تأثر الكُتاب اليهود بالدراسات النقدية الإسلامية

  • جداريات Ahmed
  • الجمعة 26 يوليو 2019, 1:25 مساءً
  • 2140
أحد الكتب التي تحدث عن الموضوع

أحد الكتب التي تحدث عن الموضوع

 من الأمور الهامة ضرورة توضيح مدى تأثير الدراسات النقدية الإسلامية للكتابات اليهودية والمسيحية وهذا ما أكده الدكتور محمد خليفة حسن في كتابه "علاقة الإسلام باليهودية " أن القرآن الكريم قدم أول صورة نقدية إسلامية للتوراة ، وأعطى أصولا علمية منهجية لنقدها تمكن علماء تاريخ الأديان المسلمون عن طريقها من الوصول إلى نتائج باهرة في هذا المجال تضاهي ، مشيرا إلى أن معظم المصطلحات النقدية القرآنية ووسائل التغيير النصي التي ذكرناه سابقا أصبحت من مقومات المنهج النقدي للتوراة ، الذي تبناه علماء نقد الكتاب المقدس سواء العهد القديم أو العهد الجديد وذلك منذ القرن التاسع عشر الميلادي مؤكدا في كتابه تأثير الدراسات القرآنية والإسلامية على التفكير النقدي الغربي خلال القرنيين الماضيين ، موضحا أن كثيرا من المستشرقين قد ساهم في تعريف علماء نقد الكتاب المقدس بالتصور النقدي القرآني والمنهج الذي طوره القرآن الكريم في نقد الكتابات اليهودية والمسيحية.

في كتابه " دراسة القرآن الكريم عند المستشرقين في ضوء علم نقد الكتاب المقدس" يقول الدكتور محمد خليفة حسن إن معظم الدراسات القرآنية عند المستشرقين وتقديمها في صورة علمية تعكس الاهتمام العلمي الاستشراقي بالقرآن الكريم وكيف تطورت هذه الدراسات القرآنية عند المستشرقين في شكل مستقل داخل إطار الدراسات الإسلامية مشيرا إلى أن مجالات الدراسات القرآنية عند المستشرقين يكشف مدى اهتمامهم بالموضوعات اللغوية والأسلوبية وأهما موضوعات البلاغة والإعجاز القرآني ولغة القرآن الكريم والأسلوب القرآني وغريب القرآن كما اهتم المستشرقون بقصص الأنبياء في القرآن الكريم وعقدوا مقارنات لكثير من هذه القصص بما يقابلها في أسفار العهد القديم والعهد الجديد و|أهتم المستشرقون أيضا بالموضوعات المرتبطة باليهودية والنصرانية وبالتصور القرآني للديانتين القرآني لهما .

وأضاف الدكتور " خليفه " في كتابه " أن المستشرقين الغرب وخاصة اليهود قد تأثروا بل استعاروا المنهج في العلوم الإنسانية والاجتماعية لدراسة الإسلام والقرآن الكريم مقلدين في ذلك وبشكل حرفي ، التطبيق المنهجي لهه العلوم الذين اكتسبوها من دراساتهم للقرآن في دراسة اليهودية والنصرانية وفي دراسة النصوص الدينية المقدسة في اليهودية والمسيحية ،وقد نتج عن هذا في مجال الدراسة النقدية للنصوص الدينية ما أصبح يسمى منذ القرن الثامن عشر الميلادي بعلم " نقد الكتاب المقدس" ثم ظهر بما يسمى بنقد التوراة أو علم نقد الأسفار الخمسة ، كما سمى أيضا بالنقد العالي .

وأكد الدكتور خليفة أن يوليوس فلهاوزون يعد بحق المؤسس الحقيقي لعلم نقد العهد القديم ، فقد استفاد من الجهود النقدية السابقة وطورها ووضعها داخل إطار علم مستقل من العلوم الدينية النقدية في الغرب مشيرا إلى " فلهاوزن قد استفاد بشكل كبير من جهود المسلمين في نقد التوراه ، ولم تتحقق هذه الاستفادة بهذا الحجم لأحد المستشرقين السابقين عليه إذ تميز فلهاوزن بالجمع بين التخصص في العهد القديم والتخصص في القرآن الكريم وفي الدراسات الإسلامية

وأوضح أن فلهاوزن بدراسة اللاهوت المرتبط بالتوراة ونقدها ودرس اللغات الشرقية وقد تنوع إنتاجه بين دراسات مرتبطة بالعهد القديم والديانة اليهودية ، وتاريخ بني إسرائيل ، ودراسات إسلامية مرتبطة بالإسلام والتاريخ الإسلامي والقرآن الكريم والفرق الإسلامية المختلفة ومن أهم أعماله ودراساته تاريخ اليهود ومحمد في المدينة وموسوعة التمهيد للتاريخ الإسلامي "أجزاء "

   وتطرق الدكتور خليفة إلى المستشرق اليهودي المجري الدكتور إجناس جولدتسيهر "عمدة المستشرقين اليهود" في التاريخ الحديث بل يعد بحق أهم عالم مستشرق ظهر في الغرب خلال القرون الثلاثة الأخيرة وهو المسئول عن إحياء الاهتمام اليهودي بالدراسات الإسلامية والعربية في العصر الحديث وهو الذي وضع قاعدة الدراسات الإسلامية وأسسها بالنسبة للاستشراق الحديث على  وجه العموم وأن أعماله في مجال الدراسات الإسلامية لايستغني عنها مستشرق كما أن تأثيرها امتد إلى العالم الإسلامي حيث يعتمد عليها العلماء المسلمين وبخاصة الذين وقعوا منهم تحت تأثير الفكر الاستشراقي والمنهجية الاستشراقية وهو صاحب الادعاء بأنه لا يوجد نص موحد للقرآن الكريم اعتمادا على فهمه الخاطئ لتعدد القراءات .

ومن شواهد تأثير "جولدتسيهر"بالمفكرين المسلمين ودراساتهم "أنه تلقى تعليمه الاستشراقي في مدارس بودابست، وليبرزج وبرلين ولايدن وتتلمذ على يد "منهج سلفستر دي ساي المعروف بأنه أول مستشرق أوربي يدرس في جامعة الأزهر الشريف على يد بعض شيوخ الأزهر المعروفين وبخاصة الشيخ محمد عبده وهو من مؤسسي دائرة المعارف الإسلامية وقد شارك في الإشراف على تحريرها وكتب فيها العديد من المواد الإسلامية ، وكان عضوا في عدد كبير من المجامع العلميةولهد مؤلفات عديدة مهمة في مجال الدراسات الإسلامية يعد بعضها من الأعمال الكلاسيكية في التخصص ، ولها تأثير كبير على أجيال من المستشرقين اليهود وغير اليهود ، موضحا أن " جولدتسيهر" قد برز في مجال دراسة العقيدة والشريعة الإسلامية وله كتابان في غاية الأهمية ولذلك تمت ترجمتها إلى اللغة العربية الكتاب الأول "العقيدة والشريعة في الإسلام " والكتاب الثاني " مذاهب التفسير الإسلامي " مستخدما المنهج المتبع لدي العلماء المسلمين .


تعليقات