هبة آلسهيت تكتب: مقاربة لـ "سرابيل من الضي" بإشراف عبد القادر الحسيني

  • أحمد عبد الله
  • السبت 12 ديسمبر 2020, 7:20 مساءً
  • 1127
الناقدة هبة آلسهيت

الناقدة هبة آلسهيت

سرابيل من الضى

قصص قصيرة وومضات عددها 104

   ( 9 ) من الساردين العرب

إشراف عبدالقادر الحسيني

تمت المناقشة في مؤسسة الحسيني بتاريخ 10 ديسمبر 2020

 

نبدأ في عجاله  بذكر خصائص (القصة القصيرة جدا وبعض الناس يسميها الومضه ) كما أصلها منظروها :

قصص هذا النوع لابد أن يتوفر فيها  خمس عناصر :

أ-  الحكائية أو القصصية

 

ب- الوحدة: والمقصود بها وحدة الحبكة والعقدة بشكل خاص

 

ج- التكثيف: الذي هو من  أهم عناصر القصة القصيرة جدا، ويشترط فيه ألا يكون مخلا بالرؤى أو الشخصيات، وهو الذي يحدد مهارة القاص، وقد يخفق كثيرٌ من القاصين أو الروائيين في كتابة هذا النوع الأدبي، بسبب عدم قدرتهم على التركيز و ميلهم إلي الاستطراد .

 

د- المفارقة: تعد المفارقة من أهم عناصر القصة القصيرة جدا، ولايمكن الاستغناء عنها، وتعتمد على :" تفريغ الذروة، وخرق المتوقع، ولكنها في الوقت ذاته ليست طُرْفة، وإذا كانت هذه القصة تُضحك المتلقي، في بعض الأحيان، فإنها تسعى إلى تعميق إحساسه بالناس والأشياء.

 

هـ - فعلية الجملة: تعتمد القصة القصيرة جدا على عنصر الفعلية في تحريك الأفعال، وتسريع الحبكة السردية سواء أكانت تلك الجمل جملا فعلية أم جملا تفيد الفعلية، مثل: الجمل الاسمية التي خبرها فعل..

 

العناصر  السابقه جمعها النقاد من خلال القراءات الكثيره و من خلال رصد النقاط للقصص القصيره جدا ولكنها ليست قوانين جامدة ولا تحكم علي المبدع فربما إبداعه ينقصه أحد العناصر

 

ثم ننتقل في عجاله لمعرفة ما يسمي بآلية التأويل:

 

مبدئيا نعلم أن الموؤل هو الوسيط الذي يكشف دلالات واحتمالات المعني المنبثق من العلامات – هذه اللامات التي ينتقيها المؤول وفق فرضية قراءته والتي يسميها أمبرطو إيكو " التخمين "وعلي هذا تكون :

المرحله الأولي : التخمين وفرض الفروض بعد قراءة النص وتتوقف الفروض علي ثقافة المؤول  وموهبته

المرحله الثانيه : تطبيق ما افترضه  علي عناصر النص

المرحله الثالثه : إنطباق عناصر أحد الفروض علي النص ليتكون آنذاك نسق دلالي متكامل

 

 

ونبدأ في استعراض النصوص

 

مجموعة : الجوهرة السلولي :  السعودية

عنوان القصة :العودة للرحم

 

العنوان :  (العودة للرحم)

هي جملة اسمية خبرية

 

عن دلالتها المعجمية

 ( {العَوْدُ: الرُّجُوعُ،} كالعَوْدَةِ) ، عَاد إِليه {يَعُود} عَوْدَة...... وَقَدْ يَرِدُ بِمَعْنَى صَارَ| من كتاب ( تاج العروس - للزُبيدي)

 

الرحم : والرَّحِمُ: بيْتُ مَنبِت الوَلَد ووِعاؤه في البَطْن.(  من كتاب العين (للفراهيدي)

 

يُحيل عنوانُ القصة على بعدين زمنيين: وتتحرك القصة كلها على امتداد هذين الزمنين – النقيضين

زمن ما قبل العودة وزمن ما بعد العودة

اما زمن ما قبل العودة فهو زمن الهزيمة والانكسار والغربة والهروب بالذات من الذات .

