الإعلان عن وظائف للأئمة في الأوقاف يناير المقبل
- الخميس 21 نوفمبر 2024
أرشيفية
الصين تواصل قمع أقلية الإيجور بشرعية دولية
متخصصون: بكين غيرت ديموغرافية تركستان
الشرقية.. وطمست معالمها
أثار توقيع 37 دولة بمجلس حقوق الإنسان،
لتأييد لسياسات الصين تجاه الأقلية المسلمة في إقليم شينجيانغ الواقع تحت سيطرة
الصين، سخطًا شديدًا في الأوساط الإسلامية والغير إسلامية، الرافضة لقمع الأقلية
لحساب الأكثرية.
ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الهاشتاجات أبرزها هاشتاج "تركستان تذبح في صمت"، حيث غرد عليه عشرات الآلاف، بتدوينات يستنكرون فيها استمرار سياسة بكين تجاه مسلمي تركستان الشرقية، ومحاولة الصين للحصول على غطاء دولي لأعمالها المخالفة لكافة العهود والمواثيق الدولية.
5 مليون معتقل
يقول الدكتور عقيل بك جاتييف عضو
"البحوث الإسلامية" بدولة كازخستان، إن عدد من تحجتجزهم الصين حتى الآن
يزي عن 5 مليون مسلم تقريبًا، وذلك وفق إحصائيات الأمم المتحدة نفسها، حيث تصنف
الأمم المتحدة المعتقلين إلى 5 ملايين، منهم مليون ونص داخل السجون، وثلاث ملايين
ونصف داخل ما يسمونه معسكرات التثقيف الإجباري.
وأضاف جاتييف لـ"جداريات"، أن إحصاءات الأمم المتحدة نفسها، تنص أيضا على أن أكثر من 500 طفل مسلم إيجوري، لا يعرفون أين آبائهم وأمهاتهم، وتم نقلهم لمراكز شيوعية، متخصصة في رعاية الأطفال، حيث فقد هؤلاء الأطفال انتمائهم لدولتهم، وكذلك فقدوا آبائهم وأمهاتهم.
ديموغرافية جديدة
وتابع، نستطيع أن نقول أن ديموغرافية تركستان
الشرقية الآن قد تغيرت تماما عن طبيعتها التي كانت عليها، لا سيما خلال جهود الصين
في آخر عشر سنوات، حيث طمست جميع معالمها، وعندما تقوم الصين بعمل مؤتمر صحفي
لتبرير جرائمها بحق الإيجور، تقول إنها تقاوم الإرهاب والتطرف.
وشدد عضو البحوث الإسلامية، على أن اتهام
الصين لمسلمي الإيجور بالإرهاب هو محض افتراء، بل هو سخف، واستخفاف بالعقول،
متسائلا: هل يصدق عاقل أن 30 مليون مسلما، تحولوا في لحظة واحدة، إلى دواعش،
وإرهابيين؟، ألا يوجد منهم رجل رشيد، تتقبل الصين الحوار أو الجلوس معه؟، أم أن
القضية تكمن في دين مسلمي الإيجور، المستمسكين بدينهم.
وأردف، إن الإجابة واضحة كالشمس في وسط النهار، وهي أن الحزب الشيوعي الصيني، المسيطر على مفاصل البلاد يحاول إجبار المسلمين في إقليم شينجيانغ على الاندماج الكامل في المجتمع الصيني، وهذا الاندماج هو محاولة للذوبان وليس الاندماج الحقيقي.
المسلمون لا يرفضون التعايش.. لكنهم يرفضون الذوبان
وأوضح جاتييف، أن المسلمين لا يرفضون
التعايش، ولكن يرفضون ذوبان الدين، وأضاعة العقيدة، وهو ما يفتعله الآن الحزب
الصيني، بالضغط على الذوبان، ثم فرض الاستعلاء الأيدولوجي كما في باقي أنحاء
الصين، وبالتالي تحويل هوية الأٌقلية المسلمة التي تم احتلال بلادها بالقوة
المفرطة.
وفي نفس الصدد يقول خير
الدين الشافعي الباحث الفيتنامي بجامعة الأزهر، إن أزمة مسلمي الإيجور تتزايد ليس
بحملات الاعتقال فقط، ولكن بما أسموه "حملة إعادة التعليم"، وهي حملة
خبيثة يقوم فيها النظام الصيني بثورة ثقافية على معتقدات الإيجور وعاداتهم
وتقاليدهم الإسلامية.
سيطرة أيدولوجية
وأضاف الشافعي
لـ"جداريات"، أن هذه الثورة التعليمية الجديدة التي يتم فرضها على إقليم
الإيجور، هي في الحقيقة سيطرة أيدولوجية بطرق فنية أكثر تقدمًا، يتم فيها جمع
معلومات مجتمع الإيجور بالكامل، وبالتفاصيل المملة، بحجة إعادة التأهيل التعليمي،
أو حملة إعادة التعليم.
وتابع، عدد
معتنقي الدين المسيحي الآن وفقا لآخر إحصائية وثقتها بي بي سي، وصلت إلى مائة
مليون صيني مسيحي، وذلك ابتداء من عام 1950م فقط، حيث كان عددهم 4 مليون مسيحي، ما
يعني أن هناك حركات مسيحية كبيرة جدا، وفي نفس الوقت لم يحدث معهم أي شيء مما يحدث
لأٌقلية الإيجور المسلمة، التي كانت اكثر من 30 مليون، وتقلص عددها الآن بعد
التهجير والسجون، إلى عشرة مليون تقريبا.
وأردف، بل من المسيحيين،
ومن أقلية "التبتيين" وأٌقلية "الهان"، وغيرهم، أعضاء في
الحزب الشيوعي الصيني، الذي يقوم بقمع الإيجور، وهذه الأقلياترغم كونها ـديان
مختلفة، منها أديان تقليدية، أو من أهل الكتاب، إلا أنهم لم يحدث لهم أي قمع أو
تضييق، بل يسهمون مع قادة الحزب الشيوعي في قمع المسلمين، مما يشير إلى أن الأزمة
بحق المسلمين فقط.
وأوضح الشافعي، ان قضية
مسلمي الإيجور، تحتاج إلى اهتمام من الشعوب المسلمة، والمؤسسات الإعلامية
المحترمة، التي تتقي الله، ولا تكيل بمكيالين.