د. محمد جاد الزغبي يكتب: ماذا أخذنا من تاريخنا.. وماذا أخذنا من حاضرهم ؟!

  • أحمد عبد الله
  • السبت 19 ديسمبر 2020, 06:47 صباحا
  • 582

 

ماذا أخذنا من تاريخنا , وماذا أخذنا من حاضرهم ؟!

فى كل العصور يكون هناك جمهور الناس العادية , وهناك الرموز العلمية أو الدينية أو الثقافية إلخ

وعلى مدار تاريخنا الطويل لم تنفصل نخبة من النخب عن جمهورها بمثل ما انفصلت نخب اليوم ــ إن جاز تسميتهم نخبا أصلا ــ عن واقعهم وعن جمهورهم وشعوبهم

فالفارق بين الناس العادية وبين أولئك الذين تصدروا للدين والثقافة والسياسة فارق عملاق بحيث أصبحت الناس العادية اليوم أكثر فهما وذكاء وواقعية وتقوى وأمانة من كافة المتصدرين ..

المتصدرون فى إعلامنا العربي والذين هم من المفترض أن رعاة الرأى العام الذين يشكون الوعى انفصلوا عن الناس قبل سنوات طوال ودبت بينهم صراعات عقيمة جدا فمنهم من نصب نفسه حاميا للدين ومنهم من نصب نفسه حاميا للفكر والثقافة .. والنتيجة .. صفر كبير

فيا ترى ما الذى أخذه هؤلاء من تاريخنا , وما الذى أخذوه من حاضر الغرب الأوربي ..

الذين حدثونا عن تاريخنا وربطوه بواقعنا لم نشهد منهم إلا النقاط التالية ..

* بعضهم لا يعرف من الدين والتاريخ الإسلامى إلا ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم )

والكارثة أنهم لا يكملون نص الآية أصلا , فهى عندهم تقتصر على طاعة أولى الأمر وأيضا على فهم أولى الأمر للقرآن الكريم , والذي لا يفهمون منه إلا الطاعة العمياء والدفاع عن ولى الأمر فى المنشط والمكره ,

ولا يعرفون من التاريخ الإسلامى إلا ( صلح الحديبية ) وحقوق أهل الذمة من اليهود فى المدينة المنورة قديما , ولا يعرفون سيرة السلاطين والحلفاء إلا عبارة ( أعطوه ألف دينار !! )

أما سيرة إعلاء كلمة الحق في بلادنا والدفاع ضد الظلم والتجبر والطغيان , أو سيرة الحرب ضد العدو والإعتزاز بالأصل والدين ونشر كلمة التوحيد ومقاومة العدو الصليبي ..

فهذه كلها لا يحدثونا عنها وإن حدثونا عنها لا يسقطوها على واقعنا لأن واقعنا من وجهة نظرهم يظل محشورا فقط فى (صلح الحديبية ) أما فتح مكة فلم يسمعوا به غالبا

 

وأما الذين زعموا أنهم رعاة الثقافة والفكر والتحضر فقد ركزوا على الغرب الأوربي باعتباره قبلة التقدم والحضارة لكننا لم نسمع منهم شيئا عن سيرة الغرب الصليبي وما فعله بجيوشه فى أراضينا , وحتى فى الفكر والتقدم لم نسمع منهم شيئا عن الديمقراطية وحكم الشعوب بالعدل !

لكننا فقط نسمع منهم ..

* حرية الرأى والإبداع وهى مقصورة عندهم فى الدفاع عن الفوضي الجنسية والشذوذ والدعوة للإباحية المطلقة سواء من ناحية التعامل المجتمعى أو من ناحية الكتابة فى الأدب شعرا ونثرا ..

ووقف رموزهم مرات ومرات منذ ثلاثين عاما وحتى اليوم لا يدافعون إلا أفكار الإلحاد والسخرية من الرسالات السماوية أو الكتابة الجنسية الفاضحة الصريحة

ومؤخرا ركزوا جدا على الوصول بالأعمال الأدبية إلى مستوى قاع الإنحطاط , بحيث صارت اللغة عندهم على مستوى لغة أهل الأسواق الشعبية وتجار المخدرات ..

فإذا جرؤ أى شخص عادى على انتقاد هذه القاذورات والتى وصلت للدياثة العلنية بحيث صار الواحد منهم يدافع عن نسائه إذا انزلقن لتلك اللغة , إذا جرؤ أى شخص على الإنتقاد بأى نوع من الإنتقاد فالتهمة جاهزة ..

فهو بلا شك متخلف وداعشي وراعي لفكر الإرهاب وعبارة عن خلايا نائمة للفكر التكفيري !

وهكذا وقع المجتمع بين شقي رحى ..

دعاة دين يكفرونك ويخرجونك من الوطنية إن ناديت بالعدل ..

ودعاة فجور يرمونك بالداعشية إن نصحت أحدهم وقلت له ( اتكسف على دمك واحكم أهل بيتك وخليك راجل .. )

 

 

تعليقات