 بدأت القصة بحدث مفعم بالرمز ، وبدأت  بفعل مضارع (يركض)

رَكَضَ الدابةَ يَرْكُضُها رَكْضاً: أي ضرَب جَنْبَيْها بِرِجْلِهِ (من كتاب لسان العرب (الفيروذبادي).

لَمَّا كَثُرَ هَذَا عَلَى أَلسنتِهِم اسْتَعْمَلُوهُ فِي الدوابِّ فَقَالُوا: هِيَ تَرْكُضُ، كأَنّ الرَّكْضَ مِنْهَا.

فالركض هنا ضربُ الأرضِ بالأقدامِ عدواً ، والكلام هنا عن الجسد ، ويكشف الرمز قَوْلَهُ (هاربا من ظله) فالظل هنا الظل الحقيقي الذي لا يوجد الا بوجود الجسد المادي .

 وهويتجه من الظلمة أي الزمن الذي يهرب منه إلى النور المأمول ، فالظل خلفه .

- وهنا تظهر  دقة اختيار المعجم السردي للكاتبه

 

-      ثم  نرصد الأنساق الرمزية باعتبارها شفرات دالة وتعمل في الوقت نفسه على  تكوين حبكة النص وتماسك البنية ،وتشكيل الرؤية .

-       

1-         البنية المعجميه  : ( من حيث الكلمات التي استخدمتها الكاتبه )

تشيع في السردية في الزمن الاول قبل العودة  كلمات( الاحلام المؤجلة ، احباطات ، الزمن المر ، الذاكرة المثقوبة ، تصفعه ، يخنقه ، كآبة )

وهي دوال على الاحباطات والانكسارات ، والامال المفقودة ، والغربة ، والوحدة ، والهزيمة الكاملة .

في حين في الزمن الثاني ما بعد الرجوع : نجد كلمات (الاحتضان ، الدفئ ، التلاشي ، واصوات الخلود)  .

2-         التباين :وهو من حيث الدلالات التي وجدناها للمفارقه  

زمن ما قبل الرجوع - زمن ما بعد الرجوع

الحياة - الموت

الفناء - البقاء

الركض - السكون

 

والرؤية للسردية  أو بمعنى أخر التحليل والمعني المضمر للنص هي :

 السرديه تصف الانسان المهزوم الهارب من نفسه

 فتقول "كان  يحمل معه بقايا أحلامه المؤجله وبعض من إحباطات زمنه المر ."

 ونقول  هنا  أن السارده تقصد أنه لم يحقق شيئا ، ولا يملك غير الاحباط، .

 

 ثم تقول  " وجوه كانت تصفعه رؤيتها كل صباح "

ونقول أن السارده هنا تشير إلى الوحدة ، وشعوره المتضخم من  عداوة  الأخر  ، أيا كان هذا الاخر ،

 

ثم تقول السارده   "احس ان ظله يتبعه بل صار  يخنقه "

و نقول لقد اصاب العداءُ جسدَه ُ، فهو كاره لهذا الجسد الذي يقيده ويخنقه ، إنه سبب البلاء ، يحاول التخلص منه بأي طريقه هرولة او عدوا ، انه لا يريد سوى الهرب ....  فلو ملك هذا   الجسد الممقوت :أن يعود  للطفولة او يقفز للمستقبل او حتي توقف  به الزمن في لحظته لاستراح صاحب الجسد ، ولكن هل يملك ذلك؟؟

 

تقول السارده "تساقطت منه احلامه المؤجله ، فلم يلتفت اليها ، ولم يحاول التقاطها ، بقى قابضا على احباطاته وتلك الوجوه . نتوءات الارض كانت تعيق اندفاعه ."

