اللواء محمد عاصم شنشل يكتب: العتبات المقدسة.. واجهات الحرس الثوري الإيراني في العراق.. إلى متى؟

  • أحمد عبد الله
  • الإثنين 21 ديسمبر 2020, 10:15 مساءً
  • 836
اللواء الدكتور/ محمد عاصم شنشل

اللواء الدكتور/ محمد عاصم شنشل

العتبات المقدسة.. واجهات الحرس الثوري الإيراني في العراق.. إلى متى؟


منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الضحك على الناس بالدين الكاذب واختلاق الطوائف المسيرة، ومشاريع حياكة مؤامرات لإلقائنا (نحن العراقيون) خارج مشروع الدولة، وخارج مشروع الحياة، ولأكثر من ألف سنة من مشروع التخدير باسم المذهب (الشيعي .. السني) الشيعي خاصة، يقولون لهم: اجلسوا في بيوتكم، الزموا منازلكم حتى لا يسخط عليكم إمام زمانكم، انتظروا مهديكم ليحرركم، ليملأها (عدلًا وقسطًا) –زورًا علم اللهُ-، يبشرون آباءنا وأجدادنا أن أولاد سلمان الفارسي، سيأتون إليهم من الشرق، يفتحون الكوفة، ويتقدم (اليماني والمهدي) لهدم مساجد الكوفة (النجف) لأنهم يقولون للمهدي: ارجع يا ابن فاطمة لا حاجة لنا بك.. القرآن يكفينا، فيقتل من كبارهم سبعين مرجعًا ومن صغارهم ألفًا. 

نام الشيعة على بطونهم، حالة انبطاح خطيرة، لأن الانتظار هو الحل، لبناء دولة آل محمد آخر الزمان، يفتون لنا منذ ألف سنة: أن اسكتوا، لا تحركوا ساكنًا، لا تخرجوا في تظاهرة ولا ثورة، لا تشاركوا في الحكم، حتى لا تخرجوا من ولاية علي، ويسخط عليكم مراجع التقليد، وبالتالي تدخلون النار. 

أوجدوا لنا تشريعات وثقافة انهزام نفسي، حتى لا نعترض، قدموا لنا قدوة (علي) غير الذي تعرفه العرب، وما عرفه المسلمون، وهو ذلك الجبان، الذي ضربت أمامه زوجته، وسكت حتى تستمر عقيدة المراجع الفارسية، فمن يعترض ويريد الخروج، مثلما خرج الحسين في ثورة ضد يزيد، يكفرونه. 

هكذا يستمر مشروع التخنيث والترويض، إلى أن تمكنوا منا، حولونا إلى قطيع من الأغنام، يقوده معمم فارسي، جاء ليطلب ثأر سقوط الإمبراطورية الفارسية، وفي غفلة من الزمن، ومفاجآت غير مسبوقة، يذهبون إلى نسخ كل روايات المهدي، التي كانت ولا زالت آلية لعودة أحفاد كسرى إلى الحيرة، وأهم رواية نسخت بعد 2003، هي رواية: كل راية ترتفع قبل راية المهدي ما هي إلا راية ضلال. 

ويطل علينا "العباس" بشركته الكفيل، لبيع الدجاج والبيض، وبمستشفاه (الكفيل) الذي يدخله الشيعي، ويخرج جثة هامدة. اختفت عقيدة (الأعلم) الذي جاء لاستنباط الحكم الشرعي، وتخرج إلينا عقيدة العتبة (العباسية) وتدخل عالم الاقتصاد الرأسمالي، وتشارك برأس مال (دولة) في البورصة الأمريكية، وتقبل الربا الذي يكسر ظهر الإنسان مع تحديد المذهب، تصل بعض الأحيان إلى 54% لمن يقترض؟

وتتحرك تلك العتبة العباسية، بسلاحها الفتاك (فرقة العباس القتالية التي يقودها محمد رضا سيستاني) عناصرها جميعهم من الفرس، ومن التبعية الإيرانية، ومعهم مرتزقة من مناطق معروفة شيعية مسحوقة في العالم، تقتل شباب الشيعة القُصَّر، وتنتهك أعراض من قَلدوا المرجع (الأعلى) الذي أوهم الشيعة العراقيين أنه أب لهم، وهو نائب المهدي، تحرك مبطن خطير، يبيح للحرس الثوري الإيراني أن يستولي على عقارات الدولة العراقية، وممتلكات الناس. 

كنا نعاني من سيطرتهم على أهم مورد مالي في العراق (المال الشرعي)، وإذا بنا نعيش حالة الصدمة والذهول، عندما شاهدناهم استولوا على ثروات العراق بالكامل، من الموانئ العراقية، وآبار النفط، والأراضي الزراعية، ولم تتوقف عمليات الاستيطان عند هذا الحد، بل تحرك الحرس الثوري الإيراني بغطاء (الوقف الشيعي والعتبة العباسية وسراديب النجف وكربلاء) للسيطرة على مساحات شاسعة من صحراء العراق، ابتداءً من الرطبة مرورًا بصحراء النخيب، وانتهاء بمثلث العراق السعودية الكويت (منطقة الحياد)، لتسجل ثلث مساحة العراق المحاذية للسعودية بعنوان: الاستثمار الزراعي في البادية.

