وسيم الزاهد يكتب: كلنا ملحدون

  • وسيم الزاهد
  • الأحد 20 ديسمبر 2020, 04:51 صباحا
  • 1100
الإلحاد الجديد

الإلحاد الجديد

أقر القرآن الكريم منذ قرون وجود الإلحاد، فقد ورد في القران الكريم: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا...) سورة فصلت، وفي موضع آخر (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) سورة النحل.

وكما هو معلوم عند كل المثقفين العقلاء بأن اللغة العربية غنية بالمعاني والألفاظ وقد تحتمل الكلمة فيها أكثر من معنى، ففي الآية الأولى كان المعنى بأن الذين يميلون عن آياتنا بالإعراض والتكذيب لا يخفون علينا.

وفي الثانية كان المعنى للرد على من قال: بأن النبي صلى الله عليه وسلم يلقنه القرآن بشر، وأن الذين يزعمون أنهم يلقنونه ألسنتهم أعجمية وأنه صلى الله عليه وسلم عربي والقرآن عربي.

إذن من استدل على وجودية الإلحاد بالقرآن فهو بين أمرين إما أنه أقر على نفسه الميل عن طريق الصواب أو أنه أثبت بأن الإلحاد مجرد مزاعم لا أصل لها، وبناء على ذلك اتجهوا إلى مصطلح اللادينيين بعد أن تيقنوا بأن ما ورد في القرآن إنما هو معنى الإلحاد اللغوي ليس الاصطلاحي الذي يزعمونه، وبعد تفنيد عدة شبهات أخرى استظلوا تحت راية "الإلحاد الجديد"  "New Atheism" المصطلح الذي صاغه الصحفي اللاديني "جاري وولف".

تحت هذه الراية ظهر المتسائل الربوبي وظهر المتشكك وظهر الذي لا يدري وظهر الملحد الذي ينكر وجود إله وإن كان بعضهم ليس جديد الظهور.

لا مانع من وجود تساؤلات عقدية لدى البعض حتى وإن كانت في حق الذات الإلهية ولا مانع من وجود الشك أو وجود قلة المعرفة حتى وإن كانت بالذات الإلهية فهى شبهات من السهل تفنيدها واقناع أصحابها بالصواب ولكن المعضلة في الذي ينكر وجود الإله تحت أية راية وتحت أي مسمى.

إن المسلمين في أصل عقيدتهم الإلحاد، بل هو شرط أساسي لدخول الإسلام أن يؤمن المرء وينطق بأنه لا إله، ولكنها لا تقتطع ولا تجزء فهى كلمة واحدة (لا إله إلا الله ) ولا يصح أن يقال : إلهي الله أو الله إلهي إنما نقول : "لا إله إلا الله"، إله مطلق، حق مطلق، عدل مطلق، لا إله غيره ولا معبود سواه، لذلك قال الدكتور ذاكر نايك -حفظه الله- : في أحد مناظراته بأنه عندما يواجه شخصا لا يؤمن بوجود الإله فإنه يهنئه أولا  لأنه أصاب نصف الإيمان بأنه لا إله وما بقي عليه هو فقط أن يعرفه بالله –عزوجل-.

كل مسلم يحمل في قلبه إيمانا صادقا ألحد بما سوى الله –عزوجل-، والفرق بأن إلحادنا يزيدنا بالله إيمانا.


لذلك أقول :" كلنا ملحدون"

يتبع..

 


تعليقات