وتستطرد  " ومما تبقي في ذاكرته المثقوبه من وجوه كانت تصفعه رؤيتها كل صباح

نقول  تعقيبا علي الفقرتين السابقتين

ما عادت لديه احلام ، وكل ما تبقى هو الاحباطات والعقبات ، ووجوه الاخرين  أي وجودهم  ؛ذلك الذي يمثل الجحيم ، وكأننا هنا  نطالع فلسفة سارترالوجودية  :عن الآخر والوجود من ذاته ولذاته ، وموقف الانسان الثالث الذي هو : اللافرق، فعندما يختار الإنسان هذا الموقف الثالث ؛فهو يسعي  لرفض او الاعتراف بموضوعية الآخرين وينظر اليهم  وكأنهم مجرد عقبات يجب تجنبها او كأشياء وظيفية في العالم يجب استخدامها عند الحاجة.

 

ثم تقول "أخيرا احتضنه ذاك الدفء الذي نسيه من زمن ، وجد نفسه هناك حيث ذاك التجويف الذي كان يحتويه يوما ، فدس نفسه في رحمها واختبأ ، ثم اضمحل واضمحل حتى تلاشى "

 ونقول هنا  يبدأ الزمن الثاني في السردية :زمن الرجوع.

فعندما فشل تحقيق وجوده ، انتحر ، وعاد إلى رحم أمه الكبيرة ( الأرض ) ، هذه الارض التي كانت تحتويه يوما ،فدس جسده في رحم الأم القديمة ، واضمحل تباعا حتى تلاشى الجسد واصبح ذرات تراب .

أما ظله بعد اضمحلال جسده فهو ذكراه واثره المادي ، ظل منعكسا في اوهام خيال من احبوه زمنا ، حتى بهتت الذكرى ، وانتهت .

 اما الصغار  فهم ينقشون اسماءهم على جدران المقابر القديم ، وكأنهم يحجزون لاجسادهم مكانا حين يفرون كما فر...... اي يموتون كما مات .

وبعد فترة نُسِي ذكره ، واصبح الصغار يلعبون بذرات تراب جسده والتي امتزجت بتربة الارض ، ويبنون منها قصورا ، ما استطاع قبل ان ينخلع من ظله أن يبني مثلها .

هنا مفارقة النهايةا . فقد عاونت ذرات جسده على بناء القصور بعد مماته ، تلك القصور التي لم يحلم بها في حياته  و بهذا نفهم دلالة عنوان القصه " العوده للرحم "

 

استطاعت الكاتبة ببراعة اختيار معجما دلاليا موحيا في كل كلمة وكل جملة ، وصنعت المفارقة في اول القصة واخرها ، وحملت النص بحمولة فلسفية عمقت المعنى وأثرته .

 

وتميزت مجموعة الكاتبة بتيمات الاحباط والانكسار والاحزان  ، وتعددت نماذجها بين الرجل والطفل والمرأة لتكون في النهاية تعبيرا عن الانسان المعاصر  المهزوم والمستباح.

وتشير عناوين القصص الى هذه المعاني فكانت :

 

(المخاض المحرم ، العودة للرحم، دماء بلا ثمن ، جحيم قيد، المطر الاسود وليلة مزعجة(حيث استخدمت الفانتازيا ) ، ثمن نزوة .

 

 

مجموعة رضا الزوواي - تونس

 

قصة تفاحة شاردة :

تشكلت  القصة من

-      جمَل  سردية مقتضبة ،ومكثفة ،وسريعة،بؤرتها أفعال ذات أداء حركي متراخي .(تأملته ، جرّت، اهتزت ، انسابت )

-       تبدأ كل جملة بفعل مضارع ، فالاحداث كلها آنية تصف حالة حاضره .