السؤال الجوهري الذي يجب أن يسأله كل عراقي، وللمذهبين الأساسيين هو: هل هذه العمائم التي جاءت من خارج الحدود، لتبيان حكم السماء (الشريعة الإسلامية الشيعية فقط) أم أن هؤلاء مستثمرون؟

في الوقت الذي تقف آلاف النساء اللواتي فقدن أولادهن وأزواجهن في حرب محرقة السيستاني وسليماني والمذهب الشيعي المعتدل، في طابور مذل طويل في مدينة الرميثة، للبحث عن رغيف خبز، يجلس محافظ المثنى (أحمد منفي) مع عمائم ما تسمى العتبة العباسية، ليسلم مساحات واسعة من بادية المثنى مجانًا للحرس الثوري الإيراني، بعد اكتشاف آبار نفطية جديدة. 

سبق لي وأن تحدثت في عشرات المداخلات، وحذرت من مشروع فارسي جديد، مكمل لمشروع الاحتلال الفارسي قبل الفتح، الذي دام 750 سنة، وعودتهم هذه خطيرة جدًا، حيث تلبسوا بلباس المذهب الشيعي ليخالطه المذهب السني المرتجف، ومن يستطيع أن يعترض على أطماع العباس (كافل أو كفيل زينب يوم الطف)؟. 

التقليد والعتبات (المقدسة) ومراجع الفرس في سراديب النجف، كلها واجهات يختفي خلفها الحرس الثوري الإيراني، ليستولي على العراق مجانًا، وبالتالي تكون النتيجة هي: إفراغ العراق من شعبه، على طريقة التخلص من شعوب الهنود الحمر في شمال أمريكا، والمشروع الأمريكي البريطاني الصهيوني الفارسي هو: استبدال شعب بآخر، وثقافة بآخرى. 

وهذا ما تشتغل عليه عمائم إيران منذ ألف سنة، وقد تحقق لهم ما يريدون في زمن الاحتلال الأمريكي للعراق، بصقوا على تلك العقيدة الشيعية التي خدروا بها شيعة العراق ألف سنة، واستبدلوا فكرة المهدي الذي يأتي آخر الزمان ليملأها (عدلًا وقسطًا) بعتبة عباسية وحسينية وعلوية، وهي واجهات لغزو ثقافي واقتصادي خطير جدًا، يرافقه تشكيل ميليشيات من المرتزقة ليحرسوا مشاريع الحرس الثوري الإيراني، يقتلون شعبهم، وفي النهاية يتخلصون منهم بعدة طرق منها الاغتيالات. 

خطورة المشروع الفارسي في العراق أنهم يسلبون الأرض التي يقف عليها العراقيون، وشيعة العراق يزرعون الأرض عرضًا وطولًا، مشيًا على الأقدام حفاة، يلهثون خلف سراب عقيدة المهدي المزعومة، لا مقومات حياة، ولا مستقبلًا لأبنائهم، ولا مستشفيات للعلاج، ولا مدارس لأطفالهم. 

إنها العبودية المختارة التي كتب عنها المفكر الفرنسي (دي لابواسيه) قبل 4 قرون من الزمن،  لذا فإن شيعة العراق الذين لا زالوا يقلدون ما يسمى المرجع الأعلى، قد اختاروا الذهاب إلى الانقراض بإرداتهم! 

من يتعبد بعقيدة تستهدف إنسانيته ووطنه وعرضه، ويقبل بأن يكون متنصلًا عن أصله وعرقه وعروبته، ويطين نفسه في زمن الحداثة، ما هو إلا ميت وإن مشى على الأرض.. حتى في مبادئ نظرية ظهور (المهدي) فيجب أن تكون هنالك قاعدة جماهيرية ترتكز وتعمل بروح الإمام (علي بن أبي طالب) كرم الله وجهه، وعدالته على ألَّا تكون الجموع تحت التخدير والإيهام بمسمى وكيل الإمام المدخر ليوم الموعد حفاظًا على مصالحهم قبل استقبال إمامهم الذي حقًا وصدقًا سيفتك بهم وبكل عمائمهم وشخوصها على ما فعلوا بشق وحدة المسلمين (وجهة النظر الشيعية). 

ولكن منذ بزوغ فكرة الحوزة ومراجع التقليد في القرن الحادي عشر الميلادي، وبفكرة فارسية تختلف كل الاختلاف وتبتعد كل البعد عن التشيع العلوي الحقيقي الجامع للأمة، وبدليل قيام الفرس باغتيال الكاتب الإيراني (علي شريعتي) لمجرد إصدار كتاب من موسوعته الوسطية وأسماه (التشيع العلوي والتشيع الصفوي)، كان جزاءه الموت؛ لكشفه الحقائق.. لكن في النهاية سيبقى العراق واحدًا لن تقسمه تشريحات وتشريعات الفرس، ولا عزاء لأهل السنة إلا بسند عروبة شيعتها.. والله المستعان

حفظ الله العراق والأمة العربية المجيدة.. خسأ الخاسئون والله أكبر.

تعليقات