الروهنجيا المهجرين من إقليم أراكان في ميانمار، إلى مدينة كوكس بازار الساحلية البنغالية، حيث تحفظ اللاجئون على طريقة نقلهم قسرًا، إلى مكان غير مأهول بالسكان.

وأعلنت الحكومة البنغالية رسميًا عن ترحيل عدد كبير من لاجئي الروهنجيا، وأن البقية ستتبعهم، في إطار خطة أعدتها الحكومة لنقلهم تدريجيا، حيث تم نقل 384 رجلا و464 امرأة و810 طفلا حتى الآن.



من جانبه، يقول نور الله شيخ يوسف، الباحث الروهنجي المقيم في القاهرة، إن شرطة بنجلاديش بدأت بالفعل بنقل اللاجئين بطريقة غير آدمية، وإلى منطقة في وسط البحر، غير مأهولة بالخدمات ولا السكان، بالإضافة إلى أن وجودها وسط البحر في خليج البنغال يجعلها أكثر تعرضا للفيضانات الضخمة.

وأضاف يوسف ، أن مسلمي الروهنجيا طلبوا من المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان رجوعهم لبلادهم وبيوتهم، في بداية فصل الشتاء، قبل حدوث كوارث جديدة بسبب الفيضانات في مدينة كوكس بازار الساحلية، ففوجئنا بالقرار الأسوأ والأصعب على الإطلاق، بنقل اللاجئين قسريا لمكان أسوأ من الأول، وهو خليج البنغال.

وتابع، إن الحيوانات لها كرامة أكبر منا، فلها مؤسسات عالمية تدافع عنها، أما مسلمو الروهنجيا فلا يذكرهم أحد، ويتصرفون في مصائرهم بطريقة غير آدمية، وكأننا مجموعة من الدمى، يحركوننا بإدراتهم إلى حيث يشاءون.

وأوضح الباحث الروهنجي، إلى أن طريقة الترحيل جاءت بشكل قاس للغاية، حيث تم حشد العائلات الرجال مع النساء والأطفال في عشر أتوبيسات فقط، تم التوجه بهم إلى ميناء شيتاغونج، ثم إلى جزيرة بهاسان شار، وهي جزيرة حديثة، لم تظهر من مياه البحار إلى منذ أعوام قليلة، مما يعني احتمالية غرقها في أي لحظة.



وفي نفس الصدد يقول حبيب الرحمن بن رفيق الإسلام، الباحث البنغالي المتخصص في شئون الأقليات المسلمة، إن عملية الترحيل الحالية هي عملية غير إنسانية.

وأضاف حبيب الرحمن، أن الحكومة في بنجلاديش صرحت بأن عملية النقل طوعية، وليست بالإكراه، إلا أن الحقيقة أنها بالإكراه، وأن لاجئي الروهنجيا كان مطلبهم بالعودة إلى ديارهم، أو بناء مخيمات تتحمل أمطار ورياح الشتاء.

وتابع، لم يطلب أحد النقل، ولو كان هذا هو مطلب بعض اللاجئين، فهم يطلبون الخروج إلى الأفضل بدلا من الموت البطيء الذي يعيشونه في كوكس بازار، أما الجزيرة الجديدة التي سيتم الترحيل إليها هي أشد قسوة وصعوبة مما هم فيه الآن.

وأوضح رفيق الإسلام، أن الجميع يعلم، أن هذه المنطقة هي أكثر عرض للفيضانات والأعاصير، وأنها في منتصف الماء، وأن الأمم المتحدة أصدرت بيانا رسميا أكدت فيه ذلك، وأكد فيه أن عملية الترحيل لا بد وأن يسبقها عملية تقييم شامل، وفحوصات طبية ووقائية، واختبار سلامة المنطقة للإقامة.

وأشار الباحث البنغالي، إلى أن الحكومة في الحقيقة لم تستجب لتلك البيانات، وقامت بنقل اللاجئين دون أية استعدادات مسبقة، في ظل انتشار جائحة كورونا، التي تسبب في موت العشرات من مسلمي الروهنجيا.

وأردف، الآن وصل إلى جزيرة بهاسان شار، أكثر من ألفي لاجيء، وهم معلقون فوق الجزيرة، ولا يملكون إلا بعض البطاطين التي يسترون بها أنفسهم، ولم يتم بناء أية خيام لهم، ولا دور للرعاية الصحية.

واختتم، نهيب بشيخ الأزهر الشريف، وجميع المنظمات العالمية، التدخل لإيقاف هذه المهزلة، والتي ستنتهي بموت من تبقى من مسلمي الروهنجيا، الذين تم تهجيرهم  بيوتهم قسرًا، والآن يتم نقلهم من مخيماتهم قسرًا، إلى مصير جديد، لا يعرفون عن نهايته شيء، ولا يرون أمامهم إلا الموت، الذي يقترب منهم يوما بعد يوم.

تعليقات