-      وجرت المزاوجة بين الحركة ، والمعاني النفسية ، من ناحية  وأنسنة التفاحة ،  الثلاجة .

-      المعاني الدلاليه :

 

العنوان يدل على ان التفاحة هي المعادل الموضوعي للأنثي  لإن الشارده تشير الي كائن حي ..والقصه بؤرتها الأنثى

البدايه :

 (ص: 22)

ب  : تأملته

(تَأَمَّلَ) الشَّيْءَ نَظَرَ إِلَيْهِ مُسْتَبِينًا لَهُ ( من كتاب مختار الصِحاح) ..وأضاف (العسكري في  كتابه الفروق اللغوية)  : "وَلَا يكون إِلَّا فِي طول مُدَّة فَكل تَأمل نظر وَلَيْسَ كل نظر تأملا"

 

وتأملته هنا تدل على الانفصال النفسي بينها وبين الاخر ، هو يأكل بنهم وهي تتأمله لتتبين أخر الفعل ، وربما تفيد العبارة على انها كانت شاردة طيلة التهامه للتفاحه/ أي  المعادل الموضوعي للأنثى ، وافاد هذا المعنى وصف التفاحة بالباردة

 

وتشرح العبارة الثانية حالة هذه التفاحة الشاردة  حين جرّت مشاعرها المتدفقة البائسة التي لا تجد لها إشباعا،  فدورها فقط أن تُلتهم( التفاحه /الأنثى) ، جَرّت احباطها ، الذي عبرت عنها السردية ب (دفأها الراكد) ، فهو دفء معطل لا يستشعره ملتهمها ، فهو دوره الالتهام لا الشعور بدفق المشاعر ولا بالدفء ، و......توجهت إلى المطبخ ، وهو اخر ما يمكن ان يدل على الرومانسية .

لكن الثلاجة الباردة الصامتة الجامدة / (أي الرجل) .......غازلت بقاياها الهائمة .

غازل ذلك البارد.ببرودته بقايا امرأة  هائمة ، وهائمة قد تعني : العطشى  وهو أشد العطش

كما نص عليه في  كتاب "المحكم والمحيط الأعظم" (ابن سَيِّدَه المرسي توفي سنة 458  هـ- وهو صاحب  الكتاب الأشهر ( المُخَصَّص)

فقال :(الهُيام: أَشد الْعَطش، وَقد هامَ الرجل هُياماً فَهُوَ هائِمٌ وأهْيمُ، وَالْأُنْثَى هائمةٌ وهَيماءُ)

 وهو أنسب للسياق  فالأنثي عطشي بالفعل  لكن للحنان والدفء

-ثم  تستطرد السردية : "اهتزت وربت "

وهو تناص من القر|آن ورد في آيتين :

- {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 5]

- {تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ} [فُصِّلَت: 39]

 وموطن التناص هنا تناسبا مع السياق في كلمتي ( خاشعة ، هامدة ) لانها تصف حالة الارض وهي المعادل الموضوعي للمرأة في سرديتنا )

فلا تكون  عندها كلمات (اهتزت وربت) ترمز الا الى حالة الارض قبل نزول الماء عليها  وهنا إضمار حيث ذَكَرَ كلمتين من الآيه ليذكرنا بها فقط والمقصود ما قبل الكلمتين (هامدة وخاشعه)

انسابت : تطلق اكثر ما تطلق على (الحية ) ويرجح  ارادة هذا المعنى قوله (انسابت تسعى إليه ) حيث استخدمت تسعى في القر|آن للحية :

- {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} [طه: 20]

 فاذا جمعنا الانسياب وتسعي اليه ، ترجح لدينا ان المراد تشبيهها بالحية.

 

 جملة كتفاحة شاردة أي كامرأة  نافرة  ثم تشبيهها بالحيه يوحي بأن المرأه كانت ( بغياً )

 

تنوعت قصص المجموعة بين سرديات المقاومة العنيفة وبين العلاقة بين الرجل والمرأة.

 

مجموعة سحر عبد الخالق : سوريا

 

اشتملت المجموعة على 14 سردية

 

افكار معظم السرديات تقليدية ، وافتقرت المجموعة الى العمق الدلالي ، والتكثيف ، كما في سردية (انتظار ) ، (ماذا بعد) ، (الصفعة ) ، (شفقة) .

 مع تسليمنا انه لا بأس من تكرار المعاني لكن لابد من جدة التناول ، ولا يكفي أن تكون النهايات موحية .

 ---

 

مجموعة سعدية بلكارح : المغرب

قصة المصير :

وهي قصة تبدأ ب "قالواأنها ساعة الحسم"

من الذين قالوا ؟ متروكة للقارئ يملأ هذا الفراغ ، ولكن (ساعة الحسم) كانت تقال على الحرب بين العرب والعدو الصهيوني ، فيكون الضمير في قالوا (الزعماء العرب ).

 وتستطرد السردية "اليوم يعبر التاريخ المليون سنة ضوئية ليحطم الرقم القياسي "وهذه صيغة مبالغة أتت في جملة خبرية ،  ومدلولها أن ساعة الحسم لن تأتي ابدا .

"تحطم الرقم ..وبقى التاريخ معلقا بين الجثث" اي تحطم الرقم القياسي في مرور الزمن ، ولم يتغير التاريخ ليذكر حصول ساعة الحسم ، فتعفن واصبح هذا الخبر جثة معلقة ضمن الجثث ، اي موضوع ميت متعفن معلق في تاريخ الجثث والامال الغير محققه.

والقصة توفرت فيها الحكائية والتكثيف ، وعمق الدلالة والمفارقة .

 

مجموعة عبد القادر الحسيني : ; مصر

 

تشتمل المجموعة على 15 سردية ، تشيع في بعضها الشعور العميق بانتصاف الاقدار من الظالمين .

-      كما تشي المجموعة بهمومه الكبيرة بأحوال الوطن ، وما فيه من الحراك السياسي ، فجاءت عناوين القصص : الطاغية الصغير  عودة المتنبي ، مؤامرة ، صكوك الملكية ، المأساة ، الملك والبعوضة

-      وكلها ذات دلالات  سياسية إما في العنوان او في المحتوى والدلالة . .

-      ولو استعرضنا قصة الموهبة :

-       لوجدنا السردية راوغتنا من اول عنوانها ، فالعنوان يدلنا على ان بؤرة السردية هي الموهبة ، لكن تأتي نهاية السردية ،لتصنع المفارقة التي تميز القصة القصيرة جدا

إذ يظهر ان الدلالة غير ما اوهمنا العنوان .

-      فصاحبنا كان يحلم بأن يكون شاعرا ، وهنا افتتاحية خبرية ، وكانت تعني انه حلمه قديم ، وحتى يحقق حلمه سار في الطريق الصحيح حيث تنص السردية على أنه حفظ المعلقات ، وليكتسب السليقة العربيه ، بل وتعلم العَروض ، وهو اداة كتابة الابيات وتقطيعها ، وهوعلم لازم للشاعر

-      وظن أنه قد أصبح مؤهلا ليكون شاعرا ، ولكن أهم مؤهلات الشاعر الموهبة .

-      ما زلنا في تسلسل منطقي ، فيقول " لم تَجُد قريحته ببيت شعر"  ، بمعني أنه يفتقد الموهبة كما ذكرنا

-      ويقول " فشعر بالاكتئاب "  ونقول  ما نزال في التسلسل المنطقي الطبيعي .

-      ويقول " ثم توجه إلى عراف مشهور يبحث له عن حل " و نقول هنا يختل المنطق ونستشعر بأن هناك دلالة أخرى غير ما أوهمتنا بها السطور السابقة . ويبدأ الفضول المعرفي والتحفز للفهم .  فمتى كان العراف هو المنوط به حل مشكلة الموهبة الشعرية؟ لقد لجأ لغير ذي شأن ، بل إن الالتجاء إلى العراف هو توجه متخلف عن العصر ومفاهيمه وأعرافه .

-      وتؤكد السردية في مشهد تصويري كيف استمع العراف لشكوى صاحبنا ، وكيف أطلق بخوره ،ثم اخبر صاحبه بأن : " هناك حلا واحدا كي تصبح شاعر " ، وتصور السردية حالة الاشتياق من طالب الموهبة حين يقول " إئتني به فورا ".

-       ليقول العراف وتعبر السردية عنه (الرجل العليم) اي في نظر الطالب .

-       ويقول "لا بد أن تزهق روحك قبل أن تصبح شاعرا "      ونقول هنا ما يشبه الفانتازيا ، فلا يستقيم ان يموت ليصبح شاعرا .

-      وتكتمل الفانتازيا بقوله "صَدّق العراف " بل وهمّ بالتنفيذ ، _لكنه  يقول "وعندما هم بتنفيذ ذلك جبن أن ينتحر ، ومن يومها نسي الحلم إلى الأبد " ونقول مازال الامر بالنسبة للقارئ ضبابي ، وما زالت الدلالة ناقصة ، لتأتي خاتمة الاستنارة :

-       

-      " والتفت إلى مهنته الأصلية ؛فقد كان جلادا لدى السلطان"

    

-      هنا على  القارئ إعادة القراءة على اساس لحظة الاستنارة في جملة السردية الاخيرة ، وهنا يتسق العنوان مع الخاتمة ، فالرجل موهبته في القتل لا في الشعر .

-       وهنا نفهم لجوئه إلى عراف ، ويستدعي ذلك التجاء الكثير من زعماء الأمة في أمور السياسة بل وفي قرارات الحروب إلى عرافين ، مما يشي بتخلف زعماء العرب ورجالهم عن مقتضيات العصر ومفاهيمه ، انهم يعيشون في ماض متخلف ويحكمون شعوبا في القرون المعاصرة .

-       - وربما تشير إلى انتماء الزعماء الى أزمان ماضية بحكم طول سني حياتهم على كراسي الحكم .

-       ان السردية اعتمدت على المراوغة والمفارقة وتأخير لحظة التنوير  ، وجزء من الفانتازيا لتشكل بنيتها الدلالية .ولم تعتمد على التركيز والتكثيف الدلالي .  

-       والاعتماد  على نهايات السرديات كلحظة استنارة لمحتواها كانت الطريقةالمتبعة في معظم سرديات المجموعة .

-       

---------------

من مجموعة عبد الرحمن التدلاوي (المغرب)

 

سنتناول قصة : تعددية وسنجد أن  موضوعها هو نفس موضوع قصة  تنديد :

 ففي قصة تعددية :

 يقول السارد أن الحكومة هيأت كل الظروف لتمر المظاهرة في أحسن حال .. بل ومدت المتظاهرين بمكبرات الصوت .

ونقول هذا يعنى أنها مظاهرات منضبطة بل ربما نظمتها الحكومة ، او هو لا يرى في المظاهرات المنضبطة التي تطلب اذنا مسبقا من سلطات الدولة لا يراها مظاهرات حقيقية ، حيث تنتهي السردية : بانها بعد ان جابت الشوارع منددة ومطالبة ..رافعة صوتها النقدي عاليا .. إلى أن انتهى العرض" اي انها في النهاية مجرد احتفال كرنفالي ، لا قيمة له .

 وهو بذلك يجيب على التوجه الرسمي بضرورة ان تنال المظاهرات اذنا من الجهات السلطويه  ، وتحدد لهم الشوارع ، والشعارات . فهي بهذاالضبط تفقد براءتها الثورية ، ولا تختلف عن المظاهرات المنظمة من الدولة .

 

وتأتي قصة تنديد  تتناول وجه اخر للفساد الثوري ) فالرجل لم يخرج للمظاهرات للتنديد الا لمشكلة خاصة به وليس للشعار الكبير الذي يخرج تحته ، فعندما رأي خيانة زوجته مختلية برجل ، لم يتحرك للدفاع عن شرفه ، بل خرج في مظاهرة ، فالمظاهرات في نظره اصبحت بديلا عن الفعل الايجابي للدفاع عن الوطن والمحرمات .

فالذين تنتهك أوطانهم لا يكفي بل ولا يجوز ان يكون رد فعلهم هي المظاهرات دفاعا عن الاوطان.

بل المظاهرات ربما تكون تنفيسا سلبيا وبديلا عن المقاومة الايجابية.

 

من  مجموعة محمد البكري (السعودية)

 

قصة زيارة الماضي

"مر بي الماضي بقهوة الذكريات ، شربناها ، فسممنا الحاضر "

هنا استعارة حيث أنسن الزمن ، وأقام مقابلة بين زمنين الماضي والحاضر ، وقهوة الذكريات إستعاره أخري ، تؤنسن القهوة / المكان ، والإشاره الي القهوه لأنها مكان الراحه والتسليه الفارغه وهو تعزيز لفكرة سلبية التغني بالماضي والرؤية في السردية تقول : أن الارتكان إلى الماضي مهما كان  مريحا ، فإنه يفسد الحاضر ويسممه ، وهو يشير إلى تغني  الأمة بماضيها وإهمال حاضرها ، والاكتفاء بأمجاد هذا الماضي عن إناء الحاضر ، وإحياء هذا الماضي في الحاضر بدلا من تسمميم الماضي للحاضر.

 والعبارة ذات دلالة ايحائية. لولا ان المحتوى مشهور ومعروف وتم تناوله بأشكال كثيرة .

 وما تزال الملاحظة العامة ان السرديات تفتقر الى التكثيف والعمق .

 فهي تعتمد على البنية الرأسية ولا تعطي مزيد اهتمام للبنية الافقية التي هي موطن الابداع الادبي .


8 -مجموعة نعيمة القضيوي الإدريسي (المغرب )

 

القصص كلها تجمعها تيمه واحدة هي اندفاع المرأة خلف عواطفها بلا ادنى تفكير في العواقب ثم تعود نادبة حظها وهي تيمة مكررة .

 وشاع في المجموعة اختصار الحب في الجانب الحسي .


9-مجموعة نانيس خطاب : مصر

المجموعة تتكون من 9 سرديات منهم سرديتين تدخلان في باب الخواطر (هل كانت بحق صديقتي ، الحرية ترسم خطوط الزمن ) ونحن نعلم أن الخاطرة سرد للمشاعر والمنولوج الداخلي ودون قص غالبا ، أو أن القص هامشي المنحي فهي ذات مستوى واحد فقط أي أفقية الإتجاه (  وهو رص الكلمات وعلاقاتها ببعضها أي النص الظاهري أما المستوى العمودي فهو المستوى الدلالي )

قصة صديقي المسن ، مطروقة في محتواها ، ومطروقة في بنيتها

قصة السيجاره وعود الكبريت تفتقر للتماسك البنيوي

قصة المميز تفتقر الي الحبكه  ومترهله  

منزل الإنتظار..مضمونها إجتماعي متوسط  يتكلم عن مظلومية المرأه بين الأب والزوج والإبن برغم تضحياتها الكبيره ولكن. الصياغات الأدبيه ضعيفه وباهته ...

وداعا صديقتي .المحتوي ضعيف ..

حتي آخر العمر .بها إشكالات في الأسماء أدي الي الإبهام في المضمون والدلاله ويبدو أنه حدث خلط بينها وبين قصه أخري ربما تكون  القصه التي ذكر عنوانها في الفهرس  فقط بإسم ... (عودي الي يا أمي)

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات